هذا لا يقع إلا في الجزائر: تحويل المدارس إلى أسواق لبيع البطاطا والحليب تحت الحراسة الأمنية
عبدالقادر كتــرة
الجزائر “القوة الضاربة ” و”القوة الإقليمية” و”البلد القارة ” و”البلد الكوكب” يسجل خطوة أخرى فريدة من نوعها جديرة بإدخالها إلى سجل “غينيس” بعد أن حوّلت المدارس إلى سوق شعبي وحجراتها إلى أروقة، كل واحدة لها اختصاصاتها، منها رواق لبيع أكياس الحليب وآخر لبيع البطاطا وثالث لعرض العدس والحمص ورابع لبيع الطماطم …و.. و ب”البون” كما كان يقع ذلك أيام زمان المجاعات أو الحروب العالمية…
وسجل شريط كتداول في منصات التراسل الفوري وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية طوابير أمام حجرات المدرسة ب”بير خادم” بالجزائر العاصمة ، تحت الحراسة المشددة، ليس لانتظار أطفالهم واصطحابهم بعد نهاية الدراسة، لكن للظفر ببعض المواد الغذائية الأساسية التي أصبحت نادرة واضطر المواطن الجزائري إلى الركض خلفها لساعات طوال.
وسبق للقوة العظمى أن حولت حماما (دوش) إلى مكتبة بداية السنة الدراسية، سجلت هي الأخرى طوابير مليونية للأدوات المدرسية والكتب المدرسية المفقودة …، والتي تميزت باستعمال “البون” والأرقام وبالشجارات للظفر بالكتاب المدرسي، حسب شاهد من أهلها جريدة العسكر “الشروق”، وهجومات على المكتبات وغبق الطرقات.
تأتي هذه الكارثة بعد العديد من المشاهد البئيس للمواطنين الجزائريين الذين يقظون أوقاتهم منذ صلاة الفجر إلى المساء في الطوابير اللامتناهية على الحليب والدقيق والزيت والبطاطا والماء والدواء والأكسيجين والسيولة المالية والنقل والخضر والفواكه …
وذكرت هذه الجريدة أن المئات من أولياء التلاميذ وحتى التلاميذ أنفسهم، “تجمعوا أمام مقر ديوان المطبوعات المدرسية بالطارف، بغرض الحصول على حاجياتهم من الكتب المدرسية لمختلف الأطوار، ولكن من دون جدوى، الأمر الذي أغضب الحضور وجعلهم في حيرة من أمرهم، خاصة بعد رفض مديري المدارس بيع الكتب، تنفيذا للتعليمة التي تنص على بيع الكتب خارج المؤسسات التربوية ولتكتفي هذه المدارس، بالتكفل بحاجيات المعوزين من الكتب في الإطار المعمول به سابقا، أما عن عملية البيع فتتم في مقر الديوان أو بعض مكتبات الخواص، التي لم تستطع مواكبة العملية نظرا للضغط الرهيب الذي أحدثه طالبو الكتب من التلاميذ وأوليائهم وبمختلف الأطوار لتتحوّل إلى فوضى وشجارات، ومنهم من أغلق مكتبته تماما أمام المدّ الجارف من التلاميذ والأولياء لتزداد حيرتهم في ظل فوضى عارمة وعدم تنظيم وتحكم في عملية البيع”.
وتتشكل، حسب نفس المصدر، منذ الساعات الأولى ، طوابير أمام محلات البيع واختفى الكتاب المدرسي، وتحوّل إلى عملة نادرة في عنابة، تزامنا والدخول المدرسي للموسم الجاري الأمر الذي تسببّ في إحداث فوضى كبيرة، أمام مختلف نقاط البيع المعتمدة، التي تحولت إلى مسرح لطوابير طويلة وعريضة، لأولياء وتلاميذ يبحثون عن كتب مدرسية، بات الحصول عليها ليس مهمة سهلة، حسب نفس المصدر.
وسبق أن اقتحم العشرات من أولياء التلاميذ مقر الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بمدينة بالعباس، ما تسبب في حالة إغماء لإحدى عاملاته، ودفع بالمصالح الأمنية للتدخل في سبيل إخراج المقتحمين ووضع حد للفوضى التي سادت المكان، في الوقت الذي أعلن فيه القائمون على الديوان، وقف عملية البيع والاكتفاء بالعمل الإداري المخول لهم، خاصة عقب استغلال لصوص للحادثة لسرقة بعض السيدات اللواتي كن في الطابور تحت التهديد.
رابط الشريط الذي يتحدث عن مدرسة/سوق