عسكر الجزائر يعتقل عناصر من بوليساريو حاولوا الفرار من المخيمات ويقتل الهاربين منها
عبدالقادر كتــرة
أفادت قناة “ميدي 1 تيفي” المغربية، في خبر نشرته، مساء الأحد 23 يناير 2022، أن الجيش الجزائري اعتقل 4 عناصر من جبهة “البوليساريو” حاولوا الفرار خارج مخيمات تندوف بالجزائر والذي يعتبر أكبر سجن في إفريقيا، أين يحتجز آلاف الصحراويين تحت حراسة مشددة للعسكر الجزائري بأمر من جنرالات ثكنة بن عكنون الجزائرية.
وقالت القناة :” إن جنودا جزائريين مكلفين بمحاصرة مخيمات اللاجئين الصحراويين في “لحمادة- تيندوف” قاموا باعتقال أربعة عناصر من جبهة “البوليساريو” على بعد نحو عشر كيلومترات من معسكر “الداخلة” بالمخيمات، ويتعلق الأمر بكل من يوسف سيد أحمد وسعيد محمود والمهدي السيد أحمد وعبد الله بونا.
وأضاف المصدر نفسه، أن المعتقلين الأربعة الذين حاولوا مغادرة المخيم، الجمعة الماضي، جرى اقتيادهم نحو ثكنة عسكرية جزائرية، حيث مازالوا رهن الاحتجاز، كما سبق للجيش الجزائري الذي يحكم قبضته على المخيمات، في مناسبات عدة أن منع الساكنة من مغادرتها، بل أطلق النار أيضا على عدد منهم لفرض الأمر الواقع.
وسبق للعسكر الجزائري أن أطلق النار، خلال نونبر المااضي، على اثنين من ساكنة مخيمات تيندوف، ينتميان لقبيلة ”سلام الركيبات”، حيث كانا على متن سيارة رباعية الدفع. كما بإطلاق النار بشكل عشوائي على مجموعة من الصحراويين حاولوا الهرب إلى خارج المخيم عبر منطقة “حفار جرب” التي تبعد بحوالي 26 كيلو مترا جنوب ما يسمى بمعسكر الداخلة.
وعاشت مخيمات اللاجئين الصحراويين بمخيمات الذل والعار بتندوف، في ماي 2020، حالة من الاستنفار الاستثنائي، بعدما تدخل مسلحو ميلشيات “بوليساريو” لإفشال عملية فرار جماعي لمجموعة من عناصره، محسوبين على الناحية العسكرية السابعة.
وحسب رواية أحد رفاق الفارين فإن الأمر كان يتعلق بكتيبة كاملة، التي اتفق أفرادها على هذه الخطوة الخطيرة بعدما وصل بهم الإحساس باليأس والظلم والإهمال من طرف القادة، خصوصا وسط فئة المقاتلين البسطاء، بالإضافة إلى الظروف السيئة جدا لأداء المهام، وضعف الراتب الشهري وتسلط قادة النواحي العسكرية لجمهورية تندوف.
وقد تمكنت وحدات من ميليشيات “بوليساريو”، بعد توصلها بمعلومات عن تخطيط كتيبة كاملة للقيام بعملية هروب جماعي باتجاه الجدار الأمني بالصحراء المغربية، فاستعملت الرصاص الحي لتوقيف الفارين، فأردت أحد العناصر “السالك حراري” صريعا في عين المكان، فيما أصيب عنصران آخران في أنحاء مختلف من جسديهما، قبل اقتادتهما إلى مكان مجهول للاستنطاق.
وسبق أن أورد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين” خبر مقتل شخصين صحراويين برصاص عناصر الجيش الجزائري، على بمنطقة تسمى “وديان تطرات” الفاصلة بين الحدود الجزائرية والموريتانية، وذلك خلال كمين نصبه لشاحنتين كبيرتين وسيارتين من نوع الدفع الرباعي كانت تقل عددا من الصحراويين من ساكنة مخيمات جمهورية تندوف.
وقد تمكن ثلاثة ممن كانوا على متن العربات المستهدفة من الوصول إلى المخيمات أحدهم يعاني من إصابة بليغة، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وقد أثار الحادث الخطير، حسب نفس المنتدى، استنكارا واسع النطاق داخل المخيمات، الذي يدخل في إطار الحملة الشرسة التي تقودها الجزائر على أبناء المخيمات الذين عانوا في السنوات الأخيرة من تزايد التضييق عليهم حد إعطاء الأوامر للجيش الجزائري باتفاق مع قيادة “بوليساريو” بعدم التهاون في إطلاق النار على أي شخص يحاول التسلل خارج المخيمات تحت ذريعة الدواعي الأمنية واستفحال الإرهاب والتهريب بالمنطقة، في الوقت الذي يراه سكان المخيمات إجراء جزائريا لمنع عودة أبناء المخيمات إلى المغرب، والحد من الهجرة البشرية التي أصبحت تهدد المخيمات بالاندثار.
من جهة أخرى، لا يتوانى عسكر النظام الجزائري على قتل الصحراويين المحتجزين والموريتانيين المغامرين في التنقيب عن الذهب بالمناطق الحدودية، كما وقع لمواطن موريتاني، صباح الأحد 16 ماي 2021، كان ضمن مجموعة تمارس التنقيب عن الذهب داخل منطقة حدودية صحراوية مفتوحة بين موريتانيا والجزائر .
وأكدت مصادر المنقبين أن الموريتاني القتيل كان داخل سيارة رباعية الدفع أُمطرت بالرصاص الحيّ من طرف كتيبة من الجيش الجزائري.
استنادا إلى أخبار واردة من المخيمات والتسجيلات الصوتية التي تم تداولها على تطبيق الواتساب، قامت دورية لمن عناصر من النظام العسكري الجزائري بمطاردة المنقبين، الأمر الذي دفع غالبيتهم إلى الفرار خوفا من بطش ووحشية هؤلاء العسكر.
وفي الوقت الذي تمكن مرافق الضحيتين الذي كان في أعلى البئر من الهروب، اختبأ الضحيتان اللذان في أحد الآبار…، أقدمت عناصر النظام العسكري الجزائري، وبدافع الغل وبدون رحمة ولا شفقة ودون أي وازع ديني ولا أخلاقي ولا انساني، ودون انتظار خروجهما من البئر، حسب نفس المصادر، على إشعال النار بغطاء ورمته داخل البئر ثم سكبت عليه البنزين ليلفظ الشابان أنفاسهما حرقا، بعد أن التهمت ألسنة النيران جسديهما وخنقت الأدخنة أنفاسهما، وحولتهما إلى ركام من الفحم.
القتيلان من ساكنة ما يسمى ب”مخيم العيون،” بمخيمات الصحراويين المحتجزين تندوف، ماتا شهيدا لقمة العيش، ونتيجة رعونة الجيش الجزائري، الذي لا يعرف شفقة ولا رحمة ولا يعترف بحقوق الانسان ولا بالحق في العيش الكريم ولا بالحرية في التحرك حيث حول تلك المخيمات المحاصرة إلى أكبر سجن في العالم، عقاب كل من حاول الفرار القتل بشتى الطرق.