المرحوم سي محمد الادريسي رئيس جمعية الأمل بتاوريرت : تجسيد لمعنى سمو الاخلاق وغزارة العطاء
بقلم : محمد حطحوط
اليوم 10 شتنبر 2022 لنا موعد مع ورقة في حق الاخ والصديق العزيز المرحوم الحاج سي محمد الادريسي وفي الفايس بوك محمد مختار دريسي الذي ساهم ايام الزمن الجميل ،ذلك الزمن الغائب الحاضر ،ساهم في بروز الفعل الثقافي المتميز والرائع الا وهو جمعية الامل الثقافي التي ذاع صيتها في كل ربوع المملكة. اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك ونور قبره بنور القران وابعثه يا الله مع النبيئين والصديقين وحسن اولئك رقيقا وارزق اللهم أبناءه وأهله جميل الصبر والسلوان وانا لله وانا إليه راجعون.
بسم الله الرحمن والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وعلى ٱله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا
أيها الأحبة الكرام والأصدقاء الاعزاء كما وعدتكم سابقا فكلما توفرت لدي معلومات ووثائق وصور عن احد رموز الزمن الجميل لمدينة تاوريرت لن اتأخر في اعداد ورقة او مقال في حقها خاصة في الميدان الرياضي الذي انتمي له وكرست له جزءا من حياتي كلاعب وكمسير ومطلع على خباياه التي عشتها واعيشها لحد الساعة والحمد والشكر لله الذي يمن علينا بنعم الصحة والعافية
.لكن ومع ذلك فقد لفت انتباهي كما أشرت إلى ذلك في مناسبات سابقة ما عاشته مدينة تاوريرت وعشته معها من ازدهار ثقافي منقطع النظير مع جمعية الامل الثقافية وما تمتعنا به في ذلك الزمن الغابر الجميل من اسابيع ثقافية جميلة وراقية استمتعنا خلالها بالمسرح الهادف وبالاغنية الملتزمة وبالنادي السينمائي الذي غاص بنا في انواع سينمائية لم نكن نعرفها كما تمكنا ٱنذاك من معرفة ناس الغيوان ولمشاهب وبزيز وباز وفطاحلة المسرح الوطني عن قرب والاسبوع الفلسطيني بحضور ابرز الشخصيات الى غير ذلك من الأنشطة المهمة والمفيدة التي كانت تحتضنها دار الشباب رغم صغرها و ضيقها.وقد كانت جمعية الامل من ابرز من احتضن ذلك الشباب المثقف والمتعطش لابراز مواهبه الغنائية والمسرحية والنضالية والتي قدمنا عدة وجوه اثثت لهذا الفعل الثقافي كالاستاذ جمال هاشم والاستاذ عبدالكريم شليح والاستاذ الحسين الحنبالي والاستاذ محمد عماري والاستاذ احمد العماري اطال الله في عمرهم جميعا ومتعهم بمزيد من الصحة والعافية والمرحومين الاستاذ عبدالقادر الصادقي وعبد العزيز بوروح رحمهما الله ومازال امامنا الكثير من الوجوه النيرة التي تستحق ان يتعرف عليها هذ الجيل الذي لم يعش تلك المرحلة الزاهية والراقية التي عرفتها مدينتنا العزيزة والتي ذاع صيتها في جميع أرجاء المملكة الحبيبة
أيهتا العزيزات والاعزاء معنا في حلقة اليوم وجه مشرق لجمعية الامل الثقافية الا وهو الاخ والصديق العزيز والزميل في المهنة المرحوم سي محمد الادريسي صاحب الابتسامة والوجه الوضاح وذو الأخلاق السامية , الذي ينتمي لعائلة تاوريرتية عريقة ومتنوعة المواهب خاصة الميدان التربوي ترعرع في هذه المدينة ودرس بمدارسها الابتدائي والاعدادي واتم دراسته الثانوية بعبدالمومن بمدينة وجدة .هذه الثانوية التي كانت تاوي جميع ابناء تاوريرت بداخليتها الواسعة اين كان يلتقي جميع ابناء الجهة الشرقية من فكيك وجرادة وبركان واحفير وغيرها ومنها تعلم الجميع معنى العيش بعيدا عن العائلة وتعلم الاعتماد على النفس والمثابرة والجد من اجل ولوج التعليم العالي الذي سيفتح لا محالة ابواب المستقبل بعد حصوله على الإجازة في شعبة الدراسات الاسلامية. نعم اخوتي مقالنا اليوم هو تقديم لسي محمد الادريسي رحمه الله الاستاذ الفقيه النير والذي ومنذ سن مبكر جدا نذر حياته لميدان التربية والتعليم واشتغل في عدة مداشر ومدن وكان بشهادة جميع من عرفه او عاشره نعم الأخلاق ونعم الاخلاص في عمله ومهنته تتلمذت على يده اجيال عديدة من التلاميذ الذين مازالوا يذكرونه بالخير ويدعون له بالرحمة والمغفرة ويعترفون له بكل ما قدمه لهم من علم ونصيحة .سي محمد بعدما قضى سنوات عديدة بالفصل ولج ميدان الإدارة بدرجة مدير بمؤسسات بمناطق متنوعة وكان دائما اينما حل وارتحل في مستوى المسؤولية المنوطة به مربيا وناصحا وموجها.عمله ومهنته لم يمنعاه من التضحية والابتكار والاشتغال في جمعيات المجتمع المدني منها الاجتماعي والثقافي والديني حيث نهل الشيئ الكثير من الفقه والقران وساهم في عدة مساجد بتقديم الدروس الدينية والامامة في بعض الاوقات. سليل عائلة مناضلة قحة عرفت بمواقفها ومبادئها في الدفاع عن الحق والتصدي لكل ماهو ظالم
اما في الميدان الثقافي وكما اشرنا الى ذلك سابقا فسي محمد الادريسي انظم الى جمعية الامل الثقافي وكان من ابرز المسيرين او المشرفين على هذا الفعل الثقافي في ظروف اقل ما يمكن ان يقال عنها بأنها كانت صعبة وصعبة جدا .اتذكر جيدا كلماته التي كان يلقيها في افتتاح الاسابيع الثقافية والتي كانت تنم عن حماس وتشبث بالمبادئ التي جاءت من اجلها هذه الجمعية النموذجية .علما انه كان رئيسا ابديا للجمعية وعليه اجماع من طرف كل فعالياتها ويحضى بكامل التقدير والاحترام ويمثل حلقة وصل بين جميع الاعضاء لفك اي خلاف يمكن ان يحدث من حين لاخر.ودائما ما كان حاضرا في جميع الرحلات والتنقلات التي تنظمها الجمعية نظرا لتجربته وتمرسه في حسن التنظيم والقدرة على مرور الأنشطة في ظروف من الجدية والانظباط اللازمين.اذا لا يمكن لأحد أن ينكر الدور البارز الذي قام به سي محمد خلال تراسه لجمعية الامل الثقافية خاصة من طرف زملائه واصدقاىه المقربين
الذين يشهدون له بالجدية وحسن الخلق وتذويب الصراعات واصلاح ذات البين.لكن القدر اراد لسي محمد ان يرحل عنا وهو مازال متعطشا لاستكمال مسيرته النضالية والتربوية.
رحم الله اخانا محمد الادريسي وغفر له وجعل قبره مد بصره وجازاه الله خير الجزاء على كل ما قدمه من اعمال جليلة غزيرة تربويا وثقافيا واجتماعيا ودينيا ونضاليا وجعل الله ذلك في ميزان حسناته
ٱمين يا رب العالمين . واختم بهذه الكلمة التي علق بها سي محمد في حقي على احدى المقالات التي نشرت على صفحتي من طرف سي عبدالسلام تالم بعنوان من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
طوبى لمن رسم بصمات الخير في قلوب الناس جميعا. …
طوبى لمن نال رضى الله و رضا الوالدين و الصالحين و الصادقين و الشباب و الشيوخ…
لا زال الخير في هذه اﻷمة لا زالت هذه الأمة حبلى تنجب العظماء الذين يجددون الدماء ويحيون النفوس …
أدام الله الابتسامة على محياك…هذا دليل صدقك و صفاء روحك …
دامت لك السعادة و السكينة و الطمأنينة. …
حفظك الله و حفظ محبيك…
زادك الله نورا وعلما و توفيقا و حرصا على خدمة الشباب و رفع الله شأنك…
Mohamed Hathout.