عودة..الجهة الشرقية الاستهداف والتنمية المنشودة
الكاتب منير الحردول
في اقتراحاتنا القديمة الجديدة، دوما كنا ننادي ونؤكد على أن الاهتمام بالمناطق والمدن الحدودية هو الأساس الصلب، لاسيما المنطقة الشرقية، التي قدر لها أن تعيش في تماس مع شعب يشترك مع جل المغاربة في كل شيء تقريبا، باستثناء قادته الذين يرفضون اليد الممدودة الأخوية.
فالنهوض بالمنطقة الشرقية، بمدنها وأقاليمها، وقراها ومداشرها، يقتضي نهج سياسة تقوم على خلق تحفيزات ضريبية، سواء تعلق الأمر بالضريبة المفروضة على الدخل، لكل أجراء القطاع الخاص والعام، مع تخفيض مهم للضرائب على جميع المؤسسات الترفيهة والخدماتية!
فالبدائل الاقتصادية، هي سلسلة إجراءات شجاعة، تحتاج الواقعية ونكران الذات وكفى، ولعل شبه الجمود الاقتصادي لتلك المناطق خصوصا في بعض الفترات الدورية الحرجة، يدفع بكل تأكيد الكثير من الساكنة صوب المعاناة واليأس وتنامي بيئة خصبة للفكر العدمي.
فالمناطق الحدودية مناطق خاصة، تحتاج لرؤية متبصرة تعمل على تشجيع الاستقرار بها لا النفور منها!
كما أن الصراعات المرتبطة بالتموقع في المواقع، ضيعت فرصا كثيرة على المنطقة، فعوض البحث عن الأستمرارية في تدبير أمور الجهة بأي ثمن، فمن الأجدر أن يكون الطاقم المحيط بمن يسير الجهة له من الدبلوماسية التواصلية والدراية بما يدفع لجلب وتسهيل جلب الأفكار الجديدة، ومع القطع مع سياسة هل أنت معنا أم لا !! أو الجنوح لقوقعة متابعة ونقل الاخبار عن المعارضين أو المنافسين أو الإعلاميين! فالجهة بحاحة لرجة اسمها الدفع بتوطين معامل ومصانع قادرة على توفير عشرات الآلاف من مناصب الشغل، مصانع منتجة تضمن الاستمرارية في الانتاج والتشغيل من خلال عقود دائمة مع مؤسسات أخرى، فالجهة رغم الخصاص، فلها بنية تحتية مهمة ومقبولة نوعا ما، ولعل استكمال ورش بناء وتجهيز ميناء الناظور قد يخلق الانطلاقة المنشودة للتنمية بالمدن الشرقية بشكل عام، زد على ذلك الدينامية التي قد تحدث بفضل التفكير في توسيع وزيادة محاور أو تثليث الطرقات وتوسيع المطار، ومد خطوط السككل الحديدية صوب الجنوب، وطريق سيار يضمن جودة المرور والخدمات، أظف إلى هذا وجوب البحث عن مستثمرين من أبناء الجالية وتسهيل مأموريتهم من خلال تكثيف التواصل باستمرار وليس في المناسبات فقط.
وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي التعاضدي، فبرامج التشغيل المؤقت والموسمي، عليها أم تتخلص قليلا من روتينية العمل الجمعوي، وذلك من خلال حصر الأسر الأكثر هشاشة، ودوي الاحتياجات الخاصة وومن يعانون من أمراض نفسية كالإكتئات وفقدان الثقة، وذلك بحصر لوائحهم في تنسيق تام مع جميع القطاعات بغية توفير اعتمادات اجتماعية خاصة بتلك الفئات الهشة أو المعزولة!! والعمل على تدعيمهم بيوم عمل على الأقل في الأسبوع، أو يوم عمل في أسبوعين على مدار السنة، فبهذا سندمج الآلاف في انعاش تشغيل الفراغ!! ونترك الأمل في نفوس تنتظر دورها لذاك اليوم الجميل (يوم العمل) .وللتفصيل مسار يحتاج للإنصات الناضج!!
أما فيما يتعلق بالمشهد الحضري، فذاك بحاجة لوقفة تأمل كبيرة، فلا يعقل أن يستمر زحف الاسمنت على كل شيء، بنايات ساحات مسارح.. مقابل شجيرات يتيمة هنا وهناك، بل وجب من باب التربية الخضراء أن يتم إعادة تهيئة الساحات العمومية والشوارع بشقها وغرس الأشجار الدائمة الخضرة بها، وليس أشجار النخيل التي لا تتلاءم مع الخصوصيات البيومناخية التي تغلب على المنطقة، هذا مع بداية التفكير وبشكل جدي في وقف خطر زحف بعض مظاهر التصحر وزحف الرياح الرملية، وذلك من خلال تحصين المدينة بحزام أخضر من الجهات التي تزحف منها تلك الرمال، خصوصا الجهة الجنوبية وحتى الشرقية، فالتشجير وجلب الأنواع التي تتميز بكثافة أوراقها المخضرة طيلة السنة، سيقي المدينة من شر حرارة مفرطة، ويساهم وبشكل كبير في ضمان تجويد نوعية الهواء ويعطي للمدينة رونقا خاصا بعيدا عن وضع قاحل في كل شيء. بل والأكثر من ذلك ضرورة ارفاق أي رخصة للبناء بإجبارية غرس شجرة أو شجرتين أو ثلاثة بحسب المساحة المخصصة لإقامة السكن الشخصي أو الثانوي وكهذا..
فالجهة الشرقية تحتاج للبناء الجماعي القائم على التعاون والتعاضد لا الشخصنة! أو ترصدات البعض للبعض..فالبناء الجماعي للجهة الشرقية، بما فيها مدينة وجدة والمدن والأقاليم التلبعة لنفوذها الترابي الإداري، يتطلب نوعا من المرونة، مرونة في التفهم والإنصات لجميع الآراء بعيدا عن الاصطفافات المشخصنة والسياسية الحزبية وغيرها..فهكذا أنظر للبناء الجماعي لجهة الشرق ككل.
فيا إنصات الإخلاص أنصت للإخلاص!!!