،،أكلمام أزيزا،،قبل يومين
محمد شحلال
تراجع حجم البحيرة الطبيعية التي تحتضنها غابة الأرز بقلب الأطلس المتوسط بين مدينتي عين اللوح وخنيفرة والمعروفة ب،،أكلمام أزيزا،،،وذلك بسبب موجة الجفاف،وتزايد عدد الساكنة بعد التهيئة التي أنجزتها الجهات المختصة عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وهكذا،فقد تم احداث موقف للسيارات ،ووضعت حواجز حتى تظل المركبات بعيدا عن البحيرة،كما تم بناء مطاعم بلمسات مختلفة،منها ما هو خشبي،ومنها الخيام،وهذا ما شجع على استقرار العديد من الأسر هناك بحثا عن الرزق.
ربما كان لتزايد السكان أثر منظور على المكان،حيث لم أر وفود القردة التي كانت تتسابق الى الطريق بمجرد حلول الزوار،وهذا ما لاحظته قبل ثلاث سنوات،اما الان فان تغييرا ملحوظا قد حصل في كل المناطق التي كانت تستقطب عشاق الطبيعة.
وهكذا،فان منابع أم الربيع لم تسلم بدورها من الضغط البشري،بينما جفت جل المنابع التي كانت تزخر بها المنطقة ذات يوم.
وحدها غابة الأطلس ما زالت تحافظ على شموخها بكل كبرياء،حيث يأبى شجر الأرز والبلوط الا أن يصمدا في وجه التقلبات.
واذا كانت السلطات قد أصلحت الطريق الرابطة بين منابع أم الربيع ومدينة خنيفرة،فان الطريق التي تربط هذه المنابع بمدينة عين اللوح،تظل وصمة عار على جبين من يبخلون على هذه الربوع الساحرة بطريق تحمل الخير للأهالي الذين ابتكروا شكلا مقرفا للكسب،حيث يصادفك أطفال في سن التمدرس يوقفون المارة لأجل التسول !
لا أتصور بأن كل هذه الأعداد من الأطفال مكرهة على التسول،بقدر ما هي محاكاة لما يجري في المدن،حيث يوقفك شباب مفتول العضلات بالبيضاء عند التوقف الاضطراري،ليحرجك بأنواع الاستعطاف ،خاصة عندما يكون بالسيارة نساء أو فتيات،حيث يذل هؤلاء الشباب انفسهم بشكل اضافي !
أسأل الله أن يعود الأطلس الى سالف عهده حيث كان خزانا رئيسيا للماء،ويوزع الفائض لينساب عيونا وجداول في كل مكان.
ما كنت أتصور أن يتزامن وصولي الى افران بعاصفة من الغبار التي خدشت ،،سويسرا،،المغرب،حتى بدت المدينة في صورة قاتمة تنسي في اسدها وفي عين فيتال !