إعلام الجزائر يتحدث عن فقدان “كبرياء” المدرب المقال “خليلوزيتش” في المغرب والذي سبق له أن داس كبرياءهم
عبدالقادر كتــرة
لا يمكن للمرء أن يفهم ويستوعب كيف تشتغل “المادة الرمادية” في عقول أشباه الصحافيين من وسائل الإعلام الجزائري وقنوات صرفه الصحي وجرائده الورقية المراحيضية، وكيف يفكرون إن كانت لهم القدرة على ذلك، وكيف يتجرؤون بدون خجل ولا حياء باختلاق الأكاذيب والإشاعات والهرطقات وينشرونها ولو لا يمكن تصديقها إلى من طريق القطيع الذي تمّ هتك وعيه وسلب إرادته وتدجينه بإطعامه التبن على أساس أنه نقانق أو كبابا ويتذوقونه على أنه كذلك ويستمتعون بمضغه ويتلذذون بابتلاعه .
مناسبة هذه المقدمة هو هجوم الإعلام الجزائري على المغرب والجامعة الملكية لكرة القدم بعد أن تمّ الانفصال عن الناخب الوطني السابق وحيد خليلوزيتش، وهي إقالة وإعفاء، لفشله في بناء فريق وطني متكامل متجانس متناسق متناغم، رغم أنه كان يتوفر على أحسن اللاعبين وأشهرهم عالميا هم أعمدة أعتى الفرق وأقواها عالميا، وبقدر ما ساهم في تفكيك الفريق بقدر ما جرّ عليه ذلك الانتقادات من داخل التركيبة البشرية للاعبين المغاربة الدوليين ومن الرياضيين المغاربة وحتى الأجانب.
ويبدو أن هذه المزابل الإعلامية الجزائرية لا تمَلُّ ولا تكِلُّ من توجيه سهامها المسمومة للمسؤولين المغاربة على الرياضة الوطنية، بمناسبة وغير مناسبة، خاصة كلما سجلت المنتخبات الوطنية للمملكة المغربية في مختلف الرياضات إنجازات وانتصارات في المنافسات والبطولات العالمية مقابل إقصاءات وفشل منتخباتها وآخر الإنجازات والمعجزات بلوغ المنتخب الوطني لكرة القدم المربع الذهبي واحتلاله الرتبة الرابعة عالميا في مونديال قطر 2022 والرتبة الأولى عربيا وإفريقيا وال11 عالميا وأسعد بذلك مليار ونصف المليار من العرب والأفارقة وهو رقم صعب على الجزائر إذ لن تبلغه ولو اشترته بآبارها البترولية والغازية مجتمعة.
آخر ما وجدت هذه المزابل الإعلامية، وللتعبير عن تضامنها معه، تصريحات الناخب الوطني الأسبق وحيد خليلوزيتش الشيخ الهرم (69 سنة) الذي عبّر عن استياءه، حسب قوله، ” من الظّلم الذي تعرّض له في المجال الرياضي، وقال إنه يُفكّر في اعتزال مهنة التدريب.”
وتناقلت تصريحات المدرب الفرنسي البوسني وحيد حليلوزيتش بعد مونديال قطر جاء فيها أنه تم “نزع كبريائه”، بسبب إقالته من منصبه مدربا للمنتخب للمغربي هذا الصيف وحرمانه من المشاركة في مونديال 2022.
وقال حليلوزيتش لموقع الأخبار الكرواتي “تيبورتال.إتش آر”: “لقد نزعوا مني كبريائي. لا يمكنني أن أنسى ذلك، ولا يمكنني أن أسامحهم. لأنه كان يجب أن يكون (المونديال) بمثابة نهاية مسيرتي التدريبية أيضًا”.، مؤكدا أنه حتى الإشادة التي أدلى بها خليفته في حقه “لم تداوي مرارته أو تعوِّض حرمانه من التواجد في المونديال”.
واستقال المدرب السابق للمنتخب الجزائري بعد أن رفض البقاء رغم الإغراءات المالية الضخمة ودعوته من طرف الرئيس المخلوع الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، واستلم الإدارة الفنية لأسود الأطلس عام 2019، من منصبه أواخر غشت بسبب إصراره على الاستمرار في استبعاد عدد من ندوم الكرة المغربية الدوليين وعلى رأسهم نجم تشلسي الإنكليزي حكيم زياش عن المنتخب.
مدرب المنتخب الوطني الجزائري السابق، وحيد خليلوزيتش داس على كبرياء الجزائريين ومرّ غ كرامتهم في التراب رغم توسلاتهم واستعطافهم وملاحقتهم له وإغرائهم له بالأموال والمناصب والامتيازات ولم يكن ينقصهم إلا البكاء والنواح لشدّه ومنعه من “الهروب”، لكن رفض التراجع عن استقلاته والبقاء للحظة أخرى بالجزائر، دون الإفصاح عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى الرحيل نهائيا عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني إلى نادي طرابزون سبور التركي، في صيف 2014، بعد ثلاث سنوات قضاها على رأس التشكيلة الوطنية، رغم الطلب الذي قدمه له رئيس الجمهورية المخلوع، الراحل عبد العزيز بوتفليقة، بالبقاء، وكذا إلحاح قطاع من الجماهير على مواصلته مدربا للمنتخب الأول عبر حملة “فايسبوكية”، بعد الوجه المشرف الذي ظهر به زملاء القائد مجيد بوڤرة في نهائيات كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، وتوديعهم المنافسة من الدور ثمن النهائي، لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد أربع مشاركات مونديالية على مدى 32 سنة.
وفضل التقني البوسني المغادرة دون التطرق إلى الأسباب الرئيسية التي حالت دون المواصلة مع المنتخب، غير أنه كان قد صرح في آخر ظهور إعلامي له قائلا: “قررت الاستقالة من تدريب الجزائر لسببين رئيسيين” رافضا الكشف عنهما، تاركا بذلك علامة استفهام كبيرة حول هذا الأمر.
وكان التقني البوسني، قد أعلن رسميا عن استقالته يوم الأحد 6 يوليوز 2014، فور العودة من المونديال البرازيلي، بعد قيادة الخضر إلى إنجاز تاريخي مميز في المحفل الكروي العالمي، حيث حيا اللاعبين والطاقم الفني والطبي والإداري الذين أكد بخصوصهم أنهم ساعدوه بشكل كامل في القيام بمهمته التي وصفها بالناجحة رغم صعوبتها، مضيفا بأنه سيظل محتفظا بالأيام الجميلة التي قضاها في الجزائر، وكذا الدعم الذي لقيه من الأنصار طيلة تواجده في الجزائر.
وسبق لأسطورة كرة القدم الجزائرية، رابح ماجر، أن أشار إلى “أن رحيل مدرب المنتخب الوطني السابق وحيد خليلوزيتش عن العارضة الفنية للخضر، كان مرده بنسبة كبيرة تفاوض رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة مع المدرب الفرنسي، كريستيان غوركوف قبل المشاركة في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، بهدف تولي التقني الفرنسي تدريب التشكيلة الوطنية مستقبلا”.
وأضاف ماجر بأن أي مدرب مكان خاليلوزيتش، كان سيتصرف بمثل ما قام به المدرب الحالي لنادي طرابزون التركي، حيث قال نجم بورتو البرتغالي سابقا “في الحقيقة العام والخاص في بلادنا يعلم الأسباب الحقيقية التي حالت دون بقاء خاليلوزيتش على رأس المنتخب الوطني، ومن ثم رحيله فور انتهاء مهامه بعد العودة من مونديال البرازيل، لأنه بالنسبة لي من غير المعقول لأي كان التفاوض مع مدرب جديد قبيل انقضاء عقد الأول، وبالتالي مفاوضة “الفاف” لمدرب لوريون السابق “كريستيان غوركوف”، بغرض تعيينه مدربا للخضر أثر في المدرب البوسني، خاصة وأن “غوركوف” زار مركز تحضيرات المنتخبات الوطنية بسيدي موسى في وقت تواجد خاليلوزيتش والمنتخب الوطني هناك لتربص إعدادي، وهذا الأمر كان بمثابة صفعة في وجه خليلوزيتش الذي لم يهضم هذا التصرف، وجعله يتخذ قرار عدم الاستمرار رغم إلحاح الجماهير الجزائرية العريضة بالبقاء”.
وفي سياق ذي صلة، دعا مدرب المنتخب الوطني السابق والحالي لمولودية سعيدة، عبد الرحمن مهداوي إلى ضرورة طي هذا الملف نهائيا والتفكير في المستقبل، “مغامرة خاليلوزيتش مع المنتخب الجزائري انتهت، والآن اختار وجهة أخرى، سواء لأسباب مالية أو رياضية والله يسهل عليه.. الآن يجب التفكير في مستقبل المنتخب الوطني” قال مدرب مولودية سعيدة، الذي أشار إلى الدعم الكبير الذي كان يحظى به المدرب البوسني من قبل المسؤولين.
دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والعريضة على الإنترنت التي وقع عليها أكثر من 70 ألف جزائري لم تكفيا لإقناع المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش البقاء على رأس “الخضر” حيث أعلن الأحد في بيان أذاعه على موقع الاتحاد الجزائري الإلكتروني أنه يترك منصبه “لالتزامات عائلية ولخوض تجربة رياضية جديدة”.
وجاء قرار خليلوزيتش بالرحيل رغم طلب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منه شخصيا البقاء على رأس منتخب الجزائر، بالإضافة إلى عريضة على الإنترنت وقع عليها أكثر من 70 ألف جزائري.
وكان خليلوزيتش عين مدربا للجزائر عام 2011 ولمدة 3 أعوام بهدف قيادة المنتخب إلى كأس الأمم الأفريقية عام 2013 ثم مونديال 2014.
وأكد خليلوزيتش أنه لن ينسى “أبدا” الانتقادات الجارحة التي واجهها من الصحف المحلية خلال ممارسته لمهامه، مشيرا إلى أن “تصرف بعض الصحافيين لم يكتف فقط بانتقاد عمله بل بتوجيه الانتقادات له شخصيا ولعائلته وأنه لن ينسى ذلك ولن يسامحهم أبدا