“موتسيبي” رئيس الكاف يُدلي بتصريحات صادمة للجزائر ويعود إلى المغرب
عبدالقادر كتــرة
خَطَف رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم “باتريس موتسيبي” بعض الساعات من مقامه بالمغرب لزيارة الجزائر، أين استقبله كل من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ووزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق ورئيس الاتحادية الجزائرية جهيد زفيزف وبعض المسؤولين في رياضة كرة القدم، وذلك للاطلاع على إمكانية الجزائر تنظيم الدورة المقبلة للـ”شان” المخصصة لمنتخبات اللاعبين المحليين.
وخلال هذه الزيارة القصيرة والثقيلة والمملة على صدر رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم ، حاول النظام العسكري الجزائري المارق، تمرير بعض الرسائل لفائدة أطروحته الخاسرة المتعلقة بجمهورية تندوف البوليسارية التي فطن لها “موتسيبي”، وكذا تلميع صورته المشوهة والبشعة للشعب الجزائري، عبر تصريحات بئيسة وكاذبة وملفقة، لكن تلقى صفعات وصدمات ونكسات قوية أصابته بسكتة دماغية، بعدها عاذ رئيس الاتحادية الإفريقية إلى المغرب آمنا مطمئنا سعيدا، ليستمتع بمشاهدة عروض في كرة القدم للسيدات وعلى رأسهن “لبؤات الأطلس”، في الوقت الذي، ولا شكّ، أن “ثُعَيْلبات الصحراء” الجزائريات يتابعنها عن بُعْد بغبطة وغيرة مع العلم أن مُنتخَبهن مُصنف في الرتبة 179 عالميا ضمن 180 منتخبا.
كانت أولّ صدمة مُذلة لنظام جنرالات ثكنة بن عكنون، تصريح الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف” للصحافة: “بصفتي رئيس للكاف، أسعى إلى العمل مع الاتحادات الممثلة لـ 54 دولة إفريقية”، وهو ما يخالف أطروحة الدولة الجزائرية التي تعترف بكيان وهمي يدعى “البوليساريو” وتريد إقحامها في كلّ شطحاتها وهرطقاتها.
تصريح علني بخلفية سياسية عميقة، ضرب عرض الحائط توجه الجزائر الخبيث، الذي كان يتطلع من خلال زيارة موتسيبي، إلى كسب بعض النقاط في العلاقة مع أقوى مؤسس كروية قارية، بعد أن ظل مقعدها شاغرا، منذ رحيل محمد روراوة ثم فقدان خير الدين زطشي، الرئيس السابق للاتحادية المحلية، (فقدان) صراع المنافسة على عضوية مجلس الاتحاد الدولي “فيفا.”.
وكانت ثاني صفعة تلقاها النظام الجزائري على قفاه، هي تعبير “موتسيبي” عن متمنياته في أن يشارك المنتخب الجزائري لكرة القدم في كأس العالم 2026 بعد مونديال قطر2022، وهو ما يقطع الشكّ باليقين ويُبدِّد أحلام وأوهام الجزائريين الذين ينتظرون منذ أكثر من أربعة أشهر إعادة مباراة منتخبهم مع منتخب الكاميرون أو التأهيل مباشرة إلى المونديال بعد الحكم بإقصاء المنتخب الكاميروني الذي هزمهم في عقر دارهم وتأهل على حسابهم. وقال : “فخورون بالمنتخبات التي تمثل القارة في كأس العالم بقطر، ونكون أسعد لو شاركت منتخبات الجزائر، مصر، ونيجيريا”.
نكسة ثالثة أهداها رئيس الكاف، باتريس موتسيبي، للنظام الجزائري تتمثل في رفض فكرة تنظيم الدورة المقبلة لكأس الأمم الأفريقية 2027 بالجزائر، وشجّع أوغندا وتنزانيا على المشاركة في استضافة كأس الأمم الأفريقية 2027، حيث صرح :”قيل لي أمس أن أوغندا وتنزانيا مهتمتان باستضافة كأس الأمم الأفريقية 2027 في هذين البلدين الجميلين”، وأضاف قائلا :” بصفتي رئيس CAF ، يجب أن أدعم 54 بنفس الطريقة ويجب أن أقول ذلك شخصيًا، لن أرحب فقط، لكنني أشجع منظمة مشتركة لهذين البلدين، لأنها ستقدم مساهمة كبيرة في تطوير كرة القدم في أوغندا وتنزانيا”، معتبرا واجبه في تشجيع الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
وتابع “هذه المنطقة (CECAFA) لم تستضفْ أبدًا كأس الأمم الأفريقية من قبل وسيكون قرارًا جيدًا لكل من أوغندا وتنزانيا ليس فقط لتعزيز تطوير كرة القدم ولكن أيضًا في مجالات أخرى مثل السياحة والاستثمار والانتعاش الاقتصادي “.
ورغم تصريحات المسؤولين الجزائريين على الشأن الرياضي خاصة كرة القدم، على رأسهم وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، الذي أكد عن قدرة الجزائر على احتضان كبرى المنافسات الرياضية الدولية.
وصرح الوزير سبقاق، للإعلام، من مطار هواري بومدين، قبل استقباله وفد الخضر لكرة اليد :”وفد الكاف برئاسة موتسيبي، الذي زار الجزائر مؤخراً، لم يرى جودة البنى التحتية الرياضية التي تملكها الجزائر، في الدول الإفريقية”.
وختم وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق:”نمتلك ملعب وهران، وسيق، إن شاء الله سنستلم ملاعب براقي، الدويرة وتيزي وزو، وتهيئة ملاعب قسنطينة، وعنابة، سنذهب بعيداً.
لكن الواقع يكذب ذلك والاستعداد والتنظيم لمثل هذه التظاهرات القارية لا يتعمد على المشاريع الوهمية التي لا توجد إلا في مخيلة أصحابها أو مرسومة على الأوراق، ولا أدل على ذلك هو عدم تأهيل أي ملعب لإجراء إقصائيات كأس إفريقيا المنظمة في شهر مارس الماضي بالكاميرون أو إقصائيات كأس العالم المقرر تنظيمها في شهر نونبر المقبل بدولة قطر.
وبعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، صرح رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، الذي حل بالجزائر، زوال الأحد 16 يوليوز 2022، أن هيأته تحرص على أن تكون الطبعة المقبلة للـ”شان” جيدة “: نحن نحضر لأن تكون البطولة المقررة في الجزائر بداية العام المقبل، هي الأفضل… ملتزمون بتطوير اللعبة ولنؤكد بأن كرة القدم في الجزائر من بين الأفضل في إفريقيا ولديها إمكانيات لتكون من بين الأحسن في العام”.
كما وجه رئيس الـ”كاف” رسالة إلى الجزائريين: “علينا العمل سويا من أجل تطوير كرة القدم، وهناك مجالات تحتاج إلى تحسين وتغيير ومن واجبي كرئيس أن أقف على ذلك”، وتابع: ” نحب كرة القدم فهي تجمع الشعوب، و ازدهارها مرتبط بالتطور الاقتصادي، وذلك على الشباب التركيز على التعليم”.
ويستشف من تصريحات رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم “باتريس موتسيبي” أن الطريق امام الجزائر لا زال طويلا أن البنية التحتية الرياضية ضعيفة وعلى السلطات الاهتمام أكثر بالتجهيزات وتوفير الإمكانيات ودعم الشباب التركيز على التعليم.
وزار رئيس ” الكاف” ملعب الدويرة وكذا المركز التقني لسيدي موسى رفقة رئيس الاتحاد الجزائري للعبة جهيد زفيزف. وفي سياق منفصل، وعد الجنوب إفريقي أنه سيبذل قصارى جهده لضمان العدالة والشفافية في كرة القدم الإفريقية، من خلال الشروع في إصلاح التحكيم.
وقال في هذا الصدد:” لقد سمعت الكثير من الانتقادات حول التحكيم الإفريقي وستطرح هذه القضية قريبًا”. وأردف:” سيتم دراسة شفافية ومصداقية الحكم، يجب قياس تفوق أي دولة من خلال الأداء والنتائج وليس من خلال أخطاء التحكيم”.
يذكر أن موتسيبي سيعود إلى الجزائر، شهر شتنبر المقبل لحضور حفل قرعة ” شان” 2023، والاطلاع على مدى جاهزية الجزائر على تنظيمها.