سفير الجزائر بفرنسا المُقال يفتخر ببراعة الجزائري العالمية في اللصوصية
عبدالقادر كتــرة
في خطوة مفاجئة للنظام الجزائري وبدون ذكر الأسباب، أقدم الرئيس عبدالمجيد تبون على تعيين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الدبلوماسي سعيد موسى، سفيرا للجزائر في العاصمة الفرنسية باريس، خلفا للسفير السابق محمد عنتر داوود، الأربعاء 13 يوليوز 2022، ليصبح ثالث سفير للجزائر لدى فرنسا منذ اعتلاء تبون رئاسة البلاد، وهو نفسه السفير الذي سحبته الجزائر من العاصمة الاسبانية مدريد للتشاور، احتجاجا على تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء المغربية في مارس الماضي.
وسبق للصحافي الاستقصائي الجزائري المعارض عبدو السمار اللاجئ في فرنسا، أن انتقد بشدة السفير الجزائري المعفى من مهامه، لضعف أدائه وتسييره وفقدانه للحسّ الوطني وكثرة زلاته، كان آخرها تذكيره بنكتة حكاها السفير المقال لمجموعة من المحاورين الدبلوماسيين الفرنسيين وممثلي الجالية الجزائرية لإعطائهم صورة حية عن بلده بصفته سفيرها الذي يمثلها، واصفا الجزائري، بكل فخر واعتزاز ، بارعا في اللصوصية العالمية أدهشت الجميع وصمتهم قبل أن تضحكهم، ثمّ يتناقلونها وتتحول النكتة إلى حديث الخاص والعام.
وخصص الصحافي الجزائري حلقة في شريط فيديو على اليوتوب عنونه ب:” روح الدعابة التي لا تصدق للسفير الجزائري في فرنسا: جزائريون ، لصوص؟” حكى فيها النكتة كما جاءت على لسان السفير:” في الدنمارك، سأل رئيس الوزراء قلة من الناس ما الذي يجعل بلادهم فخورة؟ قال الأمريكي وكالة المخابرات المركزية، لأنهم يعرفون كل شيء عن الجميع. وقالت الفرنسية “ماريان” لأننا وطن حقوق الإنسان،( وهو تمثال جميل على هيئة رأس امرأة يمثل قيم ومبادئ الجمهورية الفرنسية، وقيمته كبيرة عند الفرنسيين). وقالت الألمانية “مرسيدس بنز” وقال الإيراني “البساط الفارسي” المشهور، إنه يمثل الفنّ والإتقان.
أجاب الجزائري، حسب نكتة السفير المُعفى محمد عنتر داوود : اللص هو فخرنا لأنه سرق سيارة المرسيدس التي خطف فيها “ماريان” وأعطاها السجادة الفارسية التي سرقها دون علم وكالة المخابرات المركزية بها…”
وقال عبدو السمار الصحافي الجزائري الاستقصائي المعارض، بكلّ استياء وامتعاض :”هذه النكتة السيئة قيلت لبعض الدبلوماسيين الفرنسيين وممثلي الجالية الجزائرية، على لسان محمد عنتر داود في أول نزهة علنية له بعد أن وصل لتوه إلى باريس كسفير!” وتساءل :”كيف يمكن لهذا الدبلوماسي، الممثل السامي للجزائر في فرنسا، أن يسمح لنفسه بأن يعلن، مخمورًا، أن كبرياء الجزائر على مستوى اللص الجزائري؟”.
وأشار إلى أن السفير الفرنسي المقال يتقاضى اكثر من 12000 أورو، الصديق الحميم لعبدالحميد علاهم المستشار الشخصي للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ويتحرك كما يحلو له وحتى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لا سلطة عليه والذي يتحكم في جميع العواصم إلا باريس
وعلّق اليوتوبر المغربي نبيل هرباز على الحادث بأن الرسالة التي يريد إيصالها السفير الجزائر للدبلوماسيين عن بلاده ولو على سبيل البسط هي “أن اللصوص الجزائريون تفوقوا وحطموا كل الأرقام في اللصوصية، لدرجة أصبحت معها اللصوصية بالجزائر ماركة مسجلة عالميا، وهذا الكلام لم يقله إنسان غريب عن الجزائر، أو حتى إنسان جزائري عادي، هذا الكلام مهم جدا ،لأنه جاء على لسان سفير جزائري وبفرنسا، محمد عنتر داوود، والذي اشتغل كثيرا بالصحافة، تم تقلب في عدة مناصب دبلوماسية، ليخلص إلى أن دولة الجزائر ونظامها، دولة لصوص، فلا تقلقوا أيها المغاربة عندما تطالكم الجزائر بكل أنواع السرقات فهي تربت على ذلك، لكن أدعوكم فقط للانتباه والحذر ممن حشركم الله معهم في الجوار…”.
يشار إلى أن السفير المقال سبق أن تمّ استدعاؤه من فرنسا، في أكتوبر الماضي، بعد أن نقلت صحيفة “لوموند” عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن “النظام السياسي العسكري” الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي على أساس “كراهية فرنسا”، كما اعتبر ماكرون أن الجزائر أنشأت بعد استقلالها عام 1962 “ريعا للذاكرة” كرسه “النظام السياسي-العسكري”. وأضاف الرئيس الفرنسي “نرى أن النظام الجزائري منهك، الحراك (الاحتجاجي) في عام 2019 أنهكه”.
وهي تعليقات قالت الجزائر إنها “غير مسؤولة” واستدعت على إثرها سفيرها “للتشاور” وصرحت في بيان لرئاسة الجمهورية إنه “على خلفية التصريحات غير المكذبة لعديد المصادر الفرنسية والمنسوبة للرئيس الفرنسي، ترفض الجزائر رفضا قاطعا أي تدخل في شؤونها الداخلية”.
واستأنف السفير ذاته، الخميس 6 يناير الماضي، مهامه الدبلوماسية في فرنسا وكانت الجزائر قد استدعت سفيرها، محمد عنتر داوود، “للتشاور” إثر تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبرتها “تدخلا في شؤونها الداخلية”.
وسبق للنظام العسكري الجزائري أن استدعى، في 18 مارس من السنة الجارية، سفيرها في مدريد والذي تمّ تعيينه خلفا لمحمد عنتر داوود المقال، وأعلنت عقب ذلك أن السفير لن يعود إلى إسبانيا إلا بقرار سيادي من الجزائر وبعد توضيح إسبانيا أسباب تغيير موقفها من قضية الصحراء.
ومنذ ذلك الحين، ظل منصب السفير الجزائري في مدريد شاغرا إلى حدود الساعة، في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، حيث ترفض الجزائر دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، بينما ترفض مدريد تدخل الجزائر في شؤونها وتعتبر أن قرار دعم المقترح المغربي هو قرار سيادي لا يحق لأي بلد التدخل فيه.
من جانبها، فإن إسبانيا لم تستدع سفيرها في الجزائر، ولازالت تطالب بضرورة التزام الجزائر بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين في إطار معاهدة الصداقة والتعاون، وتجري تحركات داخل الاتحاد الأوروبي للضغط عليها والدفاع على المصالح الإسبانية.