قطاع التعليم..أزمة الإصلاح ونجاح المواطنة المكتملة الأركان
الكاتب: منير الحردول
في خضم الحديث عن إصلاح المنظومة التعليمية، وبعيدا عن القيل والقال وكثرة السؤال، فبجرد الإقرار بمحدودية الإصلاحات الدورية، التي عرفها قطاع التعليم على مستوى النتائج المتعددة الأبعاد، ومدى اكتساب الكفايات الدنيا، بعد صرف الملايير من الدراهم فهذا يعني الكثير الكثير..
ولعل سياسة الإصلاحات التي تضع أمامها هواجس كثيرة، سياسية، أمنية، ثقافية، اجتماعية، لها من الأثر ما يؤثر على المنظومة التعليمية ككل..لذا كنا ننادي دوما بالمرونة في كل شيء، دون التفريط في تلك الهواجس التي أعتبرها مهمة للغاية..فالخليط المجتمعي وتعدد الآراء والأفكار والمعتقدات..
كل ذلك وجب ان يتجه صوب شيء واحد، شيء اسمه التربية المؤمنة بالتعدد والاختلاف..التربية البعيدة عن الإقصائية والعلو الفئوي الطبقي..فعندما يشعر المرء والكل بالمساواة، في جميع المجالات، أنذاك سنقول، أنه حقا تم نجاح المواطنة المكتملة الأركان!!!
هذا من ناحية، ومن نواحي أخرى، فظاهرة المناداة عن فصل التعليم عن التوظيف يقتضي وضع سياسات استباقية في كل شيء..سياسة عنوانها خلق الفرص وإحداث تعويض عن البطالة القسرية، وابتكار تعويض خاص ودائم بالذين تعسرت بهم سبل الحياة، وتعذرت عليهم دينامية خلق الفرص المرتيطة بالشغل كيفما كان نوعه، أو الذين عجزوا عن مجاراة المنافسة الحرة، أو من تجاوزا أعمار القدرة على العمل لعوارض موضوعية كثيرة، عوارض مانعة لمواصلة العمل وهكذا
لذا، فالهيكلة المتزنة والتنظيم الجيد لسوق الشغل بغية استفادة الجميع هو النجاح الأوحد الذي قد يعيد سكة أمل المواطنة للجميع..لا سيما عندما يتعلق الأمر بسوق الشغل..
اما قضية ربط التعليم بالتشغيل..فلا أعتقد أن هاته السياسة ناجعة على المدى المتوسط والبعيد..فالتعليم شيء والتشغيل شيء آخر..التعليم أكبر من كل شيء..التعليم هو الإنسان هو الجوهر ، هو منبع ومنبت كل شيء..شريطة أن يكون التعليم فاتحا للأبواب أما كل المواهب وفي جل المجالات دون تمييز بين المغاربة والمقيمين مهما كانت الظروف.