عَيْبٌ وعارٌ: حاويات الأزبال تستقبل تلاميذ مدرسة طه حسين الابتدائية بوجدة
عبدالقادر كتــرة
وضع غير طبيعي ومشين ومقزز بسبب تواجد حاويتين للأزبال وُضعتا، في تحدٍّ لكلّ أعراف التربية والتعليم والصحة والبيئة، عند مدخل مدرسة طه حسين الابتدائية بحي التقدم بمدينة وجدة الألفية التي ستستقبل مئات التلاميذ مع بداية شهر شتنبر المقبل، يتطلب تدخل وزير التربية والتعليم لتغييره ومنع كلّ ما من شأنه أن يتسبب في مثل هذه المشاهد التي تضر بالصحة والبيئة والتربية خصوصا إن كان الأمر يتعلق بفلذات أكبادنا رجال المستقبل المفروض فيهم حماية البيئة.
هذه الخطوة الغريبة والخطيرة وغير صحية، أقدمت عليها شركة SOS للنظافة بوجدة وذلك بترسيم مكان حاويتين للأزبال أمام المدخل الرئيسي لمدرسة طه حسين الابتدائية بحي التقدم، دون مراعاة لا الأخطار التي قد تنجم على تراكم النفايات ولا جمالية المؤسسة التعليمية ولا احترام وتقدير لهذا الفضاء لتربية النشء والتعليم والتحصيل.
ولا أحد استوعب كيف سمحت وسكتت أو رخَّصت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والمديرية الإقليمية لوزارة الصحة، لهذه الشركة أن تضع الحاويتين أمام باب المؤسسة التربوية التعليمية بل تُرسِّم مكانهما، في تحدٍّ خطير لكلّ المعايير الصحية المعمول بها في العالم والأعراف والتقاليد وحتى المواثيق الدولية التي تحثُّ على الاهتمام التربوي والتعليمي والصحي بالأطفال الذين يقصدون هذا الفضاء صباحا ومساء طيلة أيام الأسبوع، إضافة إلى الأطقم التربوية والتعليمية والإدارية.
ونضطر، مرة أخرى، لإثار مشكل تواجد حاويات الأزبال عند أبواب المدارس وما يشكله من أخطار على صحة التلاميذ وأوليائهم الذين غالبا ما يوصلونهم إلى المدرسة صباحا وبعد الزوال أو ينتظرونهم عند خروجهم زوالا أو مساء، كما لا أحد يستهويه منظر تلك الحاويات المُتخمة بجميع أنواع النفايات تعبث بها جحافل من الكلاب والقطط وتغطيها سحب من الذباب.
وسبق أن عبر سكان حي التقدم والأحياء القريبة منه، عن استيائهم وغضبهم وقليهم من وضع حاويات للأزبال أمام المدارس، وعلى سبيل المثال مدرسة “طه حسين”، حيث تمتلئ الحاوية بالأزبال وتتقيأ ما فيها، إضافة إلى الأزبال التي تنتشر حولها.
منظر مقزز ذلك الذي يصدم، يوميا، أباء وأمهات وأولياء تلاميذ وتلميذات مدرسة طه حسين الابتدائية، عندما ينتظرون خروج فلذات أكبادهم من المدرسة، حيث تنتشر الروائح الكريهة وعصير الأزبال النتنة والمتعفنة إضافة إلى انتشار الحشرات خلال الأيام الحارة المشمسة دون الحديث عن القطط المتجمعة حول الحاوية للاتهام ما جاد به جوف الحاوية من بقايا المأكولات والأطعمة…
وضع يستدعي تدخلا عاجلا من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والمديرية الإقليمية لوزارة الصحة بوجدة ومن المسؤولين سواء على مستوى شركة النظافة أو مجلس الجماعة المنتخب أو السلطات المحلية والتربوية والصحية، للتنبيه إلى خطورة هذا الوضع والعمل على مراجعة الأمكنة والفضاءات التي يجب وضع الحاويات فيها، حفاظا على صحة الأطفال والسكان من انتشار الأمراض والأوبئة.
يذكر أن شركة SOS للنظافة بصفقة تدبير قطاع النظافة والنفايات المنزلية بوجدة فازت، خلفا لشركة “سيطا للنظافة” التي انتهى عقدها في 31 يوليوز 2020، بعد افتحاص كل العروض بما فيها المالية لشركتي SOS NDD وMECOMAR ، والتدقيق في كل الوثائق والمعطيات المقدمة وفق ملف طلب العروض ونظام الاستشارة.
وكانت أربع شركات دخلت المنافسة للفوز بالصفقة، تم استبعاد شركتي “أوزون” و”أرما” من اللجنة المختصة بعد افتحاص الملفات، وبقيت في النهاية شركة “ميكومار” وشركة “SOS”، بعد 21 يوما من التدقيق والفحص، تم الحسم اليوم في ملف النظافة والنفايات المنزلية بوجدة، لصالح المقاولة المغربية SOS NDD.