دير تومليلين يولد من رماده بقلب المنتزه الوطني لإفران
يوم الجمعة الماضي، الأول من أبريل، وقع السيد عبد الرحيم حومي، الكاتب العام لقطاع المياه والغابات والقائم بأعمال المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، والسيدة لمياء الراضي رئيسة مؤسسة ذكريات المستقبل، اتفاقية شراكة تهدف إلى إعادة تأهيل وتحسين موقع دير تومليلين السابق الواقع بالمنتزه الوطني بإفران.
الهدف من هذه الشراكة، بحسب السيدة لمياء الراضي، هو خلق ديناميكية إقليمية إيجابية، تقوم على حماية تراث المنطقة، بيئيًا على مستوى متنزه إفران الوطني وتاريخيا على مستوى منطقة. دير تومليلين القديم.
وأضافت أن هذه الشراكة تقوم على حماية وتعزيز الموقع التاريخي الاستثنائي لدير تومليلين، كموقع احتضن الحوار بين الأديان كان يرغب فيه ويشجعه جلالة الملك الراحل محمد الخامس من الأشهر الأولى للاستقلال، من خلال تنظيم رهبان تومليلين للاجتماعات الدولية: «الدورات الصيفية الدولية ” تحت رعايته السامية.
بالإضافة لذلك، فإن هذه الشراكة تتمثل أولاً وقبل كل شيء في أعمال ترميم الموقع وفي المقام الأول في ترميم الكنيسة القديمة، وهي تراث معماري ديني فريد في المغرب تتضمن النجمة الخماسية الشريفة مرسومة في سقفها، مما يعني اعتراف الرهبان البينديكتين من تومليلين بإمارة المؤمنين حيث وضعوا أنفسهم تحت حمايته أثناء صلواتهم.
وقد أوضحت أن هذا الإصلاح والترميم سيصاحبها تدريب حول تاريخ الموقع للمرشدين السياحيين في المنطقة، وأعمال للصيانة بالغابة، ووضع علامات تشوير لمسارات المشي لمسافات طويلة، ومن بين الإجراءات الأخرى، الإيجابيات الأعمال الزراعية، لدعم وتعزيز التعاونيات النسائية في المنطقة، من أجل ربط نهج الحفاظ على التراث بمنهج التنمية المحلية المستدامة التي تحترم البيئة.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة ذكريات المستقبل (FMA) هي جمعية مغربية غير هادفة للربح تأسست في عام 2008 تعمل لصالح ترسيخ المواطنة المغربية المتفتحة من خلال الحفاظ على تاريخنا ونقله إلى الأجيال الشابة. تعمل على ذاكرة موقع تومليلين منذ عام 2015 ووقعت عقد شراكة في يوليو 2021 تهم تفويت الموقع مع مجلس بلدية مدينة مكناس، مالك الموقع للجمعية، لتطوير الذاكرة والأنشطة المستقبلية هناك.
حسب الكاتب فرانسوا مارتينيه (المزداد بالدار البيضاء)، أستاذ الفلسفة، دكتوراه في الآداب. مؤرخ الطليعة والليبراليين الفرنسيين في المغرب (1952-1962) ومؤلف كتاب بعنوان: “الاجتماعات الدولية لتومليلين: عقد استثنائي (1956-1966)” (طبعات سيروكو، الدار البيضاء):
” تأسس دير البينديكتين تومليلين الواقع في الأطلس المتوسط المطل على أزرو، في أكتوبر 1952 وأغلق أبوابه عام 1968. وخلال هذه السنوات ال 16 ترك بصمة عميقة في القلوب وكذلك في ذكريات كل من أتى. عبر المصير الفردي لهؤلاء الرهبان الذين أتوا من جوار كاستر، في جنوب غرب فرنسا، ليشهدوا على إيمانهم، بالصلاة والصمت والفقر. مخلصين لحكم الأب المؤسس لرهبنة القديس بينوا، في القرن السادس، كرسوا حياتهم للصلاة والعمل اليدوي والفكري، وكذلك لجميع واجبات الضيافة.
لا يبدو أن أي شيء كان يهيئ هذا الدير المتواضع للعب دور بارز على المستويين الوطني والدولي، باعتباره جزءًا من تاريخ المغرب الحديث. من كان يتنبأ بأنه سيكون معلمًة ثمينًة في التاريخ العظيم للتقارب الإسلامي المسيحي؟ وأنه سيكون مكانًا مهما للتقارب بين المسيحيين الليبراليين والقوميين المغاربة؟ وأنه ستكون خميرة للوحدة والأخوة من الاستقلال؟ أو أنها ستصبح مركزًا رائعًا للاجتماعات الدولية؟
محمد الدريهم