بعد إصابتها بالإحباط، “بوليساريو” تدعو أبواقها الإعلامية إلى عدم الحديث عن ضحاياها
عبدالقادر كتــرة
بعد إصابتها بالإحباط نتيجة انتكاساتها العسكرية وفشل جميع محاولتها اختراق الجدار الأمني الذي يتواجد على قممه جنود القوات المسلحة الملكية الأشاوس والذين لا يسمحون لجرذان وفئران مرتزقة ميلشيات “بوليساريو” الإرهابية دمية النظام العسكري الجزائري، إلا وحوَّلوهم إلى أشلاء ومركباتهم إلى حطام، قررت قيادة “بوليساريو” بأمر من جنرالات ثكنة بن عكنون الجزائرية، منع أبواقها الإعلامية من نشر أي خبر عن ضحاياها من القتلى والجرحى والمصدومين أو صور وأسماء لهم أو معلومات عن عملياتها الفاشلة .
وجاء في التعليمية أنه يمنع نشر أخبار عن سقوط مقاتلي المرتزقة دون مصدر ، كما يمنع نشر التفاصيل التالية ( موقع مكان السقوط، اسم الضحية وصورته ورتبته والناحية التي يتواجد يها ….)
كما يمنع منعا كليا نشر المعلومات عن الجرحى في الميليشيات مثل هذه التفاصيل ( اسم الجريح ، عدد الجرحى ، موقع الاستهداف ، رتبة الجريح ، ناحية الجريح …) . واعتبر المرتزقة أن إفشاء المعلومات خيـانــة وغدر لميلشيات المرتزقة.
موقع إلكتروني موالي للمرتزقة علق بقوله، أن أسماء القتلى والجرحى وأعدادهم في صفوف المرتزقة، من الصعب إخفاء مثل هذه المعلومات بحكم العلاقات العائلية والقبلية الممتدة بين الصحراء المغربية والمخيمات، ناهيك على أن كل العمليات التي تنفذها “الدرونات” مسجلة من ألفها إلى يائها ، بمعنى أن الجيش المغربي يضرب ويحصي الخسائر في صفوف المرتزقة، وبالمقابل “تقصف” الميليشيات بالمفرقعات والألعاب النارية ولا يعرف إن كانت “راجماتها” قد أصابت أهدافها إن أُطلقت أو هي مجرد أوهام للاستهلاك، والحديث عن خسائر في الجيش المغربي تبقى مجرد تكهنات.
جبهة “بوليساريو” اعترفت، الأربعاء17 نونبر 2021، بهجوم مغربي بطائرات بدون طيار، قالت إنه “خلّف مقتل 12 مرتزقا” في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، وهي المناطق التي تتوهم بتسميتها “مناطق محررة”، ولم تكن يوما ما كذاك بل منطقة عازلة سلمها المغرب للمينورسو، واليوم استرجعها، وحولها إلى مقابر لمن تسول له نفسه المغامرة داخلها.
بسطت القوات الملكية المغربية سيطرتها على كافة مناطق أقاليمنا الجنوبية من الصحراء المغربية، وتحولت إلى مقابر والمغامرة داخلها يعني الموت في أية لحظة، تحت كاميرات طائرات “الدرون” التي لا ترحم وفي ما وقع في السابق دروس لمن يعتبر، كان آخرهم، حسب أحد المواقع البوليسارية، سقوط سبعة جرذان بما يسمونه وهْماً بالناحية العسكرية الثالثة، من بينهم “الشيخ حمدي عبد النبي”، الذين لقوا حتفهم ليلة 14-15 نونبر 2021، و في نفس اليوم بما يسمى حلما الناحية العسكرية الخامسة، سقوط “محمد مولود ولد علي ولد حونين”، الملقب بـ “شيروكي”، قائد فيلق “الناجم التهليل”، وبما يسمونه حلما “الناحية العسكرية السادسة”، سقوط “منصورمحمد يحضيه احمين”…
وسبق أن اصطادت طائرة القوات المسلحة الملكية المغربية قائد درك الجبهة، خلال شهر أبريل الماضي، الانفصالي الداه البندير عندما كان في سيارته في طريقه للانسحاب، محاولا الابتعاد عن الجدار الدفاعي بعد محاولة تنفيذ هجوم على أحد المواقع العسكرية، وأصيب اثنان كانا معه في السيارة بجروح متفاوتة الخطورة.
بعد إبادة قائد الدرك البوليساري “الداه البندير” وفيلقه، أكدت تقارير إعلامية، الإثنين 19 أبريل الماضي، مقتل ثلاثة عناصر تابعة لجبهة “بوليساريو” الانفصالية، بعد قيام وحدات عسكرية تابعة للناحية العسكرية الثانية لجبهة “بوليساريو” بمحاولة اختراق المنطقة العازلة وراء الجدار الرملي الذي شيده الجيش المغربي.
الصدمة كانت قوية وقاتلة ل “بوليساريو” وعرابها النظام العسكري الجزائري اللذين فزعا لهول ما وقع نتيجة إبادة فيلق بقيادة عدد من كبارهم، ولم يستوعبوا من أين سقط الموت الأسود وأرداهم أشلاء فيما استسلم من بقي للنجاة بحياته…، في الوقت الذي أصيب كبيرهم بأزمة صحية خطيرة أدخل على إثرها إلى المستشفى بالجزائر العاصمة، قد لا يقوم منها.
غريب وغبي تباكي وتشكي المعتديين على أرض المملكة المغربية الشريفة والاقتراب من الجدار الأمني، بحيث لم يعد هناك منطقة عازلة التي كان يطلق عليها المرتزقة “أراضي محررة”، اللهم إلا إذا كان هؤلاء يلتمسون استقبال جرذان قطاع الطرق من الجبهة الانفصالية بالجبن والتمر والحليب.
في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أشار ما يسمى آنذاك ب”الأمين العام لوزارة الأمن والتوثيق لجمهورية تندوف بالجزائر”، المدعو “سيدي أوكال” إلى أن داه البندير رئيس درك “بوليساريو”، تم اغتياله بطائرة “درون” مزودة بتكنولوجيا إسرائيلية جد متطورة، مضيفا أنه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش المغربي هذا النوع من الطائرات بل شرع في استعمالها منذ تطهير معبر الكركرات من جردان قطاع الطرق لبوليساريو، في 13 نونبر 2020. وأفاد أن بعض هذه الطائرات “استطلاعي والآخر هجومي”.
موقع إعلامي دعائي موال ل”بوليساريو يعترف بقوله :”هذه النكسة ليست محصورة في مقتل قادة كبار، من قبيل “الداه البندير” قائد جهاز الدرك البوليساري، وكذا “حمة مالو”، قائد الناحية العسكرية السابعة، الذي تدور أخبار عن نقل أشلاء جثته، والقائد العسكري بالناحية السابعة ” ولد موندي” الذي تروج أخبار غير مؤكدة عن أسره من طرف جنود الاحتلال، بعد اصابته بجروح خطيرة،… بل في تفاصيل ما حدث، فقد أكدت المينورسو يوم الحادث بأن الأمم المتحدة أخذت علما بمقتل قائد الدرك الصحراوي بطائرة مسيرة (درون)، تابعة للجيش المغربي، لكنها لا يمكنها تأكيد المعلومات…”
وينقل بحرقة وانكسار وإحباط:” يؤكد المقاتلون في روايتهم أن القيادة أصبحت تجد صعوبة بالغة في إقناع المقاتلين بالتوجه إلى الأراضي المحررة (المنطقة العازلة ولم تعد كذلك بعد تمديد الدار إلى حدود موريتاتنيا)، بعد استهداف المسيرة لفيلق “الداه البندير” وصمت القيادة عن القتلى وعدم مطالبتها بالأسرى الذين اقترب عددهم من الـ 100، وأضافوا أن ما يسمى ب”الجيش الصحراوي” تنتابه حالة من الخوف والشك، وأصبح المقاتلون يرفضون المرور من المناطق العازلة، وأصبح المقاتلون يشترطون المرور عبر الأراضي الموريتانية، لكن نواكشط هي الأخرى كانت قد قررت إغلاق شمالها، وتحويل جميع المناطق الحدودية مع الجزائر والصحراء الغربية، إلى مناطق عسكرية مغلقة ومحرمة على عناصر “بوليساريو”…
قائد المرتزقة إبراهيم غالي يتباكى ويئن ويشتكي لمن أراد أن يسمعه، قبل أن يتخصص في توجيه رسائل إلى الأمين العام الأممي، “أنطونيو غوتيريش”، محررة من طرف جنرالات ثكنة بن عكنون، ينتقد فيها هيئة الأمم المتحدة، يتهمها بتجاهل الوضع الذي “لن يساعد على تحقيق السلام في الصحراء المغربية بل سيتسبب في المزيد من ويلات الحروب وعدم الاستقرار في المنطقة”.
هذا في الوقت الذي تعترف الجبهة الانفصالية، في مزابلها الإعلامية، بأنها خرقت وقف إطلاق النار منذ أكثر من سنة، وأعلنت عن “اندلاع حرب الصحراء المغربية الثانية”، حيث تم الترويج لبعض الأرقام المتعلقة بهذه الحرب في بعض المواقع الإعلامية البوليسارية، التي كشفت تنفيذ المرتزقة الارهابيين لعمليات كرتونية وهمية من حروب النجوم والكواكب المثيرة للسخرية ، آخرها ما نسبته لنفسها خيوط من البرق والرعد لعواصف مطرية على أساس أنها أقصاف.
وأكدت اعترافها العدواني بتغطية النظام العسكري الجزائري بنشرها لبلاغات عسكرية وهمية وترويجها لصور وفيديوهات لنزاعات في مناطق أخرى من العالم: “خلال سنة ما لا يقل عن 2078 عملية عسكرية شملت أكثر من 103 منطقة بالصحراء الغربية منتشرة على طول الجدار المغربي، وأنه تم التركيز على عمليات القصف التي شملت كافة القطاعات العسكرية للجيش المغربي الممتد لمسافة 2700 كلم (المحبس : 552 ، حوزة: 265، امكالا: 121، اجديرية:80، السمارة:85، الفرسية: 188، توزكي:10 ، البكاري:251، ام ادريكة:165، الكلتة:145، اوسرد:136، الكركرات 60، تشلة :20)”.
يتوفر الجيش المغربي على أسراب الدرونات المقاتلة الأمريكية والفرنسية والتركية الأكثر رعبا في العالم “حاصدة الأرواح” المجهزة بصواريخ وقنابل فتاكة تتوفر عليها المملكة ترهب الأعداء وتقض مضجعهم وتحسب تحركاتهم قبل أن تضع لهم حدا للحسم النهائي.
ونشر موقع africaintellegence الفرنسي بأسلوب التسريب، خبر تعاقد الرباط مع إسطنبول لتوريدها 13 مسيرات “البيرقدار” التركية النسخة القتالية، بالإضافة إلى أربع محطات تحكم أرضية ونظام تدريب كامل للمسيرة، في صفقة بلغت 70 مليون دولار أمريكي، وهي المسيرات الشهيرة التي حسمت المعارك في حرب القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا لصالح الآذريين وعطلت الترسانة العسكرية للأرمينيين، وعلق رئيس الوزراء الأرميني”نيكول باشينيان” على عدم فعالية التسليح الروسي أمام التسليح الأرميني بالقول: “إن السلاح الروسي الذي كان بحوزة الجيش الأرميني تحول فجأة إلى خردة، وأن صواريخ الإسكندر فخر الصناعة العسكرية الروسية لم تنفجر بعد إطلاقها وكانت بدون فعالية في الحرب”، لتنشر بعدها وكالة الأناضول التركية عن مقاطع مصورة لمسيرات “البيرقدار” وهي تصطاد الدفاعات الأرضية، وتدمر التحصينات العسكرية للجيش الأرميني.