وجدة يا نوارة : لا خير في مدينة تنام قبل العالم و تستيقظ بعد استيقاظ سكان الكون!!
ايمن محمود
نشرتُ قبل اسبوع تقريبا تدوينة بإحدى مجموعات وجدة المعروفة و تعمدت ان اشير ان وجدة تغيرت و اصبح سكانها في الايام الاخيرة يفرون لمنازلهم باكرا و اشرت للساعة العاشرة ليلا كأقصى تقدير مني و انتظرت بطبيعة الحال ردود الافعال…!
المفاجئة صادمة !! الويل لنا جميعا..!!
الكل يعلم أنها وجدة منذ زمن بهدا الروتين و الكل راض بهدا الوضع و جالس يراوح حقيقته!!
مدينةٌ زاخرة بطبقة شابة واعدة ذات تكاوين مهنية و اكاديمية عالية بدون همة و بدون طموح؟!
شباب وجدة اليوم تم تقسيمه بنجاح من طرف مهندسي الفشل لاستغلال الفرص و الركوب على الركود السائد على جميع المجالات، فئة منهم هاجرت و استثمرت خارج المدينة الى مدن كبرى كفاس و مكناس و القنيطرة و الدار البيضاء و طنجة لدرجة ان بعض شوارعها اصبح معروف بشارع “وجادة”، و فئة اخرى ولدو و في فمهم ملعقة من ذهب و بقي همهم الوحيد هو التباهي و التكابر على بعضهم البعض بسيارات فارهة و بالعلاقات الحميمية بدون انتاجية ولا حتى الاستثمار في المشاريع الصغيرة للاستفادة و الافادة !
و الفئة العريضة المتبقية و التي من المفروض ان تكون مؤثرة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا اصبحت عالة على مدينة المآذن و العلوم بدون اهداف مرسومة و لا حتى طموحات متوخاةٌ من المستقبل، (عاجبها الحال) بهدا الوضع ، الاكل و الشرب و المبيتٌ مع الأسرة و السهرُ ليلا حتى الفجر و الاستيقاظ قبل الظهيرة بدقائق و النشاط و التنشيط بالمجموعات الفايسبوكية المحلية عبر نشر تدوينات لا ترقى و الشاب الوجدي..!!
-الى جيت نخطبك واش تطلبيلي فالصداق
– واش يهمك زين لوجه ولا زين لفعل
– انا راجلك و جيت عيان و صبتك مادايراش لعشا واش ديريه و لا تنعسي
– الوجدية تمشيك 4 كلم عاد تمدلك النمرة
– واش عمرك تخطبتي
– الى كنت راجلك و جيت سكران واش ديري
تدوينات كثيرة و كثيرة لا تعكس مدينة وجدة و شبابها و تاريخها الزاخر .
هنا سأعود لتدوينتي السابقة و اجيب كل من انتقدها و اقول فعلا هي وجدة كما تعودناها “تنعس مور لعشا” و لكن لا خير في مدينة تنام قبل العالم و تستيقظ بعد استيقاظ سكان الكون، لا هي بمدينة فلاحية و لا مدينة سياحية و لا مدينة بيترولية…!
ننام حتى يضن زائرنا بين الثامة مساءا و العاشرة صباحا مدينة مهجورة لا سكان و لا نشاط لها ، 14 ساعة من الخمول و النوم و الشخير، فكيف سيكون اقتصاد المدينة ادا كان شبابها غير منتج؟
لن نكون احسن حالا من مدن متضررة بالكساد و الازمة الاقتصادية لكن بالمقابل لسنا احسن حالا منهم فأغلب المدن لها شباب يبحث و يثابر و يجرب و يعاود الكرة في تجريب المشاريع.
ادا كان الحظ ان مسؤولي البلاد مهملون لهدا الاقليم الكبير من المغرب الشرقي فهدا لا يعني ان يبقى شبابها مكتوفي الايدي و العيش على “تدويرة الوالدة او الوالد” و تجريب(كزبناء فقط) المشاريع الجديدة من مقاهي و سناكات و مطاعم.
اليوم و قبل الغد يجب على الشاب الوجدي انتقاذ الذات و ليعلم الجميع اننا نحمل نفس نسب المسؤولية في صناعة التاريخ ليتكلم على شباب الخمسينية الاولى من الالفية الثانية فإما يكون لنا الشأن حاليا و تاريخيا و اما ان نعيش مرارة الكسل و الخمول.
و اخيرا اختم بخبر استفادتِ العديد من شباب منتمين لمدن خارج الجهة الشرقية من مشاريع عملية انطلاق من داخل مدينة وجدة بمبالغ مهمة دون ان يتقدم شباب المدينة لهدا الغرض رغم أهمية هدا الورش الكبير…. ادن بان العيب فين كاين! العيب الوحيد هو الكسل و الخمول و الاتكالية و نسج نجاحات خيالية وراء البحار.
ربي يهدي الجميع، السلام عليكم… ايمن محمود