مرتزق روسي من “الفاغنر” بحث عن مطعم “ماكدونالدز” في وهران عبر GPS وجد نفسه على الحدود مع وجدة
عبدالقادر كتــرة
نقل أحد المواقع الإلكترونية الدعائية لمرتزقة “بوليساريو” الموالي للنظام العسكري الجزائري، أن سائحا روسيا من قوات مرتزقة “الفاغنر” المتواجدين بالجزائر، حكى في تدوينة طريفة: “كان قد زار “مكة الثوار” (الجزائر) ضمن وفد سياحي، وبحث عن مطعم “ماكدونالدز” في مدينة وهران، وركب سيارته المستأجرة متتبعا المسار الذي خطه له تطبيق خارطة GOOGLE MAPS، ورغم أن المسار بدا له طويلا… إلا أنه قرر السير فيه إلى نهايته، لكن بعد ساعتين من القيادة على الطريق السريع الجزائري شرق – غرب، وجد نفسه أمام الحدود المغلقة مع الجارة الغربية بينما المسار لا يزال فيه عدة كيلومترات، وعندما دقق في اسم المدينة التي بها المطعم الأمريكي الشهير، اكتشف أنها مدينة وجدة و تقع داخل التراب المغربي”.
المصدر ذاته أمد على أن تدوينة السائح الروسي توضح بما لا مجال للشك أن “هذا النظام فوت على الشعب الجزائري فرصة التحول إلى وطن للأحلام، ولازال الآلاف من شبابه يفرون من جنته بحرا في قوارب الموت إلى سواحل أوروبا…”.
وفي مقارنة مع دول الخليج التي تتساوى مع هذا الوطن في الثروات، يرى ذات المصدر أنها بعضها حقق حلم الوصول إلى سطح القمر، ووضع مشاريع أخرى للوصول إلى كواكب أبعد في مجرتنا، فيما النظام العسكري الجزائري “خرج من عصر البحبوحة لتدخل عصر طوابير السيولة والبطاطس والحليب والعدس والسميد والماء…، واليوم هي تحت مجهر المجتمع الدولي الذي ينظر إلى بيانات قصر المرادية باستغراب ويضرب الأخماس في الأسداس قولا بأن هذا النظام الذي يشيح ببصره عن ما يعانيه الشعب، قد قرر ربط قدميه بسندان حديدي والقفز في آتون أم المهالك”.
النظام العسكري الجزائري بدل أن يتجه لتنمية البلاد والعباد وتطوير وترقية البلاد ليضمن للشعب الجزائري الذي يعاني من العديد من الأزمات في جميع المجالات، فضل تغذية العداء لجاره الغربي والعمل على تقسيمه وفصل صحرائه عن وطنها الأم تجسيدا لشعارات وهمية موروثة عن الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، دون أن ينتبه إلى سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار إيدلوجيا الشيوعية والاشتراكية، ودخول إلى عصر جديد يقود الاقتصاد القوي في إطار العولمة التي بسطت أجنحتها على العالم والذي أصبح قرية صغيرة يحكمه نظام عالمي جديد، بفضل التقدم الهائل للتكنولوجيا الجد متطورة ووسائل التواصل الذكية و…و..
فضل النظام العسكري البومدييني وحمل مشعله جنرالات ثكنة بن عكنون التشبث بحلم القوة الإقليمية والجدولة العظمى والقارة والقوة الضاربة ، ووهم تجزيئ المملكة المغربية الشريفة بإهدار أكثر من 1000 مليار دولار في افتعال نواع واختلاق عصابة انفصالية ودعمها بالمال والعتاد والسلاح وحتى المقاتلين الجزائريين من الجيش الوطني، هاجموا الأراضي المغربية من أقاليما الجنوبية في خرق لكل الأعراف والقوانين الدولية، أغلبهم قتل ودفنت جثثهم في رمال الصحراء وعدد منهم أُسر، على حساب القوت اليومي للشعب الجزائري، كما استغل جنرالات ثكنة بن عكنون هذه الحرب المعلنة لسرقة أكثر من 1500 مليار دولار من عائدات البتلول والغاز، هربت إلى دول ما يسمى ب”الجنات الضريبية”…
كشف صندوق النقد الدولي عن أرقام صادمة تتعلق بالاقتصاد الجزائري، قائلاً إن درجة الخطورة بلغت ذروتها في ضوء تراجع صادرات النفط بنسبة 41 في المئة عام 2020.
وأطلقت الهيئة المالية تحذيرات في شأن المؤشرات الاقتصادية للبلاد، وأبرزت أن التوقعات ليست جيدة في ظل ترقب انخفاض الناتج المحلي الإجمالي 5.5 في المئة العام الحالي، إضافة إلى توازن سلبي للعجز الخارجي بلغت نسبته 17 في المئة، مشيرة إلى أن حجم عوائد الضرائب الحكومية البالغ 5328.1 مليار دينار (41.32 مليار دولار)، بالكاد يغطي نفقات التشغيل العادية، وأن تلك الأرقام السيئة أثرت بشكل كبير في مشروع قانون المالية لعام 2021.
وشدد صندوق النقد الدولي على أن نقاط الضعف في الاقتصاد الجزائري تفاقمت بسبب الأزمة الصحية العالمية، وكذا استمرار الاعتماد المفرط على الهيدروكربونات لعدم تطوير اقتصاد متنوع، بينما “حان وقت اتخاذ قرارات صعبة للرئيس عبدالمجيد تبون، لكن يبدو أن الحراك الشعبي والهشاشة السياسية للنظام تجعلانه يتردد، فالامتناع الهائل عن التصويت خلال الاستفتاء يبدو عاملاً غير ملائم”.
وفي سياق التراجع الاقتصادي الحاصل، أبرزت مجلة بيتروسترات المتخصصة في النفط والغاز، أن الاستهلاك الداخلي للغاز الطبيعي فاق الكميات المصدرة خلال العام 2019 للمرة الأولى في تاريخ الجزائر، مشيرة إلى أن حصيلة الطاقة تراجعت تحت تأثير الارتفاع المستمر للاستهلاك الداخلي، في وقت شهد فيه إنتاج بعض فروع الطاقة تراجعاً على غرار الغاز الطبيعي، موضحة أن استهلاك الطاقات الأولية ارتفع بواقع ثلاثة في المئة، في حين أن الانتاج تراجع بنحو 4.8 في المئة.