الذكرى الأولى لوفاة محمد الرباع أيقونة العرب والمسلمين بهولـندا
بقلم لحسن بنمريت ـ هولندا
حلت هذا الأسبوع الذكرى الاولى لوفاة الفقيد محمد الرباع ،الذي تقلد قيد حياته عدة مناصب من بينها ترأسه لحزب اليسار الخضر بهولندا، ومديرا للمركز الهولندي للأجانب، ومحافظا قانونيا بمدينة ليدن اضافة الى نائب برلماني في دورتين في البرلمان الأولى . المرحوم محمد الرباع كان قيد حياته مدافعا شرسا لحقوق الأجانب بصفة عامة. وتحققت على يده المدارس الاسلامية اسوة بالمدارس الكاتوليكية والبروستنطينية واليهودية . كما تمكن بنضاله بانتزاع حـق التصويت في الانتخابات التشريعية لجميع الموطانن المستقرين بصفة قانونية، دون أن يكون المواطن حاملا للجنسية الهولندية خلافا لباقي الدول الأوروبية.كان مدافعا صلبا عن الاسلام والمسلمين وحقوق الأقليات . كما كان ندا لليميني المتطرف “خيرت فيلدرس” وخصوصا فيما يتعلق بالعنصرية.القضية الفلسطينية كانت تجري في عروقه رغم وجود لوبي صهيوني متجذر وقوي في هولندا ومتحكم في أغلب مراكز القرار.أما فيما يخص المغرب بلده الأصلي فكان دائما يطالب بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الريع والفساد . في السنوات الأخيرة كان يزور المغرب باستمرار رفقة زوجته السيدة” ليزبات” ، وأبناءه وأصهاره مما جعلهم جميعا يثنون على المغرب لما وصل اليه من بنية تحتية ومناظر خلابة و تحدثوا عن كرم المغاربة وتسامحهم وذلك أثناء كلمات أثناء تابين الفقيد محمد الرباع . اذا كل هذه الأعمال مجتمعة نظمت أول قراءة تحت اسم الفقيد ، سهر عليها السيد ابراهيم بورزيق صديقه الوفي والسيد المنوزي بوبكر رفيقه في النضال ،اضافة الى دعم خارجي للسيد لحسن بنمريت والسيد المحجوب بنموسى وأصقاء آخرون . اللقاء حضره اضافة الى زوجته وأبناءه، جمهورغفير وصل الى 330 شخص .
يتزعمهم السيد ” طوم دو خراف” نائب رئيس مجلس الدولة ووزيرا سابقا لحزب د66 ،وهو شخصية قوية في المجتمع الهولندي ، ويقوم بدور تقديم الاستشارة للملك “برنس ألكسندر” وكذلك للحكومة الهولندية . كما حضر عمدة مدينة أرنيم السيد أحمد مركوش من أصل مغربي .
أغلب الحضور كانوا من أصل هولندي نواب من الغرفتين الأولى والثانية للبرلمان ،وأعضاء من البرلمان الأوروبي ، وعدة كتاب وصحفيين ومدراء لمؤسسات هولندية ، وموظفين في العديد من الوزارات .أغلب الجاليات كانت ممثلة هناك ومن بينها الجالية الفلسطينية وعلى رأسها السيد ابراهيم البـاز شافاه الله، ومحمد ابوليل رئيس الجالية الفلسطينية سابقا بهولندا، واصدقاء أتراك وسيرينام وهنود وعرب ومسلمين آخرين . بعد كلمة الافتتاح الذي تناولها السيد أحمد مركوش وأثنى فيها على خصال الفقيد ، كانت مداخلة السيد “طوم دو خراف” قيمة جدا حيث أثنى في مداخلته التي دامت ساعة تقريبا على خصال الفقيد محمد الرباع وعلى دفاعه الشرس في جميع الاتجاهات وعلى فلسفته التي كانت ترتكزعلى المطالبة بالديموقراطية والحرية .كما تطرق السيد “دو خراف” الى تحليل السياسة في هولندا منذ الستينات الى الآن، حيث تحدث عن التغييرات التي حدثت في المجتمع طوال هذه السنين . حيث تكلم عن دولة الحق والديموقرطية وأعطاها مفهوما آخر وهو دمقرطة دولة الحق، وكل مرة كان يربط كلامه بفلسفة الفقيد محمد الرباع والتي كانت تصب في هذا الاتجاه .كما تعرض المحاضر الى التغييرات التي حصلت في المجتمع الهولندي، خصوصا بعد مقتل السياسي “بير فورتايم” بمدينة روترادم في هولندا والمخرج السنمائي” تيو فان خوخ” وأحداث 11 شتنبر، ومقتل عالم الاجرام والمدافع عن قضايا المهاجرين وفلسطين السيد “بيتر دوفريس” من طرف عصابة المخدرات بأمستردام، وذلك أثناء خروجه من أوستديو التلفزة في واضحة النهار. اذا كل هذه الأحداث مجتمعة، جعلت المجتمع الهولندي يتغير بشكل سريع ومدهش، رغم أن الهولنديين معروفون بتواضعهم وتسامحهم وحبهم للحياة . كما تخلل اللقاء نقاش على شكل طاولة مستديرة بين المنسق الوطني لمحاربة العنصرية السيد “رابين بادو فسينخ” والسيدة رولين ساس والسيد أحمد مركوش . هذا ولقد قررالمظمون تنظيم نـدوة” قراءة في حق محمد الرباع” كل سنة، حتى يبقى نضال الفقيد ودفاعه عن الأقليات حاضرا لدى الأجيال المقبلة .