المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بجهة الشرق يندد بوضعية المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين
عبدالقادر كتــرة
استنكر المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق- وجدة، ما وصفه بالوضعية البئيسة التي آلت إليها المراكز الجهوية على كافة المستويات بفعل تراكم سنين عديدة من عدم التزام الوزارة الوصية بالقانون، وعلى رأسها المرسوم المحدث للمراكز الجهوية الذي تمت الاستعاضة عنه بمذكرات خلقت جوا مشحونا بهذه المؤسسات يتميز أساسا بتجاوز الهياكل المنصوص عليها قانونا، وإعادة إنتاج سياسات التجريب والفشل والقرارات الارتجالية، وخلق بيئة ريعية أضرت بمنظومة التكوين وبسلطة القانون عموما، وحولت المراكز إلى مؤسسات هامشية تفتقد الهوية والاستقلالية ومسلوبة الاختصاصات…
وحمّل بيان المكتب الوطني الذي صدر عقب جمع عام عقده عن بعد، يوم الجمعة 20 يناير 2023، الوزارة الوصية، المسؤولية كاملة عما آلت له وضعية المراكز الجهوية، ونبهها إلى مستوى التذمر لدى هيئة التدريس المعينة قانونا بهذه المراكز، كما حذرها مما نتج وسينتج عن التستر عن موظفين إداريين مغادرين لوظائفهم، ولمدد قد تتجاوز العقد من الزمن، ساعين وراء الريع… وعن إسناد مهام التكوين ضدا على القانون لموظفين ليست لهم أية مؤهلات…
ودعا الجمع العام الذي خصص لتقويم الدخول التكويني، وتدارس الأوضاع المحلية بالمركز قصد تحيين الملف المطلبي. بعد استحضار كافة المعطيات الوطنية والمحلية، الوزارة الوصية إلى التعجيل بفتح حوار جدي ومسؤول مع النقابة الوطنية للتعليم العالي الممثل الشرعي والوحيد لأساتذة المراكز الجهوية، وذلك تفعيلا للمرسوم المنظم، واحتراما لنتائج انتخابات اللجان الثنائية، مع المطالبة بتمكين المراكز من الشروط الموضوعية للنهوض بكافة أدوارها في مجالات التكوين والتأطير والبحث العلمي، و الإعلان عن النتائج المحتجزة من مباراة شتنبر 2021، وتسوية الوضعيات الإدارية والمالية لجميع الفئات فيما يتعلق بالتعيين والترسيم والترقيات، وفتح مباريات توظيف أساتذة التعليم العالي مساعدين بما يضمن تغطية الخصاص والقضاء على الريع التكويني الذي تعرفه هذه المؤسسات، واحتساب الأقدمية المكتسبة قبل تغيير الإطار، مع ضرورة فتح نقاش جدي من أجل نقل المراكز الجهوية إلى سلطة الجامعات البيئة السليمة والمنطقية لتنهض هذه المؤسسات بمهامها المرجوة.
البيان النقابي استنكر بشدة ما راج مؤخرا حول مشروع إحداث إطار مفتش بمراكز التكوين، نظرا لما ينطوي عليه هذا “الابتكار الغريب” من جهل تام بأساليب حكامة مؤسسات التعليم العالي. وينبه إلى أن ما تعلق بالمراكز الجهوية يتم التحاور بشأنه مع النقابة الوطنية للتعليم العالي حصرا، باعتبارها النقابة الوحيدة الأكثر تمثيلية بالمراكز.
وعلى المستوى المحلي، عبر الجمع العام عن قلقه الشديد من ظروف الاشتغال، والتناقض الحاصل بين الشعارات المرفوعة بشأن جودة التكوين وواقعه على أرض الميدان، مشيرا إلى ما اعتبره “إغراق المركز بأعداد من المتدربين تفوق طاقته الاستيعابية في ظل النقص الحاد في عدد المكونين مع تعثر إجراء التداريب الميدانية وتغييب المقاربة البيداغوجية القانونية في سد الخصاص والنقص في التجهيزات ووسائل التكوين وغلق المكتبات…”.
المكتب المحلي النقابي يسائل، بكل استغراب واستهجان، بتعبير البيان النقابي، سياسة الدولة في التكوين التربوي، التي عجزت عن أن توفر لأبناء جهة من أكبر جهات المغرب (درعة تافيلالت) التكوين في مادة أساسية مُدرَّسة بكل الأسلاك التعليمية (الرياضيات)، حيث ألحق فوج من 109 متدرب من هذه الجهة للتكوين بمركز جهة الشرق، وإعادة تجربة مشابهة وقعت مع فوج 2018، في تناف تام مع ما تسوقه الدولة بخصوص الجهوية الموسعة، ودون مراعاة للظروف الاجتماعية والمادية للمتدربين.
بيان المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق- وجدة، أعلن تضامنه المطلق مع الأستاذ [س. ع] الذي يتعرض لممارسات تتسم بالشطط والاستقواء في توزيع مجزوءات التكوين، داعيا إدارة المركز إلى تحمل مسؤوليتها في تطبيق الضوابط القانونية، خصوصا النظام الداخلي الإطار المنظم للشعب والمسالك، والتعجيل بإيجاد حل منصف وعادل.
المكتب النقابي أهاب بكل الأستاذات والأساتذة العاملين بالمركز الجهوي لجهة الشرق إلى الالتفاف حول النقابة الوطنية للتعليم العالي، والتبني الواعي لمواقفها المبدئية ضد كل أشكال الفساد والريع، والتبخيس والتشويه للمجهودات المعتبرة التي يبذلونها بكل تفان ونكران للذات -رغم كل العوائق- خدمة لمنظومة التربية ولتأمين دخول تكويني، وكذا الرفع من مستوى التعبئة استعدادا لخوض الأشكال النضالية التي قد تفرضها المرحلة.
وفي الختام، وبناء على خلاصات المناقشات والتقويم الذي انتهى إليه اللقاء، فوّض الجمع العام المكتب المحلي بفرع وجدة، لمباشرة حوار في أقرب الآجال مع إدارة المركز وفق مذكرة مطلبية مفصلة، في الوقت الذي يرتقب النتائج المنتظرة، مع استعداده للتعامل بكل نضالية وحزم مع ما قد تفرزه المرحلة من مستجدات.