برلمانيون كنديون يطالبون بحق تقرير المصير “القبائل”، فأين بلاني المُكلّف بالسّبِّ للرّدّ عليهم؟ VIDEO
عبدالقادر كتــرة
بمشاركة برلمانيين كَنَدِيِّين، نظمت جالية منطقة القبائل في كندا وقفة احتجاجية بساحة ميدان “سانت لويس” في “مونتريال” في 17 أبريل الماضي، أعقبته مسيرة إلى القنصلية الجزائرية تضامنًا مع مناضلي شعب منطقة القبائل المحتلة من طرف النظام العسكري الجزائري، والذين كانوا ضحايا القمع الوحشي لهذا الاستعمار والذي ما زال يواصل قمعه للنشطاء القبائليين واعتقالهم والتنكيل بهم وقتلهم في الساحات بمختلق مدن منطقة القبائل بل بلغت به وحشيته حذّ إحراق الغابات بسكانها، خلال الصيف الماضي.
جاءت هذه الاحتجاجات إحياء لذكرى ضحايا الربيع الأسود في منطقة القبايل، والاحتفال بيوم الأمة القبايلية، والتضامن مع حركة استقلال القبائل المعروفة اختصارا ب “ماكّ”، وللتنديد بوحشية وانتهاكات نظام البوليس والعسكر الاستعماري الجزائري .
وذكر المتظاهرون بكندا وفرنسا وبعض المدن الأوروبية بالمناسبة، بوحشية نظام جنرالات ثكنة بن عكنون، منذ عام 1962، الذي لا يزال ينتهك أكثر فأكثر حقوق شعب القبايل واعتقال ناشطين وأنصار حركة “ماك” وتعريضهم لسوء المعاملة والاعتداء في الشارع وفي مراكز شرطة، مع الإشارة إلى الضحايا بالآلاف من القتلى والجرحى والمختفين من منطقة القبايل خلال اليوم المرعب الذي لا يُنسى في 14 يونيو 2001 .
وبعد الوقوف دقيقة صمت إحياء لذكرى جميع ضحايا الحرية في منطقة القبايل تحت صوت النشيد الوطني للقبائل، ألقى العديد من المتظاهرين كلمات مؤثرة للتنديد بالقمع العنيف الذي تعرض له أعضاء الحركة السيادية بالقبائل، وشددوا جميعاً على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة وحشية الهجمات المتعددة التي تشنُّها القوات الاستعمارية الجزائرية ضد المواطنين الأبرياء العزّل منزوعي السلاح والمسالمين من منطقة القبائل.
شارك “ماريو بوليو”، النائب عن “بوانت دو ليل” (كيبيك) والمتحدث باسم كتلة “الكيبك” الكندية صديق شعب القبايل المحتل ومجموعة من المناصرين الكندين الداعمين لاستقلال القبائل، في الوقفة الاحتجاجية والمسيرة التي نظمتها الجالية القبايلية في كندا.
وألقى كلمة في الحاضرين جاء فيها : “بمناسبة إحياء ذكرى ربيع القبايل في مونتريال، مسرور بالمشاركة في مسيرة الكرامة من أجل تقرير مصير منطقة القبايل وإطلاق سراح سجناء الرأي في الجزائر، وأود أن أعبر عن تضامني مع شعب القبايل في مسيرته السلمية والشجاعة نحو الحرية “.
وسبق ل”ماريو بوليو” ، عضو مجلس العموم الكندي ورئيس كتلة كيبيك البرلمانية، أن ترافع لصالح تقرير المصير لشعب القبايل خلال الجلسة العادية في 3 يونيو في مجلس العموم بالبرلمان الفيدرالي الكندي.
وذكرت الصحف الكندية أن “ماريو بوليو” أعرب “نيابة عن كتلة كيبيك والانفصاليين في كيبيك” وبموجب ميثاق الأمم المتحدة” عن “دعمه لتقرير مصير شعب القبايل” أمام مجلس العموم المؤلف من 338 نائبًا، ممثلين من جميع أنحاء كندا. كما ذكر في نفس السياق اسكتلندا وكاتالونيا وفلسطين، مرحبا في نفس الوقت بزيارة “كاميرا نايت سيد”، رئيسة المؤتمر الأمازيغي العالمي لكندا، وقبل أنهاء كلمته رفع شعار “عاشت القبايل الحرة”.
من جهة أخرى، وتفاعلا مع الهوس المرضي للسفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، نادر العرباوي، حول موضوع حق “الشعب الصحراوي في تقرير المصير” المزعوم، وكذلك بشأن تصريحاته المشينة والافترائية تجاه المملكة، خلال المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 في سانت لوسيا، انتقد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السفير عمر هلال، الدبلوماسي الجزائري الذي يعاني من سكيزوفرينيا بشأن تقرير المصير من خلال تذكيره بأنه “مبدأ كوني ولا يقبل قراءة مجتزأة”.
وخاطب السيد هلال السفير الجزائري بنبرة لاتخلو من تحدي: “أنتم تطالبون بتقرير المصير لـ20 ألف شخص تحتجزونهم في مخيمات تندوف، لكنكم تصادرون حق سكان يبلغ عددهم 12 مليون نسمة”، مذكرا إياه بأن “شعب القبائل خضع للاستعمار العثماني ثم الفرنسي والآن الجزائري”، معربا عن أسفه لكون الأمر يتعلق بأطول احتلال في تاريخ إفريقيا، ومتسائلا لماذا لا تسمح الجزائر لشعب القبايل بتقرير مصيره والتعبير عن نفسه واختيار مصيره بحرية، على غرار ما تطالب به لسكان مخيمات تندوف.
علاوة على ذلك، وردا على الافتراءات الزائفة المعتادة للسفير الجزائري بشأن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، استنكر الدبلوماسي المغربي الانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان في الجزائر، مشيرا إلى أن عشرات البيانات الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تندد بالاعتداءات التي تطال الحريات الأساسية في هذا البلد الذي يلاحقه سجل مظلم لحقوق الإنسان.
وأضاف السيد هلال أن ” مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ضاعف مخاوفه بشأن اضطهاد نشطاء الحراك، والانتهاكات الجسيمة لحقوقهم، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والقيود المفروضة على الحريات الأساسية والمحاكمات الجائرة”.
وإمعانا في تعرية وفضح الوضعية المأساوية لحقوق الإنسان في الجزائر، أضاف السفير المغربي أن النشطاء تتم إدانتهم بعقوبات قاسية لعدة سنوات، مستنكرا الزج بالمدونين في السجون دون محاكمة وبعضهم يقضي نحبه في ردهات السجون الجزائري كما هو الحال بالنسبة للراحل حكيم ديبازي علاوة على تقييد حرية الصحافة. وقال إن هذا هو الواقع المظلم والمحزن الذي تعيشه الجزائر اليوم.
من جهة ثانية، هل لمن يسمى ب”المبعوث الخاص المكلف بالعداء للمغرب والسبّ والشتم” الجبان المهرج عمار بلاني، الجرأة للرّدّ على الكتلة البرلمانية الكندية ورئيسها الناطق الرسمي باسمها؟، وهل له الشجاعة للاحتجاج على فرنسا وكندا ودول أوربية أخرى يسمح للحركة القبايل بالتظاهر والمسيرات بحجة “المساس بالوحدة الوطنية للشعب الجزائري””، أم هؤلاء أسياد النظام العسكري الجزائري وجنرالات ثكنة بن عكنون وأزلامهم كهنة معبد قصر المرادية، ولن يجرؤوا على التعبير حتى على الغضب أو التفوه بعبارة انتقاد لأنهم وبكلّ صراحة وواقعية مجرد عبيد لدى الأسياد هم وأولادهم ونساؤهم ومجبولون على الإذلال والمهانة والانبطاح و”التشيات” وتلقي الصفعات وإلا كان عقابهم أشدّ إيلاما وعذابا ولذلك يختارون الصمت والتجاهل والخضوع والخنوع…