تكريم فنانين من قيدومي الفوتوغرافيا في المغرب بمهرجان وجدة الوطني الثاني للفن الفوتوغرافي
اللجنة الإعلامية للمهرجان
من أهم المواد العلمية التي سيتضمنها برنامج مهرجان وجدة الوطني الثاني للفن الفوتوغرافي عقد جلسات تفاعلية (Master classe) مع فنانين كبيرين يعتبران بحق من قيدومي الفوتوغرافيا في المغرب، فالأمر يتعلق بكل من الفنان عز الدين وهابي علمي والفنان محمد تاغزوت.
إن من بين ما يهدف إليه مهرجان وجدة الوطني، في نسخته الثانية، هو تثمين التراث اللامادي المغربي وصونه من التلف وتثبيته في الذاكرة، حتى يظل متحركا بوجوده الفعال تتوارثه الأجيال تلو الأجيال، وإذا كان المهرجان قد اعتمد آلية التصوير الفوتوغرافي في عملية انتقال وتوريث هذا الإرث الوطني الثمين، فإن من باب الإنصاف، وتحقيقا لصيرورة آليات الحفظ والصون هاته، وجب توفير جميع المجالات والأسباب التي تؤدي إلى نقل هذا الإرث الفوتوغرافي الزاخر بالخبرة في التصوير والتجربة الطويلة لدى بعض الفنانين الفوتوغرافيين، إلى الأجيال ذات الاهتمام بهذا الفن على سبيل الكفاية لا العين.
ما كان لمهرجان وجدة الوطني أن لا يلتفت إلى هذا النوع من الإرث، ولذلك فتح المجال للشباب والهواة في فن الفوتوغرافيا أن ينهالوا من خبرة وتجربة قيدومي الفن الفوتوغرافي في بلادنا والتي هي عبارة عن تراكمات من العمل الدؤوب المبني على تحمل وعثاء السفر وثني الركب من خلال رحلات عالمية امتدت إلى الصين واليابان وماليزيا والهند والنيبال مرورا بتركيا ورسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الأقطار العربية الشقيقة.
يتعلق الأمر بهرمين كبيرين هما الفنان الفوتوغرافي عز الدين وهابي علمي والفنان الفوتوغرافي محمد تاغزوت. ولد الفنان عز الدين وهابي علمي بمدينة فاس سنة 1948 مارس التصوير لأزيد من ستين سنة كلها صولات وجولات رفقة العدسة حولها إلى كتاب سماه: ستون سنة من التصوير والصبر 20 ans de photographie et de passion وهو عضو في العديد من الجمعيات التي تعنى بفن التصوير مثل الجمعية المغربية لفن التصوير الفوتوغرافي وجمعية مغرب الصورة لإشعاع فن التصوير، بفضل خبرته في مجال التصوير أطر العديد من الورشات، ومثل المغرب في العديد من الدول، كما نظم مجموعة من المعارض داخل الوطن وخارجه من خلالها شرف الفنان الفوتوغرافي المغربي وأظهر للعالم بأن الفنان المغربي دائما حاضر في كل المجالات يناطح أطول القامات العالمية في كل دروب الفن بما فيه الفن الفوتوغرافي.
أما الفنان الفوتوغرافي محمد تاغزوت فهو من مواليد سنة 1952 بمدينة العيون سيدي ملوك، أستاذ للفنون التشكيلية والفنون التطبيقية، عضو في جمعية الفنون التشكيلية بالمغرب الشرقي، وهو عضو مؤسس لورشة السريغرافي (الطباعة الحريرية)، سبق له أن شارك في إقامة فنية بفن الجدارية بفرنسا، كما نظم العديد من المعارض الفردية والجماعية في مجال الرسم والصباغة والتصوير الفوتوغرافي في المغرب وفرنسا وإسبانيا وتونس. كما يعرف عن الفنان تاغزوت أنه جامع لآلات وإكسيسوارات التصوير الفوتوغرافي، وفي حوزته نموذج لأقدم آلة تصوير حي تعود لسنة 1897.
إن سيرة هذين العلمين قد خولت لهما القدرة الفائقة على العطاء في مجال الفوتوغرافيا كما ضمنت لهما مكانا رحبا في مهرجان وجدة الوطني ليتقاسما تجاربهما التي دامت لأزيد من خمسة عقود من خلال لقاءات مفتوحة مع الشباب وهواة هذا الفن النبيل.
وإذا كان المهرجان قد أخذ على عاتقه تثمين التراث اللامادي المغربي وصونه وأرشفته في موسوعة غاية في الدقة والأهمية، فـإنه يعمل كذلك على تثمين هذه التجربة الواسعة والمعتبرة التي يتمتع بها الفنانان الكبيران الفنان عز الدين وهابي علمي والفنان محمد تاغزوت، ولذلك أعلن في برنامجه عن تكريمهما اعترافا وامتنانا لما قدماه للفن الفوتوغرافي المغربي، ولما بدلاه من تكوين لأجيال من الفوتوغرافيين حتى يبقى هذا الفن خالدا تتوارثه الأجيال كما تتوارث الموروث الثقافي بشقيه المادي واللامادي.