القمة العربية التي تعتزم الجزائر تنظيمها بتوجيهات من “آيات” إيران لن تنعقد، لأنها قمة للتفرقة
عبدالقادر كتــرة
هل الجزائر مؤهلة لاحتضان القمة العربية؟ وهل تنتظر من ملوك ورؤساء الدول العربية شدّ الرحال إلى بلد لم يتوقف عن مهاجمتهم ؟ هل ينتظر النظام العسكري الجزائري أن يستقبل قمة الجامعة العربية تنظمها بالوكالة الجزائر بإشراف وتوجيهات “آيات الله العظمى” حكام إيران الشيعية”؟ هل ينتظر جنرالات ثكنة بن عكنون وحكام قصر المرادية أن يقبل ملوك ورؤساء الدول العربية مناقشة جدول أعمال صاغته إيران وتكلفت الجزائر بالترويج له تجاوزا لوزراء الخارجية العرب؟ من قال أن العرب قبلوا، الآن، بعودة سوريا لحظيرة الجامعة العربية ؟ من سمح للنظام العسكري الجزائري طرح قضية الجبهة الانفصالية “بوليساريو” للمناقشة مع العلم أن دول الجامعة العربية مع وحدة المملكة المغربية دون قيد ولا شرط بالإجماع، بل لها قنصليات بالصحراء المغربية؟ ولماذا يتمسك بما سماه إصلاح الجامعة العربية ويعمل على منع مصر من ترأس الجامعة؟ …
كيف لدولة دُمْية في أيدي الآيات وأشعلت الحروب والخلافات مع أغلب الدول العربية وكالت لهم من السب والشتم والاتهامات، ودخلت معهم بعضها في صراعات، منهم الجيران ومنهم الأشقاء، مثلما يقع مع المغرب ومع ليبيا وموريتانيا والسعودية وقطر وتهدد تونس بتنفيذ عمليات إرهابية مثلما وقع في الماضي بعد رحيل الراحل الرئيس زين العابدين وانطلاق العملية الديمقراطية…، وكذا تصميم النظام العسكري الجزائري على إعادة سوريا بتدخل من إيران التي لا تخفي عداءها لدول مجلس الخليج بصفة خاصة والدول العربية المسلمة السُّنية وتعمل على زرع الفرقة وإشعال فتيل الخلافات …
وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن بلاده ستحتضن القمة العربية المقبلة في مارس 2022 بعد تأجيلها منذ عام 2020 بسبب جائحة “كورونا”، خلال كلمة لتبون خلال إشرافه على اجتماع نظمته الرئاسة مع رؤساء البعثات الدبلوماسية للبلاد في قصر المؤتمرات بالعاصمة الجزائر.
وحول أبرز الملفات التي ستتناولها أمامها، أوضح الرئيس الجزائر أنها “ستكون لتجديد الالتزام الجماعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد تقيد جميع الدول بمبادرة السلام العربية”.
أما الملف الثاني في القمة، حسب الرئيس الجزائري، فهو إصلاح منظومة عمل جامعة الدول العربية من أجل مواجهة التحديات الراهنة”، دون تقديم تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه الاصلاحات.
ويعود مطلب الجزائر بإصلاح الجامعة العربية إلى سنوات؛ حيث سبق أن دعت في قمة عام 2005 التي استضافتها، إلى إصلاح جوهري لعمل الجامعة، يشمل تدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء عوضا عن السيطرة المصرية عليه عرفا، لكن ذلك لم يتم اعتماده.
وقال تبون :” إن التحديات باتت أكثر خطورة في منطقتنا وبؤر التوتر في دول الجوار لا سيما في الصحراء الغربية مع بداية المواجهات مع الاحتلال المغربي” ، مشيرا إلى ليبيا التي لا تزال تشهد تدخلات أجنبية ، ومنطقة الساحل التي يستمر فيها الوضع تحت صراعات متعددة الأوجه.
وخرج رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، بتصريح إعلامي جديد عبر صحيفة “لكسبريسيون” الناطقة باللغة الفرنسية، يؤكد من خلاله أن القمة العربية المقبلة المزمع تنظيمها بالجزائر ستكون “فرصة من أجل مساندة الشعبين الصحراوي والفلسطيني”، بتعبيره.
وأثار التصريح الإعلامي جدلا سياسيا بخصوص استغلال القمة العربية المقبلة بهدف تمرير المواقف السياسية لـ”قصر المرادية” إزاء قضية الصحراء المغربية، في الوقت الذي ينبغي أن تكون هذه القمة محطة للمصالحة الإقليمية وتقريب وجهات النظر بعيدا عن الاختلافات الإيديولوجية.
لا أحد استوعب خروج هؤلاء بتصريحات كان من المفروض أن توكل إلى الجامعة العربية، بعد استشارة أعضائها من الدول العربية، متناسين أن لهذه الجامعة قوانين ومؤسسات ومسؤولين يسهرون على تسييرها والتنسيق بين مكوناتها، ولا يحرر جدول أشغالها إلا وزراء الخارجية…
وحول عودة سوريا إلى حظيرة الجامعة العربية والتي يشترط أن تتحقق بعد الاستجابة خطوات، أعرب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الجمعة عن أمله في وقف تطبيع العلاقات مع سوريا، في تصريحات تعقب زيارة نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق.
وقال الوزير القطري خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن “نأمل بأن لا تتشجع الدول على اتّخاذ خطوات إضافية تجاه النظام السوري”.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن “موقف قطر سيبقى على حاله، لا نرى أي خطوات جادة لنظام الأسد تظهر التزامه بإصلاح الضرر الذي ألحقه ببلده وشعبه”. وأردف أنه “طالما لم يتخذ أي خطوة جادة، فإننا نعتقد أن تغيير الموقف ليس خيارا قابلا للتطبيق”.
هذا في الوقت الذي تدخل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وثمَّن موقف الجزائر من عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وأفادت وكالة تسنيم، بأن عبد اللهيان بحث مع نظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك على الساحتين، الإقليمية والدولية.
وأشار عبد اللهيان إلى العلاقات السياسية الجيدة بين بلاده والجزائر، معربا عن أمله تطوير العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات، مشيدا بخطوة الجزائر في رفضها عضوية إسرائيل في الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن الجزائر تصرفت بحكمة ومنطق، مناشدا الاجتماع المقبل لجامعة الدول العربية تحقيق فوائد كبيرة للأمة الإسلامية.
وحول موقف دول الخليج الداعم للوحدة الترابية للملكة المغربية الشريفة، هاجمت النظام العسكري الجزائري الممثلين الدائمين للمملكة العربية السعودية ودولة قطر لدى الأمم المتحدة، بشأن مواقف بلادهم الداعمة لمغربية الصحراء، معتبرة أن تلك “التصريحات تحمل في طياتها العديد من التناقضات والمغالطات، وتهدف الى تضليل الرأي العام الدولي”.
وتنتقد الجزائر من حين لآخر تصريحات الدول الخليجية، الداعمة لسيادة المغرب على الصحراء، إذ تدعم كل دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والإمارات وسلطنة عُمان والكويت وقطر والبحرين) المقترح المغربي بمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة الحكم الذاتي، مؤكدة دعمها لمغربية الصحراء، حسب ما أوردته جريدة النهار الجزائرية.
وتدخلت الجزائر في قضية سد النهضة دون أن يطلب أحد وساطتها واصطفت إلى جانب إثيوبيا ضد دولتين عربيتين، مصر والسودان، وتعهدت ب”تصحيح سوء تفاهم دول الجامعة العربية فيما يتعلق بقضية سد النهضة الإثيوبي”، خلال القمة العربية المقبلة التي لن تنعقد في الجزائر.
وأعلن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، عن فشل ما وصفه بالوساطة الجزائرية وعدم نجاح بلاده في إقناع الدول الثلاث “مصر والسودان وأثيوبيا” إلى طاولة المفاوضات، إلى أن ملف سد النهضة الإثيوبي معقد وفيه جوانب سياسية تعيق التوصل إلى الحل المنشود.
الإعلان الجزائري، أثار جدلا في مصر، حيث انتقد الإعلامي أحمد موسى المقرب من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لعمامرة، بعد تصريحاته بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي.
وقال موسى، خلال تقديمه برنامج “على مسؤوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد” إن تصريح وزير الخارجية الجزائري تصريح خطأ في الوقت الخطأ، وإن مصر ليس لديها موقف سياسي.
وأضاف، أن وزير الخارجية الجزائري تحدث عن جوانب سياسية في سد النهضة، وهو من شارك في مراسم تنصيب رئيس وزراء دولة تهدد حياة 150 مليون مصري وسوداني.
وواصل حديثه الموجه لوزير الخارجية الجزائري: “حضرتك لك علاقات جيدة مع إثيوبيا وكنت أتمنى أن تدخل في وساطة والتصريح كان يجب أن يتحدث عن مخاطر حياة شعبي مصر والسودان”. واختتم: “أقول لوزير الخارجية الجزائري أننا سندافع عن حقنا ولن نفقد نقطة مياه”.
المملكة المغربية الشريفة غير معنية بقمة الجزائر، التي لن تنعقد، لأن جنرالات ثكنة بن عكنون وحكام قصر المرادية، بم يدخروا جهدا في إيذاء جارهم العربي الأمازيغي المسلم رغم أنه ساهم بقوة في استقلال الجزائر، وتنازل عن حقوقه لأجل الجزائر، لكن يبدوا أن هذا النظام أصيب بمرض الحقد والغل والحسد والدونية…، لن ينفع معه علاج ولو اجتمع أطباء العالم.
الصحيفة الإيطالية “لاريبوبليكا” أكدت أن الجزائر “التي يتدهور اقتصادها، تحشد كل جهودها لاستعداء المغرب، بدلا من تركيز انتباهها على أزمتها الداخلية ومطالب شعبها”.
وكتبت اليومية أنه “بالرغم من اليد الممدودة للرباط، يبدو أن الجزائر مقتنعة بجعل المملكة عدوها الرئيسي، حتى لو كان ذلك يعني إلغاء اتفاقيات مهمة مع أوروبا”، مبرزة أن الجزائر قررت عدم تجديد الاتفاق المغاربي-الأوروبي لخط أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب.
وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى أن “هذا التصرف ابتزاز واضح في حق أوروبا”، مسجلة أن الجزائر أوقفت إمدادات طاقة مهمة لإسبانيا تصل إلى 6 ملايير متر مكعب من الغاز، الأمر الذي يهدد “بالتأثير بشكل كبير على مدريد التي ستشهد ارتفاعا مؤكدا في أسعار الكهرباء”.
وذكرت الصحيفة أن تصرف الجزائر نابع من موقفها بشأن قضية الصحراء، مبرزة أن المملكة لا تزال ملتزمة بالمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
وهاجم وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، على خلفية أنباء بشأن تعهد بالتطبيع مع إسرائيل، في حال انتخابه رئيسا لبلاده.
وفي مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي الجزائري، قال إن بلاده تفضل أن يكون على رأس الدول الشقيقة “رجال أو نساء يحبون وطنهم، ويلتزمون بمصلحته العليا، ولا ينخرطون في حسابات خارجية لمصلحة الغير”.
وسبق أن كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، أن بلاده كانت مستعد “للتدخل بصفة أو بأخرى” في ليبيا المجاورة لوقف تقدم قوات المشير خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، كما جاء في مقابلة مع قناة الجزيرة.
وقال الرئيس الجزائري ردا على سؤال عما كان يعنيه بأن “طرابلس خط أحمر”، “كنا نقصد أننا لن نقبل بأن تكون طرابلس أول عاصمة مغاربية وإفريقية يحتلها المرتزقة. كنا سنتدخل”.
وعندما سأله الصحافي عما إذا كانت الجزائر تعتزم التدخل “عسكريا”، أجاب تبون “كنا سنتدخل بصفة أو بأخرى ولا نبقى مكتوفي الأيدي”. وتابع “لما قلنا خط أحمر، حقيقة كان خطا أحمر، فوصلت الرسالة ولم يتم احتلال طرابلس”.
هذا دون الحديث عن تدخلات النظام العسكري الجزائري في شؤون دولة مالي، أو تهديد موريتانيا من الفنية والأخرى كلما رأى أن هناك تقاربا بين النظام الموريتاني والمملكة المغربية الشريفة، قد تدفعه إلى التدخل عسكريا، أو بواسطة ميليشيات مرتزقة “بوليساريو”، كما وقع في الماضي، أو الضغط على تونس بترهيبها أو اختلاق مشاكل أو حتى عمليات إرهابية، والتاريخ سجل مشاهد وحوادث دامية ومحزنة، بإيعاز وتخطيط من جار السوء…
وفي الختام لا بدّ من الإشارة إلى أن كلّ المصادر، سواء من داخل الجامعة العربية أو من خارجها، وأغلب المحللين السياسيين، أجمعوا على أن القمة العربية لن يكتب لها الالتئام في عاصمة النظام العسكري الجزائري ، لعدة أسباب منطقية ومعقولة، وستنقل إلى المملكة العربية السعودية، وكفى الله شرّ المؤمنين القتال.