اعتداء جنود الكيان الصهيوني على جنازة الصحافية الفلسطينية شرين بعد قتلها
اعتداء جنود الكيان الصهيوني على جنازة الصحافية الفلسطينية شرين بعد قتلها أكد للعالم بأسره أنه كيان لا مكان له في المعمورالذي لن يكون أبدا بخير إلا بزواله
محمد شركي
لا غرابة فيما اقترفه جنود الكيان الصهيوني من تنكيل بجنازة الصحفية الفلسطينية شرين أبو عاقلة بعد اغتيالها بطريقة وحشية كما نقلت ذلك اليوم لنا وسائل الإعلام العالمية ، وهو سلوك همجي مقرف مهما حاول واصفه التعبيرعن قبحه وشناعته بأقذع العبارات الممكنة، فلن يروي غلته لأنه أقبح سلوك على الإطلاق ، وهو فوق كل قبيح يتصوركما أنه يدل على أقصى درجات الدناءة والخسة التي يمكن أن تصدر عن كائن بشري في صورة آدمي وبطبيعة وحش كاسر، وإن من الوحوش الكاسرة ما هو أرق منه .
ولا غرابة أن يصدر هذا الفعل الشنيع بعد عملية الاغتيالوهي أشنع منه ،ولا غرابة أن يصدر عن كيان زرعه الغرب الظالم والمعتدي في بلاد العرب والمسلمين وفي قلبها النابض أرض فلسطين باحتلاله لها ، وتصرفه في أهلها ، وفي مقدراتهم وخيراتهم ، والذي لا زال ذلك دأبه إلى هذه الساعة وإن رحلت عنها عساكره ، وقد اتخذت له قواعد في جل أقطارها شاهدة على استمرار نواياه الخبيثة ومكره ولؤمه . ولقد تصرف فيها وقدمها هدية لكيان لم يكن له ابدا وجودا فوق سطح المعمور.
إن هذا الكيان الصهيوني الذي استنبته الغرب الظالم في قلب الوطن العربي قبل سبعة عقود ،هو عبارة عن ورم سرطاني خبيث انتشر في كل جسم هذا الوطن البائس ، وهو يدمره بشكل رهيب وبتزكية ومباركة من الغرب الظالم الذي استنبته استنابتا ، لن ينتظر منه إلا الأفظع والأشنع ،وما اغتيال الصحفية الفلسطينية والاعتداء عليها حية وميتة سوى نموذجا مما يرتكبه هذا الكيان الفاقد للشرعية التي يصر الغرب الظالم على توفيرها لها بكل أساليب المكر والخداع ،وهو يساوم الأنظمة العربية في انتزاعها منها انتزاعا بالتهديد الذي لم يعد مبطنا كما كان لعقود بل صار صريحا وفاضحا
.
والكيان الصهيوني كلما زاد الغرب رصيده من تلك الشرعية المفقودة والمزعومة إلا وازداد طغيانا وتجبرا ، وتحديا لكل العالم . وكيف لا يفعل ذلك وفيتو الغرب الظالم في جيبه يستعمله متى شاء ، وهويحميه من المحاسبة والمتابعة ، ويسويه وهو أشرس جلاد في المعمور بأضعف ضحية بل من سخريته وعبثه أنه يجعل هذه الضحية معتدية وجلادها هو الضحية ، فهل بعد هذا العبث من عبث ؟ فكيف يصدق عاقل أن يكون الذئب ضحية حمل وديع وقد انفرد به في غابة موحشة ؟
إن اغتيال الصحفية الفلسطينية ، وهي تغطي مشهدا من مشاهد التنكيل الصهيوني بالشعب العربي الفلسطيني في مخيم جنين وفي كل شبر من أرض فلسطين ، والتمادي في إجرامه بالاعتداء عليها وهي جثة محمولة على الأكتاف قد عرّى وجه الغرب البشع ، وكشف القناع عن ضلوعه ومشاركته في الإجرام والعدوان على الشعب الفلسطيني من خلال إعطاء الضوء الأخضر للكيان الذي استنبته في أرض فلسطين بقوة السلاح لممارسة أعماله الوحشية التي لا يرقى إلى مستوى وحشيتها غيرها .
ولقد سقط قناع الغرب الظالم أيضا ، وانكشف نفاقه وهو يتظاهر بالأسف على اغتيال الصحفية الفلسطينية ، وما اغتيالها سوى الاغتيال اليومي الممنهج لكل فئات الشعب الفلسطيني خصوصا شبابه الذي هو في عمر الزهور، وفي الوقت ذاته يغض الطرف عن تمادي الكيان الصهيوني في الإجرام والعدوان .
ولقد صرح هذا الكيان الصهيوني العنصري بسلوكه المتوحش ، وهو كيان ترسخ في ذهن عصاباته المتدينة أن عرقها فوق كل الأعراق ، وأنها شعب الله المختار تعالى الله عز وجل أن تنسب له مثل تلك العصابات المتوحشة للعالم بأنه يغتال الشعب الفلسطيني، ولا يقف عن حد الاغتيال بل يعتدي عليه وعلى جنائزه المشيعة و المحمولة على الأكتاف ، ولا يستطيع هذا العالم بكل أعراقه وأجناسه أن يقول له كفى عدوانا وتجبرا وطغيانا وإجراما في حق شعب اغتصبت أرضه وصادرتها ، وطردت أغلبه منها ، ومن بقي فهو في سجونك ومعتقلاتك الرهيبة ، أوفي كانتونات تحاصرها حصار اللئام .
إن مصداقية كل العالم الساكت على إجرام هذا الكيان العنصري المقيت أصبحت في مهب الريح، وعليه أن يفكر في استرجاعها بموقف شجاع لا يكتفي بإدانة إجرام هذا الكيان الفاقد للشرعية ، و لا يكتفي بالأسف على من يسقطون ضحايا على يديه يوميا بل لا بد أن يعمل جادا على إنهاء وجوده الذي لم يكن له قبل سبعة عقود بما تقتضيه القوانين والأعراف الدولية إن بقي لها وجود ومصداقية .
وأخيرا نقول لكل من يراهنون على إضفاء المصداقية على هذا الكيان بأسلوب أو بآخر إن شأنكم شأن من يدق الماء في مهراس ، وما هو بمدقوق .