لماذا تفاضل بعض مقاهي الشمال بين زبنائها في الأثمنة ؟
عزيز باكوش
لأول مرة ،أكتشف أن زبائن مقاهي الشمال نوعان: زبون محلي وآخر قادم من الداخل. وإذا كان المحلي يؤدي ثمن فنجان قهوته للنادل بثمنها العادي حتى دون إكرامية أحيانا ، أي الثمن المعلوم خارج الشهور الثلاثة اللعينة يونيو يوليوز وغشت.فإن الحال ليس كذلك تماما بالنسبة للزبون الآخر..
سأزعجكم بالتفاصيل. يتناول الزبون المحلي المعروف لدى النادل فنجان قهوته ويؤدي ما بين 8 إلى 10دراهم ثم ينصرف. فيما سيكون على الزبون غير التقليدي القادم من الداخل ان يؤدي ما بين 12 و18درهما. وقد يدفع بقشيشا تطوعا. في نفس المكان بنفس المقهى مع نفس الزبون.
قد يقول قائل من حق مالك المقهى وضع السعر الذي يضمن له ربحا إضافيا لا سيما مع ارتفاع الطلب .كما من حق الزبون اختيار الفضاء الذي يلائم ميزانيته ومزاجه. لكن أليس في الأمر تمييزا وتفاضلا؟ بل وخرقا سافرا لمبدإ المساواة . وربما انتهازية غير مبررة يمكن توصيفها نصبا واحتيالا.
فالتمغربيت تجعلنا في موقف متساو الحقوق والواجبات بصرف النظر عن جغرافية الانتماء.
فهذا السلوك وهذه الممارسات تضرب في الصميم تمثلاتنا وقناعاتنا التي على ضوئها نختار وجهتنا السياحية بمدن الشمال . والتي ترتكز في الأساس على الثقة والمصداقية وجودة الخدمات لا على التمييز بين الزبناء استنادا إلى الجغرافيا .
إذ على امتداد 40سنة من إقامتي بفاس العاصمة الروحية للمملكة لم أسمع مقهى تفاضل بين زبنائها في أسعار الخدمات المقدمة. لذلك على المقاهي بشمال المغرب إعلان أسعارها للعموم . وعلى السياح القادمين من الداخل عدم التواطئ وفضح كل من سولت له نفسه المساس بمبدإ المساواة وخلق الفوضى بالتمييز بين المغاربة….وللحديث بقية…