رسالة مفتوحة إلى السيدة وزيرة الاقتصاد والمالية.
الجمعة فاتح يوليوز 2022
عبد الهادي الشقيقة الشياظمي
حفظك الله يا وطني.
رسالة مفتوحة إلى السيدة وزيرة الاقتصاد والمالية.
سيدتي الوزيرة ان الانتماء إلى أية حكومة في العالم يقتضي توفر القدرة على الإبداع لإيجاد حلول لازمات الوطن ومشاكل المواطنين ومعاناتهم على مختلف الأصعدة.
سمعنا برسالتك الجوابية إلى السلطة التشريعية حول الإعفاء من الضريبة على المعاش فانتظرنا أن يكون في مضمونها جديد في الموضوع ،ولكن مع الأسف الشديد بعد اطلاعنا على فحواها تبين أن سيادتك لم تقومي الا باستظهار نصوص تعتبر تحصيل حاصل ولاتتطلب عبقرية لذلك .
سيدتي أننا نعلم وصرحنا بذلك من قبل في مناسبات مختلفة أن المبالغ التي تحول إلى الصندوق المغربي للتقاعد لا تخضع للتضريب وأخبر سيادتك ان المبالغ الذي تحول إلى التعاضدية العامة هي أيضا لا تخضع للتضريب وكنا في مطالبنا نركز على طلب الإعفاء نظرا للارتفاع المهول في تكلفة المعيشة التي لا نتحمل فيه أية مسؤولية كما حصل في بعض الدول التي لا تثيرها سيادتك كمثال وليس الإلغاء نظرا لتكرار التضريب لاننا كنا نعرف ذلك قبل أن يتفضل هؤلاء المتقاعدون ويستقبلوا سيادتك في الفصول الدراسية لتعلم اولى مبادئ القراءة والكتابة ويقوم متقاعدوا اليوم واطر الامس بوضع اللبنات الاولى لبناء الوطن بشكله الراهن ويقوم متقاعدوا الأمن الوطني بالسهر على تهيء الظروف الآمنة لتبلغ سيادتك إلى فصلها الدراسي ويقوم متقاعدوا الجيش الملكي والدرك الملكي والقوات المساعدة بحماية حدود الوطن لتعيشي انت واهلك واصدقاءك في الحكومة آمنين مطمئنين تتحركين كيفما تشائين لا يشوب ظروف نموك وارتقاءك لسلم الطبقات الاجتماعية أية شائبة لتصبحي وزيرة في حكومة فاشلة وعاجزة على ابداع حلول مواطنة لحماية المواطن الذي اوصلكم إلى كراسي الحكم لتتسلطوا على رقبته وتتركوه عرضة لنهش لحمه وامتصاص دمه من طرف لوبيات المال .
سيدتي كان من واجبك عوض أن تضيعي وقتك الذي يؤدى ثمنه من الضرائب المسلطة علينا في بعث رسالة موضوعها متجاوز ، أن تنصتي إلى الأخبار الواردة من دولة قريبة منا في المجال القانوني لأننا لم نتخلص بعد من تأثيرها الاستعماري ،لقد قامت الحكومة الفرنسية التي تحترم مواطنيها في بداية الأزمة العالمية التي أحدثتها الحرب بين المعسكر الشرقي والمعسكرالغربي وساحتها أوكرانيا بالرفع من قيمة الرقم الاستدلالي الشيء الذي يمكن من ارتفاع الأجور والمعاشات وقبل يومين قررت هاته الحكومة المواطنة أن ترفع المعاشات ب 3,5% بل أكثر من ذلك استدعى الوزير الفرنسي الرئيس المدير العام لشركة طوطال أكبر شركة فرنسية لتسويق المحروقات وطلب منه بدل جهده للحد من ارتفاع الأسعار والمحافظة على السلم الاجتماعي وتحمل جزء من التكلفة .
سيدتي لن نطلب منك استدعاء صاحب أكبر شركة لتسويق المحروقات في المغرب ليقوم بسلوك مواطن يضمن الاستقرار للوطن لأنك لا تستطيعين ذلك لأنه هو من نصبته الديموقراطية التي لا نستحقها رئيسا للحكومة التي تنتمين إليها فجعلنا كالايتام في مادبة اللئام كما يقال وغرس أنيابه في رقابنا يمتص دماءنا بدون رحمة ولا رادع لأننا مكناه بغبائنا من السلطة وهو أغنى رجل واكبر تاجرفي الوطن .
سيدتي أن القرارات السياسية التي تحمي المواطن والوطن لا تتخد باعتماد المقاربة المالية ومنطق استغلال الظروف لزيادة الثروة الشخصية ولكنها تأتي بالشجاعة في تبني قرارات تبحت عن التوازنات الاجتماعية التي تفرض على من اغتنوا على إثر القرار المشؤوم لتحرير أسعار المحروقات وإلغاء صندوق المقاصة أن يقدموا تضحيات لحماية استقرار الوطن ويتنازلوا على جزء من هامش الربح الفاحش الذي ارتفع بعد تلك القرارات المشؤومة،وأن تتخدي قرارا شجاعا بالتقليص من هامش الارباح التي تجنيها حكومتك من تسويق المحروقات .
إن المتقاعد الذي هيأ هذا الوطن بحبه له وتضحياته من أجله كل في مجال اختصاصه لتجده سيادتك قادرا على توفير الأجر السخي والسيارات الفارهة والتعويضات المتعددة والمختلفة والتي لا تؤثر عليها الأزمات الاقتصادية العالمية كما تفعل بجيوب المواطنين ،لا يستجدي من أحد شيئا ولكنه يطلب بسلام واخلاق عالية تربى عليها تمكينه من العيش بكرامة في وطنه وان تحمى قدرته الشرائية وان يستطيع العلاج من أمراض ورثها من ايامه التي قضاها في نحث ذلك الكرسي الذي تجلس عليه سيادتك بعرقه وشبابه وصحته .
سيدتي أن السخاء والرخاء والبدخ الذي يعيشه المسؤول كيفما كان مستواه وموقعه ليس لجمال عيونه ولا لانتمائه السياسي ولكن لقدرته على ابداع حلول لحماية الوطن من القلاقل التي يمكن أن تنتج عن الضغط على قدرات المواطن وتضر باستقرار الوطن ،وكما تعلم سيادتك فإن الضغط يورث الانفجار ، فرفقا بهذا الوطن الغالي وهذا المواطن الذي أحب وطنه ولا زال يحبه ومستعد للتضحية بالغالي والنفيس من أجل استقراره ورقيه وازدهاره .، ولا تنسوا ان مزبلة التاريخ فاتحة ادرعها لاحتضان الفاشلين .
لك الله يا وطني.
عبد الهادي الشقيقة الشياظمي