سلامٌ للعربيَّة من ثانويَّة السَّلام
وجدة في 17 دجنبر 2021
سعِدتُ اليومَ للغاية بحضور فعاليات احتفالية ثانوية السلام التأهيلية بمدينة وجدةَ باليوم العالمي للغة العربية عشيةَ عيدها الذي يصادف الـ 18 من دجنبر من كل عام. سعدتُ لأسباب كثيرة على رأسها الإرادةُ التنظيمية التي نجحت بتضافر سواعد الأساتذة والإدارة والأعوان في إخراج هذا الحفل في حلة بهيَّة تذكرنا بالتُّحَف الأدبية والفنية التي كانت تقدِّمها المدرسة العمومية في سنوات ازدهارها الذهبية. وعلى رأس هذه الإرادة الفريقُ التربوي المكوَّن من الأستاذة القاصَّة المبدعة رشيدة مولودي والأستاذ محمد الشاوش والأستاذة فاطمة بلمير الَّذين ظهرت بصماتُهم التأطيرية الأنيقة في الأداء المتميز للتلامذة المشاركين، وكذا إدارةُ المؤسسة ممثلةً في السادة المديرِ والحارس العام ورئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ وعون الأمن الخَدوم الذين توَّج دعمُهم الحضوريُّ والمالي واللوجستي الواضح نجاحَ التظاهرة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد نال تلاميذ المؤسسة الذين قدَّموا لوحات شعرية ومسرحية متميزة إعجابي وإعجاب زملائي الشعراء المشاركين في التظاهرة نظرا للمستوى اللغوي والفني العالي الذي ظهَرُوا به، مما يزكِّي فكرة نجاحِ التأطير الذي تلقَّوه، وفكرة أهميَّة الأنشطة المدرسية الموازية في اكتشاف معادن الطاقات التلميذية النفِيسة، ويبشِّرُ بمستقبل واعد، ويؤشِّر على أن هُوية اللغة – وقد حملتِ التظاهرة شعار “لغتي هُويتي” – راسخة في نسغ الإنسان المغربي بكل حب وامتنان، إذ اللغة هي الوطن الحقيقي. وهكذا استمتع الحضور بحوار شعري من محفوظ التلاميذ من قصيدة “لغتُنا العربية تُنشِد” للشاعر سليمان العيسَى، كما استمتع بمسرحية “محاكمة اللغة العربية” المستلهمة من قصيدة حافظ إبراهيم الخالدةِ حول اللغة العربية، علاوة على قطعة مسرحية صامتة في نفس السياق. وكان ممن تألق بأدائه اللغوي والفني السليم الجميل التلميذة آلاء السالمي ورئيس المجلس التلاميذي محمد عمراوي.
شارك في هذه التظاهرة التي سيَّرها بلغةٍ جميلةٍ وأداءٍ فنانٍ الأستاذان رشيدة مولودي ومحمد الشاوش رفقتَهما طالبةُ كلية الطب حاليا، تلميذة المؤسسة سابقا، نهيلة بلدي، كلٌّ من الشعراء بوعلام دخيسي والطيب هلو – وهما من طلائع تلاميذ المؤسسة لدى تأسيسها – والبتول محجوبي ومحمد عرابات بشيء من جميل أشعارهم، وشاركتُ الحضورَ الكريم الذي كان اهتمامُه وحرصُه لافتا بكلمة تناولتْ تاريخ العربيَّة وتطورَها وما تواجهه من تحديات معاصرة. كما تخللت الحفل وصلاتٌ فنية متميزة لثنائي فرقة الفنان الجميل أيوب حسيني، واختتمت بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين، وحفل شاي على شرف العربية والحضور!
كل عامٍ ولغتُنا الجميلة بخير!
سعيـد عبيـد