صَبِّرْ الهِي بحَوزٍ كلَّ نائِحةٍ
رمضان مصباح
أيـــنَ الـمـفرُّ ؟تـحـتنا أرضٌ بـهـا وجَــفٌ
يـا سـاكنَ الـحِصن اخـرجْ، مـا بـه كَنَفُ
مــادتْ وألـقَـتْ بـأثـقالٍ ، تَـعـي أمـرَهـا
كانتْ لنا المُحْتمى ، ثم انبرى الخَسَفُ
صـانـتْ وغــذَّت وأجْــرت مـاءهـا غـدِقًـا
حــتـى شـبِـعنا وقـلـنا هـاهُـنا الـتَّـرفُ
هــيـا أنِـيـخـوا جِــبـالا ،أوقِــدوا حِـمـمًا
اصَّــعَّــدوا عـالـيـا ،أنــتـمْ بــهـا الألِـــفُ
مــا شـأنُها فـي فـضاءٍ دانَ فـيه الـقَمرُ
واحْـمرَّ مـن غـيظِه ،فـي وجُـهِه الكَلفُ
غـوصوا إلى عُمقِها ،فالمالُ في خَرْمِها
والـخـيرُ فــي كَـشطها ،رزقٌ لـه خَـلفُ
هـــا قـــدْ جَـــلا أنَّـهـا اثَّـاقـلتْ فَـكـبَتْ
مُـسـتوحِشَهْ مــن جــروحٍ كـلـها نَـزفُ
ثــمَّ اسـتـوتْ قـائـمةً تُــرْدي ولا تـرحمُ
تـقـذفْ إلــى قَـرنِـها خَـلـقًا لـهم رَجَـفُ
مــا لِـلـحُميراء تَـرْعَشْ، مـن هَديرٍ بـها
مـا بـالُـها تَـحـتَبي ، شـيـخًا بــه خَــرَفُ
والـنـاسُ فـي مُـنتهى مـا لايُـطاق بِـها
قـد هـدَّهم روْعُـهم ، حتى بكى الأُنُفُ
مــا لِـلأطالِسِ قـد مـادَت ، فـياهوْلَ مـا
كـانتْ تـصونُ ،بـلا غـدرٍ ؛ لِـمَ الكَسَفُ؟
هـل مِن مُجيب أهَيْلَ الحيّ ِ ،أم دُفِنوا؟
هـل مـن شُـهود لـنَروي مـا به القَرَفُ؟
هــل مــن عـيون لـتروي رَدْمَـها ألـمًا ؟
يـا نـائِحا احـتَسِبْ ،يـكفي هُـنا الَّـلهَفُ
كــانــوا وكُــنــا بـــلا بـــأسٍ ولا وَجَـــمٍ
قــد شــاءَ أمــرٌ بِـكُـنْ ألاَّ تُــرَى الُّـلطَفُ
مـــا حَـــدُّ عِــلـمٍ ؟ فـكـلٌّ طـائـعٌ أمــرَه
يــا مُـبـدع الـكـونِ ألْـطُفْ ؛عِـلمُنا نُـتفُ
صَــبِّــرْ الَــهــي بِــحــوزٍ كــــلَّ نـائِـحـة
وارْعَ الـيـتامى بِـحِـضنٍ مـا هَـمَا الـوَرَفُ
القنيطرة12شتنبر2023