الكابرانات وأبواقهم في حداد!
اسماعيل الحلوتي
منذ إعلان العاهل المغربي محمد السادس يوم 14 مارس 2023 من العاصمة الرواندية كيغالي عن قرار انضمام المغرب لكل من إسبانيا والبرتغال بعد انسحاب أوكرانيا في ملف ثلاثي مشترك لاحتضان فعاليات كأس العالم 2030 في كرة القدم، من خلال الرسالة التي ألقاها بالنيابة عنه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى. وذلك بمناسبة تسليم جائزة التميز الرياضي برسم سنة 2022 التي منحت له من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تكريما له على ما يبذله من جهود جبارة في اتجاه النهوض بكرة القدم المغربية والإفريقية أيضا.
تلك الرسالة الملكية السامية والتاريخية التي عبر بواسطتها عن عميق ترحيبه بنيل تلك الجائزة الشرفية، مؤكدا على أن الترشيح الثلاثي المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم لسنة 2030 يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، وسيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي. كما أنه سيجسد معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات.
منذ ذلك الحين ونظام الكابرانات الجزائري وصنيعته جبهة البوليساريو، لم يهدأ لهما بال خوفا من أن تلحق بهما المملكة المغربية الشريفة هزيمة أخرى على المستوى الرياضي، وهي التي لم تفتأ تراكم الانتصارات. حيث أنهما لم يستسيغا إقدامها على هذه الخطوة الرياضية العملاقة، وانخرطا معا في حملة هوجاء قصد حشد الهيئات السياسية والمنظمات الحقوقية الأوروبية، لإثارة البلبلة والتشويش على الملف الثلاثي المشترك لاستضافة بطولة كأس العالم، رفضا لمشاركتها، وهي التي أصبحت ذات مصداقية وتتمتع بثقة المنتظم الدولي منذ التنظيم الجيد للنسخة السابقة من كأس العالم للأندية…
فالكابرانات بفعل تدبيرهم السيء للشأن العام الجزائري وسياساتهم الفاشلة، يعلمون جيدا أن بلادهم الجزائر غير قادرة على منافسة المغرب في المجال الرياضي ولا حتى الدبلوماسي، ولاسيما أنه بفضل السياسة الرشيدة لقائده الملهم الملك محمد السادس بات يتوفر على بنيات تحتية ومنشآت رياضية ذات جودة عالية، وأنها لا يمكن أن تترشح اليوم أو غدا لاستضافة أي بطولة رياضية عالمية مادام حكم العسكر قائما، وإلا ما كان لها أن تسحب ملفي الترشح لاحتضان كأس إفريقيا للأمم برسم سنتي 2025 و2027، حيث نال المغرب شرف تنظيم الدورة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية لسنة 2025، فيما عاد شرف تنظيم الدورة السادسة والثلاثين في 2027 لكل من كينيا وتنزانيا وأوغندا.
بيد أن المغرب ومنذ اتخاذ قرار الترشح لاحتضان مونديال 2030 بالاشتراك مع كل من إسبانيا والبرتغال، أبى إلا أن يمضي بثبات وهدوء في حشد عدد كبير من المؤيدين، مما جعل الملف الثلاثي يتلقى دعما مطلقا من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم رغم أنف الكابرانات ومن يدور في فلكهم، إذ أعلن رئيسه الجنوب إفريقي “باتريس موتسيبي” بشكل رسمي عن دعم 54 اتحادا قاريا لملف المغرب الثلاثي المشترك، وذلك حتى يمكن للقارة السمراء أن تحظى للمرة الثانية بشرف تنظيم هذه البطولة الرياضية العالمية، بعد الأولى التي احتضنتها جنوب إفريقيا عام 2010.
ولم يمض على إعلان ترشحه لاحتضان كأس العالم 2030 رفقة البلدين الصديقين إسبانيا والبرتغال سوى بضعة شهور، حتى عاد الملك نفسه يوم الأربعاء 4 أكتوبر 2023 يزف البشرى للشعب المغربي عبر بلاغ للديوان الملكي، مؤكدا من خلاله أن “مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر بالإجماع اعتماد ملف المغرب-إسبانيا-البرتغال كترشيح وحيد لاستضافة كأس العالم 2030 لكرة القدم” وأضاف ذات البلاغ أن القرار يمثل إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى.
وهو الخبر السار الذي تفاعل معه المغاربة داخل وخارج الوطن، وأخرجهم من دائرة الحزن الذي خلفته فاجعة الحوز الرهيبة، حيث لم تمر على إذاعته في وسائل الإعلام الرسمية سوى دقائق معدودة، حتى غصت شوارع المدن المغربية من طنجة للكويرة بحشود غفيرة من المواطنين المغاربة صغارا وكبارا، نساء ورجالا، للتعبير عن فرحتهم العارمة وسعادتهم الغامرة بهذا الحدث السعيد، وهم يهتفون بحياة قائدهم المفدى الملك محمد السادس رافعين علامات النصر وأعلام الوطن الحبيب…
فيما خيم السكون والوجوم على قصر المرادية بالجارة الشرقية، وعم الكابرانات شعور بالإحباط وهم يرون اغتيال حلمهم الكبير بفشل ملف المغرب، حيث نزل عليهم خبر اعتماد الاتحاد الدولي الملف الثلاثي المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال في تنظيم مونديال 2030 كالصاعقة، ولم يجدوا من وسيلة لاحتواء الصدمة عدا محاولة التقليل من نسخة مونديال 2030 واتهام “الفيفا” بالكولسة، وهي نفس التهمة التي سبق لهم توجيهها ل”الكاف” إثر فوز ملف المغرب باستضافة كأس إفريقيا للأمم عام 2025.
إننا إذ نهنئ أنفسنا على الثقة التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم في الملف الثلاثي المشترك لتنظيم كأس العالم 2030 الذي يعد المغرب واحدا من مكوناته، فإننا نهنئ كذلك رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع على ما ظل يبذله من جهود مضنية في تنفيذ تعليمات ملك البلاد، الذي أبى إلا أن يستقبله يوم الخميس 5 أكتوبر 2023 بالقصر الملكي في الرباط ويعينه رئيسا ل”لجنة كأس العالم 2030″. وندعو الجماهير المغربية التي عودتنا دائما على صناعة الحدث وإبهار العالم، أن تكون في مستوى هذا العرس الرياضي الكبير.