الجزائر تعلن الحرب على إسرائيل لتحرير فلسطين بالتنديد ورفع الرايات في الملاعب وترديد شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”
عبدالقادر كتــرة
مرّة أخرى ودون خجل ولا حياء ولإلهاء الشعب الجزائري عن فضائحه والتغذية على تكريم مجرمي العشرية السوداء، لم يجد جنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وأزلامه كهنة معبد قصر المرادية ومزابله الإعلامية وقنوات صرفه الصحي وجرائده المراحيضية، إلا المتاجرة بالقضية الفلسطينية والاتجار بمأساة شهداء فلسطين الأبية وضحايا القصف الإسرائيلي، وذلك بمهاجمة الدول التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، والتي حافظت على مبادئها ودعمها لفلسطين المحتلة وحماية شعبها.
وما يبعث على السخرية والضحك ما يقوم به النظام العسكري الجزائري الجبان بالصراخ والصياح والنباح والنهيق والنعيق من بعيد على إسرائيل التي لا تعيره أي اهتمام ولا تعطيه أي وزن ولا تلقي له أي نظرة ولا التفاتة، مختبأ خلف آلاف الكيلومترات، في القوت الذي كنا ننتظر من هذه القوة الضاربة والقوة العظمى التي تملك أقوى جيش وأقوى ترسانة أسلحة، أن يُجهز طائراته وغواصاته ودباباته وجندياته التي أثثت الاستعراض العسكري في 5 يوليوز الماضي، بمناسبة ما يسمى بالذكرى 60 للاستقلال وهو في الحقيقة “استعمار” تسليم فرنسا الجزائرَ لأبنائها جنرالاتِ ثكنة بن عكنون .
أجل وبالتأكيد، أعلن النظام العسكري الجزائري الحرب على إسرائيل وهددها وتوعدها وصرخ “قسما بالنازلات الماحقات//والدماء الزاكيات الطاهرات//والبنود اللامعات الخافقات//في الجبال الشامخات الشاهقات”، وبالتنديد ورفع الأعلام الفلسطينية في ملاعب كرة القدم وحفلات الأعراس ومسابقات الركض والجري والرقص وترديد شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”…، لكن لا شيء في الأفق…
قال بيان لوزارة الخارجية الجزائري، “تدين الجزائر بشدة العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتعرب عن قلقها البالغ أمام هذا التصعيد الخطير الذي يضاف إلى سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين في خرق واضح وجلي لجميع المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة”.
وأضاف ذات المصدر “وإذ تجدد تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، تهيب الجزائر بالمجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الأممي للتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية وفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما أدانت أحزاب سياسية ومنظمات وطنية، بشدة، العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف هذه الاعتداءات الوحشية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وبدل أن تدين هذه الأحزاب “العسكرية” خدام الجنرالات، “الأفلان” (حزب جبهة التحرير الوطني) و”الأرندي” (التجمع الوطني الديمقراطي) و”حمس” (حركة مجتمع السلم) و”البناء” (حركة البناء الوطني) والرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، (أن تُدين) الجريمة التي ارتكبها النظام العسكري الجزائري قبل يومين بتكريم جنرالات المجرمين أبطال العشرية السوداء المحكومين بعشرات السنين سجنا والمتابعين من طرف المحاكم الدولية، لإعدامه لأكثر من 250 ألف جزائري، قرى وأسر كاملة بأطفالهم وشيوخهم ونسائهم ذبحا وبالرصاص، دون الحديث عن عشرات الألاف من المفقودين والمختفين والمسجونين، ودون الإشارة إلى أكثر من 40 جنرالا ومئات من الضباط في السجن وعشرات تمّت تصفيتهم وأكثر من 350 حراكيا وناشطا وحقوقيا ومحاميا وقاضيا معتقلا…
كيف لهذه السلطات العسكرية الجزائرية تتحدث عن فلسطين وشهداء فلسطين وهي التي تمنع مسيرات تضامنية/ 15 ماي 2021 مع فلسطين بحجة عدم الإبلاغ عنها مسبقا، بعد أن تحولت مسيرات بولايات أخرى للتضامن مع الفلسطينيين ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
وحمل عشرات المشاركين في تلك المظاهرات، أعلام فلسطين، مرددين شعارات من قبيل “فلسطين في القلب” و”نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، وغيرها.
وسبق أن رفضت السلطات الجزائرية التصريح لمسيرة شعبية تضامنية مع الفلسطينيين دعت إليها ثلاثة أحزاب في المعارضة، وبررت ذلك باحتمال إخلالها بالأمن العام.
بل سبق أن أصدرت السلطات الجزائري العسكرية قانونا بالجزائر، يمنع المسيرات طبقا لمرسوم رئاسي أقره الرئيس بوتفليقة في أبريل 2001، بعد ما سمي بـ”أحداث القبائل” التي عرفت مواجهات شديدة بين مواطني منطقة “القبائل وهم الأمازيغ، وبين عناصر الشرطة، فخلفت الصدامات أكثر من 60 قتيلا”.
من جهة أخرى، ما تقوم به البلدان الموصوفة بالمطبعة (ويبقى هذا الموقف سياديا ويخص الشعوب التي تقبل او ترفض بطرقها الخاصة) لا يقوم بواحد في المائة نظام الجزائر، لا من حيث الدعم المالي أو الاجتماعي أو السياسي أو الدبلوماسي، دون أن تَمُنَّ على الفلسطينيين أو تتاجر بقضيتهم أو تثرثر في أي مكان بمناسبة أو بغيرها.
وعلى النظام العسكري الجزائري وأزلامه وقنوات صرفه الصحي أن يكشف عن مساعدات ودعم المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية المتاخمتين لدولة فلسطين، والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطة عمان والمملكة المغربية الشريفة…، على أرض الواقع وفي المحافل الدولية…، لفلسطين والقدس الشريف والشعب الفلسطيني…
ولا بدّ من تذكير جنرالات العسكر الجزائري وأزلامهم ومزابلهم الإعلامية، بآخر منجزات المغرب، وساطة قاده العاهل المغربي محمد السادس بمعية الرئيس الأميركي جو بايدن، أفضت إلى اتفاق على فتح المعبر الوحيد بين الأردن والضفة الغربية المحتلة معبر “الكرامة” أو “جسر الملك حسين”، أو ما يعرف بـ”اللنبي”، بلا انقطاع.
هذه الوساطة التي قامت بها المملكة المغربية والولايات المتحدة الأميركية مكَّنت من التوصل إلى اتفاق من أجل الفتح الدائم لهذا المعبر، الذي يشكل المنفذ الوحيد للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة، على العالم، هذا الجسر الحدودي الذي يقع على بعد خمسين كلم من العاصمة عمّان، من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الحياة اليومية للفلسطينيين، ويسهل عملية تنقل الأشخاص والسلع، كما أن هذه الوساطة تشكل مرة أخرى دليلا واضحا على الاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية ورفاه الفلسطينيين.