الجزائر تحترق:عشرات الوفيات ومئات المصابين والطائرة الروسية المستأجرة جاثمة تأبى الإقلاع لِعطَب
عبدالقادر كتــرة
تعيش الجزائر مشهدا مهولا إذ تحولت إلى جحيم تلتهم ألسنة نيرانه الزاحفة المواطنين الجزائريين العزّل في غياب وسائل فعالة وناجعة للإطفاء الحرائق إذ ارتفع عدد الضحايا إلى 37 حالة وفاة من بينهم 11 طفلا، 13 رجلا و 6 نساء (وفاة 5 أشخاص من عائلة واحدة، تم العثور على جثثهم صباح اليوم) و161 إصابة بالحروق أغلبها خطيرة.
وفي غياب طائرات متخصصة للإطفاء الحرائق، سخرت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي الجزائري مروحيات تابعة للقوات الجوية للمشاركة في عمليات إطفاء الحرائق. التي اندلعت بغابات الولايات الشرقية على غرار الطارف وسوق أهراس وسكيكدة وبجاية وسطيف وجيجل وعنابة.
كما جاء في بيان وزارة الدفاع الوطني، “إنه على إثر الحرائق التي اندلعت بغابات الولايات الشرقية على غرار الطارف وسوق أهراس. وسكيكدة وبجاية وسطيف وجيجل وعنابة بالناحية العسكرية الخامسة. سخرت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي مروحيات تابعة للقوات الجوية. للمشاركة في عمليات الإطفاء خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة التي يصعب الوصول إليها. وهو ما يشكل دعما كبيرا لعمل مفارز الجيش الوطني الشعبي في الميدان. المشاركة في إخماد الحرائق المندلعة بمختلف المناطق الغابية والقرى المنكوبة.”
وأضاف البيان، “إن الجيش الوطني الشعبي، وفي إطار مهامه الإنسانية النبيلة. وبالرغم من قوة الرياح التي حالت دون تدخل المروحيات في بعض المناطق. لن يدخر أي جهد ولن يتوانى في تجنيد وبذل كافة إمكاناته المادية والبشرية. حتى الإخماد النهائي لكافة الحرائق المندلعة.”
من جهتها، أطلقت مصالح الحماية المدنية لولاية سوق أهراس الجزائرية، نداء مستعجلا، تطلب فيه من جميع موظفيها: ضباط ،ضباط صف، اعوان، و الموجودين في حالة عطلة سنوية أو إجازة أو في نظام العمل 24/48 ساعة، الالتحاق بمنصب عملهم فورا و مستعجلا.
وأظهرت بعض المشاهد التي انتشرت بين الجزائريين على مواقع التواصل وقائع صادمة، لاسيما بعد أن حاصرت ألسنة النار منازل المدنيين، وهرع رجال الإطفاء إلى إنقاذ الجرحى، كما بينت بعض الفيديوهات محاصرة النيران لعدد من الأطفال في أحد المنازل المحترقة، بينما حاول عناصر الإطفاء إخراجهم.
وكانت مروحيات تدخّلت أمس في ثلاث ولايات، بينها سوق هراس البالغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة.
أحيت مجددا الجدل
وسجلت المديرية العامة للحماية المدنية، 118 حريقا بـ21 ولاية خلال 24 ساعة الأخيرة، كما تم ارسال 1700 عون حماية و 280 شاحنة إخماد للولايات المتضررة.
كما أرسلت المديرية العامة، دعم مادي وبشري مقدر بـ 1700 عون حماية مدنية و 280 شاحنة إخماد
ويتساءل المرء عن أسباب عدم استغلال الطائرة الروسية في إخماد الحرائق التي اندلعت في غابات بغابات الولايات الشرقية على غرار الطارف وسوق أهراس وسكيكدة وبجاية وسطيف وجيجل وعنابة.
وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، في حوار خص به التلفزيون الجزائري، قال إن “الطائرة الروسية المتخصصة في إطفاء الحرائق، التي تم استئجارها لحق بها عطب منذ 3 أيام أثناء تدخل لإخماد نيران، ومن الممكن أن يتم اصلاحها يوم السبت المقبل”.
وأضاف وزير الداخلية، بأن كافة الوسائل البشرية والمادية مسخرة لإخماد الحرائق على مستوى الولايات المتضررة وبالأخص ولاية الطارف. وتابع ذات المتحدث، أنه تم أيضا تسخير مروحيات تابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية.
وسبق للسلطات الجزائرية أن طبلت وهللت وغنّتْ ورقصت وأشهرت بإعلانها عن استئجار طائرة إطفاء ضخمة من طراز “بيريف بي 200” الروسية لمدة ثلاثة أشهر، لاستخدامها في عمليات التدخل لإطفاء حرائق الغابات هذا الصيف، في وقت تستعدّ الجزائر لتسلم أربع طائرات إطفاء اقتنتها من روسيا.
وسبق أن قال وزير الداخلية كمال بلجود إن “اللجوء إلى حل الاستئجار لدى بعض الدول في العالم تم بقرار من الرئيس عبد المجيد تبون، وكان هناك رد من دولة واحدة، واليوم هذه الطائرة موجودة هنا في الجزائر، واستأجرتها لمدة ثلاثة أشهر من 15 يونيو إلى غاية 15 شتنبر المقبل”.
وأكد بلجود أن هذه الطائرة “قاذفة فريدة في العالم وذات قدرة كبيرة، يمكنها التدخل في جميع الأماكن، وتشكل وسيلة إضافية للبلاد لمساعدة عناصر الحماية المدنية”، مشيراً إلى أن “الجزائر شهدت العام الماضي حرائق غابات سخرنا خلالها كل الوسائل، إلا أن الوسائل لم تكن كافية لمواجهة مثل هذه الحرائق الاستثنائية”.
ويتميز هذا النوع من الطائرات المتخصصة في مكافحة حرائق الغابات بقدرتها على حمل 12 ألف لتر من الماء بشكل مجزأ، ما يسمح بإنزال جوي وفقاً للاحتياجات التشغيلية. كما يمكنها التحليق على ارتفاع منخفض وبسرعة إبحار تزيد عن 500 كيلو متر في الساعة والتوقف في البحر خلال 14 ثانية مع إمكانية إعادة التزود بالوقود على مهبط الطائرات.
وكانت الجزائر قد شهدت صيف العام الماضي حرائق كبيرة اندلعت في التاسع من غشت 2021، شملت 16 ولاية وتركزت في منطقة القبائل شرقي البلاد، وتسببت في إتلاف أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات والمحاصيل الزراعية وأشجار الزيتون التي تعرف بها المنطقة، كما دمرت مئات المنازل، حرائق أضرمها النظام العسكري الجزائري انتقاما من القبائل ولمعاقبهم على مقاطعتهم الانتخابات الرئاسية والتشريعية والجماعية والتنديد بالقمع الذي يطالهم.
وأشار رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن، خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية الذي عقد في استوكهولم العام الماضي، إلى أن معدل خسائر الغابات التي تكبدتها الجزائر خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب الحرائق يتراوح ما بين 30 و40 ألف هكتار سنوياً.
ورغم كلّ ما سبق أن قاله النظام العسكري الجزائري عن هذه الحوادث التي وقعت وتقع منذ سنوات، لم يقم بما كان يجب عليه القيام به ، وتخلى عن الشعب الجزائري المغلوب على أمره، وأقسم أن يكون أولية أولوياته الاهتمام بمرتزقة بوليساريو وحمايتهم ودعمهم بالمال والعتاد والسلاح من بملايير الدولارات من عائدات مداخيل البترول والغاز، وكان من الأحرى أن تتسلح الجزائر بعشرات طائرات إطفاء الحرائق وإنشاء بحيرات بالقرب من الغابات وتدريب رجال الإطفاء الجزائريين على استعمالها.
من واجب الشعب الجزائري أن يحاسب ويحاكم جنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وأزلامه معبد قصر المرادية وأشباه الصحافيين بمزابل الإعلام الجزائرية وقنوات صرفها الصحي شياتة أحدية النظام العسكري، الذين لا يملون ولا يتعبون من التهليل والتطبيل لكلّ ما يفعله الجنرالات المجرمون أبطال العشرية السوداء المتواصلة بطرق وأوجه أخرى، لترهيب الشعب الجزائري وتدجينه وإسكاته وتركيعه…