ما هكذا يدجن الرأي العام المغربي يا يا…يا…يا….كابرانات الجزائر !!!
نبيل هرباز
غطت جميع وسائل الإعلام الجزائرية وصول البعثة المغربية المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران وسط ترحاب، وتصفيقات من بعض الجزائريين الذين نقلوا لمطار بنبلة بوهران، خصيصا لاستقبال المغاربة المشاركين في الدورة ، وكانت وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية التي دأبت على شيطنة المغرب وكل ما يأتي منه، متل قنوات النهار والشروق حاضرة بقوة، لنقل الحدث وتسليط الضوء على هذه الحفاوة الاستثنائية ، وحسن الإستقبال المميز حسب رأيها، ولا تتأخر في مد مكبرات صوت منابرها لإصطياد المغاربة من الرياضيين الذين وصلوا، ليتكلموا أمام شاشاتها ، ويشكروا اللجنة المنظمة على الترحاب بهم، ، وليعبروا عن امتنانهم للشعب الجزائري ، وهم متأثرين بهذه الحفاوة والعناية التي لم يتوقعوا ان يجدوها هناك ،وليعبروا أيضا عن سعادتهم بذلك، وهم يستمعون لكلمة السحر والسر الجزائرية التي تلقى على دائما من الجزائريين على مسامع المغاربة، عندما يراد كسبهم، والتقرب منهم وهي كلمة (( خاوة، خاوة )) التي سمعها المشاركون ، عندما حلوا ضيوفا عليهم بالمطار ، ممزوجة بتصفيقات ، وزغاريد الفرح بقدومهم ، كل هذا بالنسبة لي انا نبيل هرباز المغربي ….كلام جميل …كلام معقول… لكن أقدر أقول حاجات ، ومش فقط حاجة واحدة عنو ….
فأنا وإن كنت أرحب بهكذا خطوات من شأنها أن تقوي أواصر المحبة بين الشعبين الجارين ، وإن كنت ايضا لا أشكك في حسن نوايا البعض من الجمهور الجزائري الذي جيء به ليحيي المغاربة بقلوبهم ،وأؤكد وأسطر تحت كلمة البعض من الكل الذين أحضرتهم السلطة واللجنة المنظمة للمطار خصيصا لكي يلعبوا الدور الذي أسند لهم ، وفق سيناريو محبوك، كتبت أدق تفاصيله بثكنات العسكر الحاكم للبلاد، بهدف إظهار الفرح والبهجة والحفاوة بالمغاربة،
وأمرت وسائل الإعلام بتمرير رسالة الكبرانات عبرها للشعب المغربي ، مفادها أن الشعب الجزائري، والنظام الجزائري، يحبان المغاربة ، وأن العائق الوحيد بين استكمال الأخوة بين الشعبين ، هو النظام الملكي المغربي، وأن كون الجزائر الرسمية تعادي المخزن، لا ينفي أنها تعشق حتى النخاع الشعب المغربي ، وأنها فقط تتمنى لنا الخير كل الخير وبأن نتخلص يوما ما من نظامنا الملكي الذي لا يضرنا حسب نصائح الكابرانات، وعندها فقط سننعم نحن وهما كشعبين شقيقين بعلاقة الأخوة الحقيقية التي يأمر بها ديننا، وحسن الجوار، و ما تقتضيه مصلحة البلدين، وهذه هي الرسالة التي أريد إيصالها للمغاربة بالمشهد المصور في استوديوهات مطار بنبلة بوهران لأفلام الخدعة والإثارة ، بناء على أوامر كابورالات فرنسا ، المشكل أن كابورالات فرنسا، لا يقدرون ذكاء المغاربة حق قدره ، ويظنون أن ما ينطلي على الشعب الجزائري ،يمكن تجريبه مع الشعب المغربي المتطور ، الذي يحلل ويقرأ خلفيات كل ما يقدم له وفق ما يلي
1) كل مغربي مهتم بالسياسة الجزائرية لا يمكن أن يعتقد ولو لهنيهة ، أن اللجنة المنظمة للألعاب المتوسطية ، و المعينة من طرف النظام العسكري، يمكن لها أن تتجرأ و تخرج دون إذنه، لتتخذ مبادرة فردية تهلل بواسطتها وتحتفل بمقدم الوفد المغربي عند وصوله لمطار بنبلة بوهران، وهي تعلم أن الكابورالات، يشعرون بعقدة نقص امام كل ما هو مغربي، ويعتبرون أن أي إشادة أو ترحيب بأ ي شيء به رائحة المغرب، هو بالضرورة، دم وتوبيخ لمقابله بالجزائري ، أكيد أن لا عاقل بالمغرب يصدق رسالة عساكر الجزائر،
2) المغاربة واعون، و يعرفون أن أبناءهم الذين أمر العسكر اللجنة المنظمة بالإحتفال بهم ،بالمطار ، هم المغاربة الذين أقفلت الحدود البرية الجزائرية في وجوههم ، وهم المغاربة الذي يعمل العسكر جاهدا على تقسيم بلدهم ، وهم من قتل هذا العسكر أبنائهم ، ورمل نسائهم ، ويتم أطفالهم ، وسلح ،وآوى أعدائهم،
هؤلاء الرياضيين الذين يسمعهم عسكر الجزائر عبر مبعوثيه كلمة (خاوة خاوة) ويصفقوا له ، ويزغردوا، احتفالا بمقدمهم ، هم نفسهم الذين منع نفس العسكر الحاكم طائراتهم من مجرد التحليق فوق أجواء الجزائر ، ،ولم يستثني هذا المنع حتى حجاجهم في طريقهم لبيت الله الحرام ،و هم المساكين دون سواهم الدين أجبروا من فرط محبة الجزائريين لهم ، على أن يتعبوا في الطريق بالرحلة من المغرب إلى تونس، ومن تونس إلى الجزائر بطائرات وخطوط تونسية، دون رحمة ولا شفقة بحالهم ، فقط ليشرفوا الجزائر ، ويشاركوا في هذه الألعاب المنظمة بها ، وإن كان الأمر بيدي شخصيا، لما وافقت على هذه المشاركة، ويكفيني عذرا للغياب إقفال الأجواء في وجهي ، ومنع طيراني، من دخول هذا البلد الذي يكرهني حتى النخاع القائمين على أمره
3) يكفي أن نفس النظام الذي أمر بالإحتفاء بالمغاربة، فضح نفسه و هو يأمر بمنع وفد الصحفيين المغاربة المرافقين للمشاركين ، للتغطية الإعلامية، وللقيام بعملهم ،و نقل نتائج وأحداث مباريات الالعاب المتوسطية ، و علة المنع أكذوبة مضحكة : ( عدم إرسال اعتمادهم مع الوفد المغربي، ولما اثبتوا لهم أن الإعتماد أرسل ، وأرسلوا لهم صوره، رفض الكابران الاول ، التراجع عن قرار منع مغادرة المطار للصحافة المغربية ، والمسلي في الأمر ، أنه من المفروض أن المغاربة يدخلون الجزائر دون تأشيرة وبمجرد جواز سفر مغربي ، فلماذا لا تعتبر الجزائر الصحفيين مجرد مغاربة قدموا للجزائر للسياحة ، وتترك لهم حرية التنقل داخل البلاد كأي سياح دون عمل ، إلى حين تسوية أمور اعتمادهم المزعوم ،
كل هذه الألاعيب المفضوحة تثبت أن الإحتفال بالوفد المغربي ،ماهو إلا شجرة أريد بها، إخفاء غابة تتجول فيها حيوانات ضارية مفترسة تحاول أن تقنع المغاربة ، بأن تكشيرها عن أنيابها في وجههم ، ما هو إلا إبتسامة حب لهم وترحاب ،لكي يأمنوا مكرها، ويصدقوا نفاقها و احتيالها، وتأخذهم إلى حيث تريد ، لكن يبقى العقل المغربي عقل إنسان ، يعرف أن لا أمان للوحوش الضارية، والوحوش تضل وحوش، ومهما كانت ضارية فهي في نظره مجرد حيوانات لن ترقى أبدا لدجة تخدع و تدجن معها عقل إنسان عاقل، خلق منذ البداية أرقى منها وأعلى ذكاء من مكرها