أصداء الوقاحة الجزائرية
محمد شحلال
يكاد جل المتابعين لأجواء المونديال الذي أسدل عليه الستار بدولة قطر، يجمعون على أن هذه المناسبة قد أسقطت آخر أوراق نظام العسكر الجزائري بما انكشف من حقائق ظلت غائبة عن العديد من شعوب الأرض.
لقد شاءت الأقدار أن يفتضح نظام العسكر ودسائسه على يد المنتخب المغربي وجمهوره،حيث كان كلاهما في مستوى المواطنة الصادقة عبر إنجاز اللاعبين غير المسبوق، ونضج الجمهور الذي نال إعجاب العالم.
وبمقابل أداء الفريق المغربي وانضباط جمهوره،فإن نظام العسكر قد أوفد مئات من الرعاع ليبحثوا عن أدنى ،،قشة،،يسخرونها لتشويه صورة المغرب عبركل أساليب الاستفزاز الحقيرة،قبل أن يفتعلوا الخصومات مع جهات عربية وأجنبية لم تخل من عمليات النشل والسرقة.
لقد وصلت الدناءة بممثلي العسكر ،درجة مناصرة المنتخبات الأجنبية عبر الانتقاص المفضوح من إخوانهم العرب، مثلما حصل في لقاء الفريق السعودي بنظيره الأرجنتيني،قبل أن تتوالى الحماقات التي كشفت للناس عن طينة هذا البلد الذي يغرق في شوفينية وهمية ،تتآكل يوما بعد يوم ،ليعرف الشعب الجزائري المخدوع ،بأنه ظل يعيش خارج عصره،وسيجد نفسه مضطرا لتقبل وضع بئيس صنعه حكامه خلال العقود الماضية.
ومن ثمار مونديال قطر التي جناها بلدنا من غير كلفة تذكر،أن الأفارقة قد صدموا بحقيقة نظام العسكر عبر قصة الإقصاء على يد الكاميرون ،وهو الإقصاء الذي حملوا مسؤوليته للحكم الغامبي،،كاساما،،الذي استنجد أبواق النظام ببركة الداعية،،شمس الدين،،من أجل هلاكه،قبل أن تتولى مهمة إنهاء هذا المسلسل امرأة من نوع،،Le femme،،تدعى صوفيا،وهي امرأة تنازلت عن الأنوثة بأسلوب منحط ،لتصبح بقوامة رجل لتطالب الأسطورة ،،صامويل إيتو،، بالمنازلة عبر تسجيل علني شاهده العالم.
اضطر السيد ،،إيطو،، ليرد على بوق أخر من سفلة النظام، عبر تمريغه في التراب بعدما تجاوز كل حدود اللياقة حينما وجه للرجل تهما مقرفة.
ليس هذا فقط،فقد تمادى نظام العسكر في غيه فأطلق العنان لأبواقه لتشتم الأفارقة ،كاشفة عن عنصرية مقيتة ظل النظام يخفيها إلى أن كشفها إفلاسه المركب،وهكذا راحت هذه الأبواق تسخر من لون الأفارقة،وتحثهم على التيه في أدغال القارة السمراء،إسوة بما تفعله،،ماما فرنسا،،عندما يشهر إعلامها سلاحه التقليدي في وجه السود ،كلما حدث ما يغضب ،،الميتروبول،، !
إن سقطات النظام الجزائري تقترب من أوجها هذه الأيام، ويراود المتابع إحساس بأن الدول الأفريفية،قد استوعبت الدرس،وفهمت الآن بأن النظام الجزائري،كان خلال كل السنين الماضية، يعاملها بمنطق الابتزاز والتعالي الرخيص اللذين كان يتستر عليهما لتمرير أجندات تضر بمصالح المغرب ومسيرته الإنمائية.
أعتقد أن الدول الأفريقية مقبلة على تحول كبير في مواقفها، وعلى بلادنا أن تستثمر في هذا التحول المرتقب،والذي صنعه منتخبنا من غير أن يمارس السياسة، وربما ارتفع زخمه أمس في اللقاء الأسطوري بالبلاط الملكي،حيث تناسلت الصور والرسائل التي تنقل للعالم حالة بلد متفرد في شعبه وملكه وتقاليده يسمى المغرب، فتحية لمنتخبنا الذي أرغمنا على لحظات فرح كنا في أمس الحاجة إليها،وعلى الشعوب الأفريقية أن تعيد حساباتها في الوقت المناسب.