إدانة قمة مجلس دول الخليج الصريحة لسياسات إيران إنذار للنظام العسكري الجزائري
عبدالقادر كتــرة
اختتمت القمة الخليجية 42 التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، بإصدار بيان ختامي مطول من 72 بندا، وإعلان مقتضب حمل اسم “إعلان الرياض” أجمعت على تأكيدات على وحدة الصف ورفض التدخلات الأجنبية.
وتضمن البيان الختامي المطول رؤية دول الخليج لتعزيز مسيرة التعاون في مختلف المجالات ومواقفها من مختلف القضايا العربية والدولية، حيث تركزت بنود “إعلان الرياض” على تعزيز مسيرة التضامن الخليجي، ليكون بمثابة خارطة طريق شاملة لتحقيق التكامل وتوحيد صف دول المجلس.
وأدان المجلس الأعلى استمرار تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية، وتهريب الخبراء العسكريين، والأسلحة إلى ميليشيات الحوثي في مخالفة صريحة لقرار مجلس الأمن 2216.
مجلس التعاون الخليجي أنه يتطلع لأن يكون للإدارة الإيرانية الجديدة دور إيجابي في تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة معه، وأعرب المجلس عن رفضه “استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث” طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.
إيران ردا على البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي، اعتبرت طهران أن إصدار بيانات مثل بيان قمة مجلس التعاون الخليجي الختامي الأخير تجاه طهران، يدل على استمرار الموقف غير البناء وغير الصحيح لبعض الدول الأعضاء في المجلس تجاه إيران.
ورأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن “عددا قليلا من الدول الأعضاء ما زالت تبدي مواقفها غير البناءة باسم مجلس التعاون”، داعيا هذه الدول إلى “إعادة النظر في رؤيتها ومقارباتها تجاه القضايا الإقليمية واستبدال مسار الاتهامات المكررة بأسلوب التعاون”.
وأشار خطيب زادة إلى استمرار الحرب على اليمن وكثيف عسكرة المنطقة، معربا عن قلق إيران من “التأثيرات المخربة للتواجد الإسرائيلي في الخليج على استقرار المنطقة”.
وأضاف خطيب زادة: “لا تتسامح إيران بأي تدخل في برنامجها النووي السلمي، أو برنامجها الدفاعي الصاروخي، أو الأمور المتعلقة بسياساتها العسكرية والدفاعية الرادعة”.
وأكمل: “تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي ادعاء بشأن الجزر الثلاث وتعتبره تدخلا في شؤونها الداخلية ووحدة أراضيها، وإن تكرار هذه المواقف والتدخلات بأي شكل من الأشكال، مرفوض تماما ولن يكون له أي تأثير على الحقائق القانونية والتاريخية القائمة”، مشيرا إلى أن “الحكومة الإيرانية الجديدة، وبناء على رؤيتها الاستراتيجية وسياساتها المبدئية، المبنية على حل مشاكل المنطقة على أساس التعامل والتعاون مع دول الجوار، ترحب بالمبادرات الإيجابية لتطوير العلاقات على أساس المبادئ والقواعد الدولية”.
لكن ما يقوله نظام الآيات في إيران الشيعية ليس ما يضمرونه لأهل السنة في مختلف البقاع ، إذ الحقيقة يعرفها الجميع لأنها واقع و”الواقع لا يرتفع” حيث أينما حلّت إيران حلّ الخراب والدمار (العراق اليمن سوريا لبنان أفغانستان) كما لا يخفى على أحدٍ ما تقوم به ايران ضد رغبة الشعب الجزائري في الانعتاق من استبداد الجنرالات الذين جثموا على صدور الشعب الجزائري فترات طويلة بحيث تبذل إيران كل جهدها في دعم نظام الجنرالات بقيادة الجنرال السعيد شنقريحة رئيس الأركان، لنشر الفوضى في ربوع الجزائر حيث لم تدّخر جهداً في السعي بكل الوسائل إلى زعزعة استقرار الجزائر والعمل على خلق حالة من العداء للتيار الإسلامي السني ولكل الأحرار الذين أسهموا بشكل أو بآخر في مجابهة الفساد واستبداد الجنرالات…
نظام جنرالات ثكنة بن عكنون بالجزائر لم يتوقف عن تعزيز علاقاته مع إيران، وتنفيذ أوامره وتوجيهاته ضدا على مواقف الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي، كان آخرها مطالبة النظام العسكري الجزائري بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهو ما يعني تدخل في شؤون البلدان العربية وقراراتها.
وتكررت وتكاثرت زيارات المسؤولين الجزائريين بمناسبة أو بغير مناسبة لطهران والتأكيد على العلاقات السياسية الجيدة بين إيران والجزائر، وتطوير وتيرة العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية.
وكان المغرب قد قرر قطع علاقته مع إيران شهر ماي من عام من 2018، إذ طلب من سفيرها مغادرة الرباط، واستدعى سفيره من طهران، في خطوة كانت كلمة السر فيها هي الصحراء، حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة حينها، أن إيران تقدم دعما “ماليا ولوجيستيا” لجبهة البوليساريو عن طريق حزب الله اللبناني الذي يوفر أيضا تدريبات عسكرية للجبهة.
وشدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على أن المغرب “يتخذ احتياطاته” بخصوص “التهديدات الإيرانية” الموجهة ضد أمن المواطنين المغاربة، موردا أن “طهران لا زالت مستمرة في تدريب وتسليح عناصر جبهة البوليساريو”.
المغرب أفشل جميع محاولات وإيران التي تبحث عن موطئ قدم في غرب إفريقيا، في محاولة تشييع المجتمع المغربي، وكذا دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين أكثر من مرة، آخرها في فاتح ماي من سنة 2018، حينما قرر المغرب رسميا قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، إذ طلب من سفيرها مغادرة الرباط، واستدعى سفيره من طهران، في خطوة كانت كلمة السر فيها هي الصحراء المغربية.
موقف النظام العسكري الجزائري بتحالفه مع آيات طهران يجعله يغني خارج السرب ويسبح ضد تيار الجامعة العربية ومواقفها الموحدة، بل أصبحت وجود هذا النظام في الجامعة العربة نشازا ولا يؤتمن جانبه، يضع تنظيم مؤتمر القمة العربية في مارس المقبل في مهب الريح، ولا شكّ أن إدانة القمة الخليجية لسياسات إيران وتدخلها في شؤون الدول لعربية وزرع الفتن بين السنة والشيعة واحتلالها لجزر الإمارات العربية المتحدة وتمسكها بتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي وتسليح الجماعات الإرهابية ضد وحدة البلدان العبية السنية..، وإدانته من طرف قادة دول الخليج هو إدانة للنظام العسكري الجزائري المتحالف معه والمساند لمواقفه ضدا على ميثاق الجامعة العربية ووحدتها.