اعتدنا على زئير اسود الاطلس ،
ذة.سليمة فراجي
اعتدنا على جو استثنائي خلق الحدث ، و أدخل البهجة على قلوب الشيوخ والشبان ، اليافعين والاطفال ، الاصدقاء وحتى الاعداء
اعتدنا على لحظات فرح حجبت مؤقتا الحزن والاحباط والتسليم بالهزائم الحتمية المتتالية وكأنها قدرنا المحتوم ولعنتنا الابدية
اعتقدنا للحظة ان لنا جناحان نحلق بهما الى ابعد الحدود ، واستمر حلمنا الذي اعاد لنا الثقة في النفس وفي الاوطان !
ادركنا ان مجموعة من الشبان المتوفرين على ارادة وعزيمة وروح قتالية وحس وطني قدموا ملحمة عربية افريقية اسلامية هتف لها كل من ذاق مرارة الاستعمار و استنكر عجرفة واستعلاء الغرب وفرضه الهيمنة ولو الكروية على الشعوب !
وصول المغرب الى المربع الذهبي ولو انه تم استكثار كأس العالم عليه ، دليل انه بإمكاننا ان نستمر في تحقيق النصر متى توفرت الارادة والعزيمة وحب الوطن والتشبت بأهدابه
اشعر بحنين وبغصة وألم ليس بسبب عدم تحقيق الفوز والانتصار على فرنسا ، ولكن لكوني عاينت الفرح والاستبشار وحب الوطن في اعين الجميع ، واتوجس من عودة نظرات الاحباط واليأس والحزن
اشعر بحنين الى رؤية المقاهي متوهجة الانوار ، والمواطنون حاملون للرايات والأعلام ، وتجاوز المناقشات المتحدثة عن ارتفاع الاسعار ، والشعارات المنتقدة لكل مسؤول جبار !
حقبة المونديال وتفوق اسود الاطلس كان لها مفعول السحر و اقوى مسكنات التخدير او الادرينالين
ماذا لو كان بأوطاننا مسؤولون يشعروننا بالسعادة وحب الاوطان قياسا على ما خلفته روح القتالية عند اسود شجعان !
مسؤولون وقائمون على الشأن العام ومنتخبون يتناسون يوما عراكهم على الكراسي والمنافع والمناصب ويفكرون في هذا الحب العظيم الذي يملأ قلوب الامة لاوطانهم ولا يتمنون سوى المزيد من الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة ، وتوفير فرص متساوية للمواطنين استنادا الى الكفاءة و التجرد وربط المسؤولية بالمحاسبة بدل المحسوبية والزبونية و انعدام الحكامة الجيدة والافلات من العقاب وتغليب المصلحة الخاصة على المصالح العامة