الجزائر ملحقة دبلوماسية وقاعدة دعوية إيرانية في إفريقيا لنشر الفتنة والخراب والدمار
عبدالقادر كتــرة
يتساءل المتتبعون عن العلاقات الوطيدة السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي تربط آيات الله الشيعيين حكام إيران بالنظام العسكري الجزائري، سواء جنرالات ثكنة بن عكنون أو سياسيو قصر المرادية، ما إذا كانت الجزائر ملحقة دبلوماسية وقاعدة عسكرية في افريقيا، عقب الدعم الكامل واللامشروط، على جميع الأصعدة المُجسَّد في عمليات تشييع المجتمع الجزائري وإقامة مقاتلي حزب الله اللبناني الإيراني والاصطفاف إلى جانب كلّ ما يقرره النظام الجزائري ولو كان ضدا على الحقّ والأخلاق والتعاليم الإسلامية والقوانين الدولية…
وسبق للسفير الإيراني لدى الجزائر حسين مشعلجي زاده أن عبر عن دعم إيران للجزائر وثمنت قطع علاقاتها مع المملكة المغربية الجزائرية، وأعرب “بأن القضايا التي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، يجب أن تحظى باهتمام جدي وأن تلقى الرد المناسب على مخاوف الجزائر بشأن التهديدات الأمنية والمس بوحدتها وسيادته”.
وأكد على أن العلاقات بين إيران والجزائر تقوم على الاحترام المتبادل والمبادئ المشتركة، وهي علاقات حسنة نظرا للقواسم الثقافية والدينية والتاريخية المشتركة، لا سيما روح الدفاع عن المظلوم ومعارضة الاحتلال وعدوان المتغطرس، لذا فإن مسألة تطوير وتعزيز العلاقات مع الجزائر، التي لطالما حظيت باحترام خاص من قبل الشعب الإيراني تلقى عناية واهتماما خاصا ومن الطبيعي فإن الوصول بالعلاقات الى المستوى المثالي يتطلب بذل ومضاعفة الجهود والتعاون.
واستقبل وزير الصناعة الجزائري، السيد أحمد زغدار، الثلاثاء 5 أكتوبر 2021 بمقر الوزارة، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية بالجزائر، السيد حسين مشعلجي زاده، حيث بحث معه سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي بين الجزائر وإيران.
وأوضح بيان مشترك “أن تم خلال هذا اللقاء استعراض العلاقات الجزائرية لاسيما في شقها الاقتصادي والصناعي وسبل تعزيزها حيث بحثا إمكانيات وفرص التعاون والشراكة بين البلدين في المجال الصناعي، لاسيما في الفروع التي يملك فيها البلدان مؤهلات على غرار الصناعات التحويلية، صناعات الحديد والصلب، الصناعات الميكانيكية، الصناعات الكيميائية وكذا المنجمية.”
هذا ما يتم التصريح به على أساس أن هناك تعاون في مجالات الاستثمار والتنمية، لكن في الحقيقة كما هو معروف ومتداول، فتح النظام الجزائري أبواب الجزائر على مصرعيها ليعبث “آيات الله” مرشدو النظام الإيراني بأمن واستقرار بلدان المنطقة السنيين، ويزرعوا الفتنة بالتفرقة عبر نشر التّشيُّع بين أبناء الأمة الواحدة وإشعال نار الخلاف، بل حتى الحروب كما وقع في سوريا والعراق ولبنان واليمن السعيدة…، إذ أنما حلّ الشيعة حلّ الخراب والدمار…
كشفت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، عن تزويد إيران لجبهة البوليساريو بصواريخ أرض-جو، والإشراف على معسكرات تدريب انفصاليي الجبهة في الجزائر بتعاون مع حزب الله.
وذكرت الصحيفة في مقال تحليلي، أن إيران مستمرة في التوسع في إفريقيا، بمساعدة جماعة حزب الله، التي تدعمها، خصوصا في إفريقيا الوسطى والكاميرون وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأضافت، أن هناك مجموعات مدعومة بالفعل من طرف إيران وتشن حملات ضد مصالح الغرب والعرب السنة وإسرائيل، وأصبح ذلك جليا ومعروفا خلال تفكيك الخلايا الإرهابية في إثيوبيا وأوغندا.
وأوضحت “تاغس شبيغل”، أن دعم إيران لجبهة البوليساريو نابع من بحثها عن اكتساب نفوذ بالمناطق غير المستقرة، مضيفة، أن الجبهة ستتوصل من إيران بصواريخ أرض-جو، وأيضا تحضر لمعسكرات تدريب مع حزب الله في الجزائر لتدريب انفصاليي الجبهة.
وحذرت الصحيفة، من إستراتجية طهران التوسعية، وقالت إن قضية الصحراء هي مجرد مؤشر آخر للمجتمع الدولي من أجل التحرك لاستئناف المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي.
وفي ماي 2018، قررت المملكة المغربية، قطع علاقاتها الدبلوماسية بإيران، كرد فعل على تورط أكيد لإيران من خلال حزب الله مع جبهة البوليساريو ضد الأمن الوطني ومصالح المغرب العليا.
وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أن أكد “أن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها لـ “البوليساريو” من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق هنا بواجهة “للهجوم الذي تشنه طهران في إفريقيا”.
وأوضح بوريطة في حديث للموقع الإخباري الأمريكي “بريتبار” في شتنبر 2018، أن “إيران ترغب في استخدام دعمها لـ البوليساريو لتحويل النزاع الإقليمي بين الجزائر والجبهة الانفصالية من جهة، والمغرب من جهة ثانية، إلى وسيلة تمكنها من توسيع هيمنتها في شمال وغرب إفريقيا، وخاصة في الدول الواقعة بالساحل الأطلسي”.
وأبرز أن “البوليساريو” ليست سوى جزء من “نهج عدواني” لإيران اتجاه شمال وغرب إفريقيا، مشيرا إلى أن الجبهة الانفصالية تعد منظمة “جاذبة” بالنسبة لطهران وحزب الله، محذرا من “الارتباط” القائم بين حزب الله و”البوليساريو”، والذي يكتسي، بحسبه، طابعا “جد خطير” بالنسبة لشمال إفريقيا، وموضحا” أن “البوليساريو”، التي تعتبر حركة عسكرية، تمثل “عاملا إيجابيا لإيران لكونها تعرف المنطقة. وهم (عناصر البوليساريو) مهربون (..) وملمون بالطرق”.
كما لفت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الانتباه إلى أن إيران حاولت إيجاد حضور لها في المغرب، قائلا :”اليوم، هم (الإيرانيون) يقومون بنفس الجهود بباقي دول شمال إفريقيا. ويستقطبون بعض شبابنا عن طريق تمكينهم من منح دراسية”، مضيفا أن طهران تطلق أعمالا “تبشيرية” لدى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لاسيما في بلجيكا