“سرقة” أغنية “يا شفشاون يا نوارة” : سبق للفنان الجزائري “لامين” أن اعترف واعتذر وتعهَّد
عبدالقادر كتــرة
طفت قضية سرقة أغنية الفنان المغربي المطرب نعمان لحلو “يا شفشاون يا نوارة” من طرف المغني الجزائري محمد لأمين، على السطح وتداولتها بقوة شبكات التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري وعدد من المواقع والجرائد الإلكترونية المغربية والجزائرية، بعد قيام النظام العسكري الجزائري برفعها إلى مستوى شعار لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بعد تحويلها إلى “يا الدزاير يا النوارة”.
وتعود إثارة القضية إلى يوليوز 2008 خلال ندوة صحفية بمناسبة مشاركته في الدورة الثانية لمهرجان الراي بوجدة، نشطها المعني الجزائري محمد لامين، حيث في حرج شديد بحضور زوجته المغربية، على سؤال حول “سرقة” أغنية الفنان المغربي نعمان لحلو وأدائها بعد استبدال اسم مدينة “شفشاون” المغربية ب”الدزائر” (الجزائر)، دون موافقة صاحبها، كلمات ولحنا وأداء، ( كتب كلماتها ولحنها في 2006 وصور الفيديو كليب في 2006) ودون ذكر اسمه أو أصل الأغنية، وهو ما أثار حفيظة واحتجاج الفنان المغربي نعمان لحلو الذي سبق له أن سجّلها لدى مكاتب حقوق المؤلف ومؤسسات حماية الملكية الفكرية والفنية في العالم (في باريس بفرنسا والمغرب 2007).
وسبق أن صرح نعمان لحلو لموقع “الأغنية المغربية”، حسب ما نقلته آنذاك جريدة الشروق الجزائرية الناطقة باسم النظام العسكري الجزائري، أنه فوجئ بسرقة الأغنية من طرف محمد لامين، وطلب من صديق له أن يستفسر عن الأمر، وقام بالاتصال بزوجة محمد لامين، وردّت قائلة أن الأغنية سجلت فقط للجزائر ولم تطبع على ألبوم، ولم تنكر زوجة محمد لمين ذلك.
وأضاف “لحلو” أن المغني الجزائري اتصل به واعتذر له واعتبر ما فعله خطأ منه وذكره بأن خطوته التي أقدم عليها تنبع من حبِّه له وسبق أن زاره قبل سنين في بيته، وقال نعمان لحلو “أن ليس في الأمر إشكال لكن يجب عليه أن يمتنع عن إنتاجها إلا بامها أي “يا شفشاون يا نوارة”، لكن فوجئ بإقدام النظام العسكري الجزائري على استغلالها واستعمالها إشهاريا للترويج لدورة الألعاب المتوسطية المقبلة بوهران.
وأضاف نعمان لحلو أن حقوق الأغنية مسجلة باسمه ومع ذلك لن يتابع محمد لمين قانونيا في الوقت الحالي لعدم وجود أية اتفاقيات شراكة بخصوص حقوق المؤلفين مع الجزائر إضافة إلى أن العملية جاءت من طرف معني من بلد مجاور وبالتالي يتوجب على المطرب المغربي السفر للجزائر ومتابعة محمد لامين، إلا انه لا يملك الوقت لذلك.
لم يقف الأمر عند سرقة الأغنية المغربية وتداولها لكن الوضع تجاوز ذلك، وفي خطوة بئيسة وخسيسة، قام النظام العسكري الجزائري والسلطات الجزائرية الحاكمة في الجزائر، بترويجها إشهاريا، دون خجل ولا حياء ودون موافقة صاحبها المطرب المغربي نعمان لحلو الذي وجد نفسه مضطرا إلى سلوك الطرق القانونية وأجرى اتصالات بمكتب حقوق المؤلف بباريس الذي سلّمته شهادة الملكية للأغنية وتعهد برفع شكوى في الموضوع، كما رفع شكوى بمكتب حقوق المؤلف بالرباط واتصل بالتلفزيون المغربي وبالبرلمان المغربية وبوزارة الثقافة والإعلام وتعهد الوزير بأخذ القضية بيده ومتابعتها، كما اتصل به مجموعة من المحامين الذين سيأخذون القضية بجدّ ويتابعون اللصوص.
وتساءل المغاربة إن عجزت الجزائر عن العثور على مغني ومطرب جزائري بالجزائر قادر على كتابة كلمات وإبداع لحن وأداء أغنية من قلب الجزائر وبتراث جزائري لحفظ ماء الوجه، أو النقل والتقليد والسرقة والسطو على كلّ ما هو مغربي أهون وأسهل.
وإن كان الأمر كذلك ، كان من الممكن للنظام العسكري الجزائري أن يتصل بفنانين مغاربة ويلتمس منهم خلق وإبداع أغنية مناسبة للألعاب المزمع تنظيمها وبالمجان، دون أداء دينار واحد قد تحتاجه عصابة البوليساريو.
وصرح الفنان المغربي نعمان لحلو أنه لو طلبت منه الجزائر أن يؤلف أغنية بالمناسبة لفعل، مؤكدا على أن الجزائر تزخر فنانين كبار “لكن تبقى هذه الفعلة سرقة موصوفة. ومن اللازم أن أبين للعالم أن الأغنية ملك لي، خاصة أنها مسجلة باسمي في مكتب حقوق المؤلف”، مشيرا إلى أن هؤلاء القراصنة لصوص التراث المغربي سرقوا منارة الكتبية والطاجين والكسكس والقفطان والملحون …
من جهة أخرى، وللتذكير فقط، سبق أن صدر لمطرب الراي الجزائري الشاب محمد لامين ألبوم “مافييرتي” (“فخري”(Ma fiérté، اعتبر مفاجأة جريئة، باعتباره يحمل رسالة كبيرة لجنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وأزلامهم كهنة معبد قصر المرادية ببلده الجزائر، بضرورة فتح الحدود مع المغرب التي ظلت مغلقة لأكثر من 28 سنة بعد تفجيرات فندق “أطلس أسني” بمراكش والتي تورط فيها جزائريون اشتغلوا تحت إشراف جنرالات العشرية السوداء وعادوا ليحكموا الجزائر اليوم .
الألبوم أدى فيه الشاب لامين أغاني مع مطربين تونسيين ومغاربة لتفعيل عودة العلاقات وتفادي الخلافات السياسية وزرع الحرارة والدفء عبر تيار الفن في الوقت الذي فشلت فيه القنوات الدبلوماسية.
وخلال تصريحات إعلامية، أوضح الشاب محمد لمين “أن الأغنية تعتمد على الرايات والأعلام، أي أنها أغنية من أجل الجزائر والمغرب، واعتبرها صيحة من أجل فتح الحدود بين البلدين”.
بهذا الألبوم تحدى المطرب جنرالات الجزائر الذين يرفضون فتح الحدود بين بلدين شقيقين، قائلا :”إنه من العيب أن لا يتم التخلي عن فكرة غلق الحدود منذ 1994″، وهي تساؤلات كان يطرحها الفنان الجزائري في كلّ مناسبة، مثل مواطنيه نجوم الراي خالد والطالياني وبلال وفوضيل والزهوانية والفنان الساخر عبدالقادر السيكتور الذي يقضون معظم أوقاتهم بالمغرب وينشطون سهرات مهرجاناته.