الإعلام السنيغالي : الجزائر تجني خيبة أمل في لوساكا بعد فشلها في استضافة مقر الوكالة الإفريقية للأدوية
عبدالقادر كتــرة
أعلن الاتحاد الإفريقي خلال الدورة الحادية والأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي المنعقدة، يومي 14 و 15 يوليو الجاري، في العاصمة الزامبية لوساكا، عن اختيار دولة “رواندا” لاستضافة مقر وكالة الأدوية الإفريقية AMA (َ Agence africaine du médicament) من قبل اجتماع المجلس التنفيذي الافريقي في لوساكا.
ومن المقرر أن تعزز وكالة الأدوية الإفريقية قدرة الدول الأطراف والجماعات الاقتصادية الإقليمية على تنظيم المنتجات الطبية، لتحسين وصول إفريقيا إلى منتجات طبية آمنة وفعالة ذات جودة عالية، كما ستدعم تهيئة بيئة تمكينية لتصنيع المستحضرات الصيدلانية في القارة، وستكون ثاني وكالة صحية متخصصة للاتحاد الإفريقي بعد المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها .
وتلقت دبلوماسية النظام العسكري الجزائري نكسة جديدة في الانتخابات التي جرت بالعاصمة الزامبية لوساكا والتي خصصت لاختيار الدولة الإفريقية المؤهلة لاحتضان مقر للوكالة الافريقية للأدوية.
نظام جنرالات ثكنة بن عكنون بالجزائر، وعلى الرغم من التطبيل والتهويل والعويل الذي رافق ترشيحه لهذه الخطوة، وعلى الرغم من محاولات إرشائه لبعض الدول وشرائه للذمم وإغراءاته، إلا أنه اندحر وانتكس وتلقى ضربة موجعة أمام “رواندا”، خرج دبلوماسيوه وعلى رأسهم كبيرهم رمطان لعمامرة، يجرون أذيال الخيبة والفشل كما هي العادة وجراء قوة الصفعة الجديدة
وحصلت الجزائر على 8 أصوات مُقابل 82 صوتا لرواندا أثناء التصويت لاختيار مقر الوكالة الإفريقية للأدوية وهو ما اعتبره النظام العسكري الجزائري “إذلال” لدبلوماسيته، لكن في الواقع هو تعبير لحجم نظام الجزائر القزم، وتأشير على عزلته الإقليمية والقارية والدولية ولم يعد بإمكانه التأثير على القرار السيادي للبلدان الأفريقية على الرغم من محاولته الضغط على هوامش المجلس التنفيذي في لوساكا، وقبل كل شيء، على الرغم من محاولته التخويف لحث رواندا على التنازل عن المركز الأول في الترتيب، وهي محاولة أثارت دهشة وسخط المشاركين في هذا المجلس.
وسبق لنظام جنرالات ثكنة بن عكنون أن قدّم عرضا لاحتضان مقر وكالة الأدوية الإفريقية AMA ماليا يبلغ حوالي 200 مليون دولار لإنشاء 6 مبان تصل قيمتها إلى 145 مليون دولار و50 مليون دولار للتجهيزات، مع تحمل جميع تكاليف تشغيل المقر خلال العامين الأولين، لكن هذا العرض تم تجاهله ببساطة من قبل المصوتين.
كما لم يخجل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة من العودة إلى ممارسة العهر السياسي والإرشاء وذلك بمحاولته إغراء “رواندا” عبر تقديم الدعم الجزائري لرواندا لتوليها الإدارة العامة للوكالة في مقابل انسحابها لصالح الترشح الجزائري، المر الذي يعتبر انتهاكا صارخا للمبادئ الديمقراطية، وهو الاقتراح الذي قوبل بفتور من قبل الدبلوماسيين الأفارقة.
الموقع الإعلامي السنيغالي سينيكو (Senego) انتقد بشدة الجزائر ونشر مقالا تحت عنوان “مقر الوكالة الإفريقية للأدوية: الجزائر تجني خيبة أمل في لوساكا” مؤرخ في 16 يلويلوز 2022، لكاتبه “أنكو سودجاكو “، جاء فيه :”عقدت الدورة الحادية والأربعون للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي يومي 14 و 15 يوليو في العاصمة الزامبية لوساكا. خلال هذا الاجتماع ، منحت الدول الأفريقية رواندا ، بعد تصويت كبير، مقر وكالة الأدوية الأفريقية (AMA) خيبة أمل للدبلوماسية الجزائرية التي مثلها زعيمها رمضان العمامرة.”
وأدى التصويت، في الواقع، حسب المقال، إلى هزيمة الجزائر ضد رواندا. ويترجم هذا الوضع ، من نواحٍ عديدة ، إلى رفض البلدان الأفريقية لموقف هذا البلد الذي رفض قبول الحكم الموضوعي لفريق التقييم التابع لمفوضية الاتحاد الأفريقي. بعد عملية التقييم العلمي، وضع هذا الفريق رواندا بالفعل على رأس قائمة المرشحين الأفارقة الثمانية في السباق.
وزاد الموقع :”كما أن التنصل الذي لاحظته الجزائر، على الرغم من أنها راهنت كل شيء، يؤكد أيضًا تراجع قدرتها على التعبئة داخل الاتحاد الأفريقي. وبسبب عزلة هذا البلد، لم يعد بإمكانه التأثير على القرار السيادي للبلدان الأفريقية على الرغم من ضغطه داخل حدود وممرات المجلس التنفيذي في لوساكا، وقبل كل شيء، على الرغم من محاولته التخويف لحث رواندا على التنازل عن المركز الأول في الترتيب، وهي محاولة أثارت دهشة وسخط المشاركين في هذا المجلس.”
باستخدام حيل مختلفة، يستطرد الموقع السينغالي، حاولت الجزائر دعم عرضها لإيواء مقر الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات من خلال الوعد بدعم مالي يبلغ حوالي 200 مليون دولار بالإضافة إلى تحمل جميع تكاليف تشغيل المقر خلال العامين الأولين. ومع ذلك ، تم تجاهل هذا العرض.
بل إن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة “ذهب إلى حد تقديم الدعم الجزائري لرواندا لتوليها الإدارة العامة للوكالة في مقابل انسحابها لصالح الترشح الجزائري، فيما يعتبر انتهاكا صارخا للمبادئ الديمقراطية، وهو الاقتراح الذي قوبل بفتور من قبل الدبلوماسيين الأفارقة”.
واختتم الصحفي السينغالي مقاله ب:” انتصرت الحكمة والقيم الديمقراطية، أسس الوحدة الأفريقية، أخيرًا. عانت الجزائر ودبلوماسيتها ، بقيادة زعيمها، من نكسة أخرى ، هذه المرة ضد ترشيح من رواندا، إلى حد بعيد الأفضل علميا لأنها تعمل على الفور وأكثر استعدادا لتعزيز التنمية المتوقعة لسيادة صحة القارة الأفريقية.”
كان مشروع إنشاء وكالة الأدوية الأفريقية (AMA) يغطي النباتات منذ عام 2009. ودخل حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي ، ولدت الوكالة الصحية الثانية في القارة (بعد مركز السيطرة على الأمراض الأفريقي) من مبادرة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية. الاتحاد الأفريقي.
على غرار وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) ، ستكون هذه المنظمة الجديدة التابعة للاتحاد الأفريقي مسؤولة عن ضمان توافر الأدوية واللقاحات في القارة الأفريقية. كما سيتعين عليها تعزيز مكافحة الأدوية المزيفة وكذلك المنتجات المزيفة أو المنتجات المشكوك فيها أو ذات الجودة الرديئة
من جهة أخرى، سبق أن أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، في تصريح خلال شهر فبراير الماضي بأديس أبابا، أن المغرب على يقين بأن الوكالة الإفريقية للأدوية ستضطلع بدور رئيسي في تحسين قدرات البلدان الإفريقية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، لتقنين المنتجات الطبية، وجدد دعوته لتقاسم خبرته ومعرفته مع القارة الإفريقية من أجل تعاون جنوب-جنوب دينامي ومتنام.
وجدد السيد بوريطة، في معرض حديثه عن التقرير المرحلي المتعلق بالمصادقة على معاهدة إنشاء الوكالة الإفريقية للأدوية، خلال الدورة العادية ال40 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، التأكيد على أن المغرب مقتنع بأن هذه الوكالة ستضطلع بدور رئيسي في تحسين قدرات البلدان الإفريقية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، لتقنين المنتجات الطبية، بهدف تحسين الولوج إلى منتجات طبية فعالة، وتيسير ملاءمة تقنين الأدوية، قصد بلوغ معايير مقبولة دوليا