مشاركة المملكة المغربية في الدورة الثامنة لحوار برلين حول الانتقال الطاقي
نظمت الوزارة الفيدرالية الألمانية للشؤون الخارجية والوزارة الفدرالية للاقتصاد وحماية المناخ الدورة الثامنة لحوار برلين حول الانتقال الطاقي تحت شعار: “الانتقال الطاقي: من الطموح إلى الفعل” وذلك يومي 29 و30 مارس الفارط ببرلين بمشاركة السيدة ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حيث تعد هذه أول زيارة لعضو في الحكومة المغربية لألمانيا بعد عودة العلاقات الديبلوماسية.
تميز هذا الحوار، الذي يشكل منتدى دوليا مهما يجمع الفاعلين في قطاع الطاقة بهدف تبادل التجارب ومناقشة سبل تحقيق انتقال طاقي عادل وميسر ومسؤول بيئيا، بمشاركة وزراء وشخصيات سياسية، وكذا المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقات المتجددة، والمدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، بالإضافة إلى مسؤولي شركات كبرى عالمية وخبراء في مجال الانتقال الطاقي.
هذا وقد شاركت السيدة الوزيرة في الجلسة الوزارية الافتتاحية لهذه الدورة بكلمة ذكرت من خلالها بأن التزام المغرب في الجهود الدولية في مجال مكافحة التغير المناخي، نابع من رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله التي تجسدت منذ سنوات في برامج عملية في قطاعات مختلفة، وبالخصوص في قطاع الطاقة، والتي مكنت المغرب من رفع مستوى طموحاته فيما يخص تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى أكثر من 45 % في أفق 2030 في إطار مساهمته المحددة وطنيا ضمن اتفاق باريس، والانخراط في طريق الكربون الحيادي.
بنفس المناسبة، ذكرت السيدة بنعلي بالتقدم الذي أحرزه المغرب في مجال الانتقال الطاقي، الذي تمثل في إنجاز مجموعة من محطات الطاقات المتجددة والتي توجد قيد الاستغلال، مع الإشارة إلى أن هناك مشاريع استثمار مهمة في مجال الطاقات المتجددة توجد قيد الإنجاز أو مبرمجة سوف تمكن من تنفيذ برامج، لا سيما لإنتاج الهيدروجين، وتحلية مياه البحر، وإزالة الكربون من النسيج الصناعي من خلال طاقة منخفضة الكربون وذات تنافسية. لتضيف بأن التحدي اليوم يتمثل في تبني خيارات استراتيجية وتكنولوجية واقعية، ومجدية اقتصاديا، ومتكيفة مع السياق المغربي، ومنسجمة مع توصيات النموذج التنموي الجديد.
في نفس السياق، ذكرت السيدة الوزيرة بالمبادرات الطموحة التي باشرها المغرب على المستوى الإفريقي، وانخراطه في الائتلافات التي تم إعطاء انطلاقتها خلال الدورة 26 لمؤتمر المناخ، وبالخصوص تلك التي تهدف إلى تسريع الانتقال الطاقي. وتتوج هذا الالتزام القاري والدولي مؤخرا من خلال انتخاب المغرب رئيسا للدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، من خلال دعم إفريقي واسع.
وعلى هامش مشاركتها في هذا الحوار، عقدت السيدة الوزيرة اجتماعات عمل مع الدكتور روبرت هابيك، الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والعمل من أجل المناخ، والسيدة جينيفر مورغان، كاتبة الدولة بوزارة الشؤون الخارجية والمبعوثة الخاصة للعمل المناخي الدولي، والسيد جوشن فلاسبارث، كاتب الدولة بالوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الذين هنأوا خلال هذه محادثاتهم، المغرب على التقدم المحرز في مجال الانتقال الطاقي، وأعربوا عن رغبتهم في تطوير التعاون مع المغرب كشريك استراتيجي. وقد أشارت السيدة الوزيرة إلى ضرورة الاستفادة من الإنجازات الهامة للتعاون الثنائي بين البلدين، واعتبرت أن السياق الحالي أكثر ملاءمة لتعزيز هذا التعاون وتوجيهه نحو إجراءات ومشاريع ملموسة ذات اهتمام مشترك ومجدية اقتصاديا، وذلك من خلال تشجيع مشاريع التنمية والاندماج الصناعي المحلي لتحقيق أقصى المكاسب على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
كما شاركت أيضا في مائدة مستديرة نظمتها سفارة المغرب بشراكة مع الجمعية الألمانية لغرف التجارة والصناعة، والغرفة الألمانية للتجارة والصناعة في المغرب، وجمعية “أفريكا فيرين”. خلال هذه المائدة المستديرة التي عقدت بحضور السيدة زهور العلوي، سفيرة المغرب في ألمانيا، عرضت السيدة الوزيرة المزايا التنافسية للمملكة فيما يخص الاستثمارات الخاصة والفرص الحقيقية التي يقدمها المغرب، ودعت الشركات الألمانية إلى استغلالها من خلال مشاريع مستدامة، لا سيما في قطاع الطاقات المتجددة.
وأجرت السيدة الوزيرة محادثات مع وزراء أفارقة، أعربوا عن رغبتهم في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الانتقال الطاقي لمواجهة تحديات الوصول إلى الطاقة على مستوى بلادهم. كما قامت بزيارة لمعمل التوربينات الغازية للمحلل الكهربائي المشغل بالهيدروجين الأخضر “سيمنس إنيرجي” للاطلاع على التجربة الألمانية في هذا المجال.
محمد الدريهم