بدون شوفينية.
عبد المجيد الزياش
نعيش على ايقاع عمليات الفريق الوطني ،ونترقب مدى التهديف، لتحقيق الفوز،ومحاولات الوقوف الى جانبه من مختلف المواقع ،بدوافع احيانا متباينة ،منها ما يتم تحت مظلة الوطن وبراية الوطن لحشر الغالبية في صف واحد ،كجسم واحد ، لتشتد حرارات التصفيق وتتنوع اشكال وتعابير المساندة وحمل هم الفريق ،لاشيئ سواه، بصورة الوطن الخارجية ،امام عيون المنافسين الرياضيين وعيون الأعداء السياسيين.
يشكل الفريق الوطني لكرة القدم ، حلقة في نهاية جسر يضمن نقل الدعم المالي ،اللوجيستيكي والتقني والطبي ، لسياسة حكومية في القطاع الرياضي ،وان كانت لا تتوفر على رؤية ولم تعمل على تنزيل توصيات ٱخر مناظرة حول الرياضة،وهو ما لا تقابل به رياضات جماعية أخرى وما تتطلبه نهضة حقيقية على كافة المستويات بدءا من المدرسة العمومية والأندية الصغيرة .
فإذا كانت النتيجة التي حققها ضد كرواتيا، في نظر الخبراء الرياضيين ذوي التجارب الغنية والمتمرسين في اللجن الدولية على مجالات ترتبط ايما ارتباط باللعبة وسبل تطويرها ، لا تفيد بالشئ الكثير ،اللهم تقاسم نقاط المقابلة ،فإنها في نفس الوقت ،لا تدعو للنفخ في تواضع الفريق أمام كرواتيا متوسطة المستوى ،وتبرير ارتكانه الى خيار القتالية والدفاع عن الشباك واعتماد الهجومات المضادة وخارج مخطط عمل ميداني بأوجه تتكيف جيدا مع الوضعيات الكروية وتموقع الخصم.،وتحذير مبالغ فيه للعناصر الوطنية من قدرات اصدقاء مدريكا
ان فريق اليابان ، قد خرج من الهزيمة أمام ألمانيا عندما رست الكرة في شباكه بالهدف الأول ، بعزيمة قوية ،زاد من سرعة الإيقاع وضبط التكتيك والقتالية والإندفاع الى الهجوم ، بمجهود متواصل لم يتوقف الى حين اعلان الحكم عن نهاية المقابلة بانتصار اليابان وبلاعبين من قامات قصيرة ولياقات بدنية لا ينتابها العياء ،وبتجارب منها ما حملوه معهم من أندية خارج وطنهم.
فان التصفيق ،على الفريق،هو امر حرية الفرد واختياره ، لكن ان يكون بوعي اكبر ،على اعتبار انه ،في نهاية المطاف ، ببصمات سياسة حكومية رسمية ، لطالما انتقدناها ، وطالبنا المسؤولين بتغييرها لنجاحات المغرب في قطاعات استراتيجية ، ضامنة النمو الحقيقي الذي يتطلع اليه كل مغربي ومغربية ،لمعيشة الكرامة والرياضة للجميع بالمجان.
ان المجال الرياضي ليس شبيها بالمجال الدبلوماسي او العسكري الذي يتطلب من كل المتشبعين والمتشبعات بالوطنية التامة والصادقة ، الوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات والعدوان الخارجي والمساس بحدود التراب الوطني ،ليدعونا لقراءة نتيجة الفريق بما يفيد المعنى الحقيقي والسياق الذي يعزز الجهود والإنجاز، وليس بتحويل التعادل ،والذي يبقى تعادلا، لإنتصار ،لكون الفريق الخصم ،كان ذات سنة وصيف الحاصل على كأس عالمية سنة 2018.
وكيف لنا أن ننتقد السياسات العمومية المتبعة في عدة مجالات ،على المستوى الرسمي ،في المؤسسة التشريعية ،في اللقاءات الحزبية ،وفي منابر اعلامية ،ولا نجهر بقول الحق في حصيلة عمل ومبارة فريق رياضي وطني ، بتقييم يشمل كل جوانب قواعده ، وهو يرتبط ،ابينا ام لا، بعمل الحكومة ؟
انشهد لمرحلة صارت فيها الإزدواجية في المواقف مخرجا نطأ من خلاله الرأس مع العامة؟…