هل تورط الرئيس الجزائري بتصريحاته في الندوة الصحفية التي عقدها بداية أكتوبر ، ولم يجرؤ النظام على نشرها؟؟؟؟
عبدالقادر كترة
هذيان خطير وإسهال كلامي عبثي أصاب عبدالمجيد تبون رئيس الجزائر خلال ندوة صحفية دامت أكثر من 4 ساعات عقدها مع جميع المنابر الإعلامية الجزائرية، في 3 أكتوبر، تحدث خلالها عن مواضيع ومشاكل ساخنة داخلية وخارجية هامة خطيرة، لم يتم بثها إلى يومنا هذا، وذلك لصعوبة تركيب الحوار وتوضيبه ولخطورة ما جاء فيه وما يحمل من تصريحات خطيرة ومثيرة للجدل، يمكن أن تجلب عداوات للجزائر وتفقدها ما بقي لها من مصداقية بل قد تدفع بعض الدول و المؤسسات الدولية منها الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ مواقف صارمة وعقابية وانتقامية….
وحسب الصحفي الاستقصائي والمعارض الجزائري عبدو السمار المحكوم بالاعدام من طرف المحاكم الجزاىرية الصحه فساد “سوناطراك”، وصاحب الجريدة والموقع الاعلامي الناطقين بالفرنسية “ميديا بارت”، قد تتسبب هذه الندوة الصحفية إن تم نشرها كاملة، في أزمات سياسية و توتير علاقات مع العديد من البلدان بمن فيها العظمى، وذلك استنادا إلى أخبار ومعلومات استقاها من إعلاميين حضروا النظوة.
وكان الجزائريون يعتقدون أن رئيسهم بعد عودته من الأمم المتحدة بنيويورك أين ألقى خطابا مضحكا وهو في حالة سكر كافح، أثار سخرية العالم ووسائل الإعلام الدولي وتحول إلى جلسات التنكيت والضحك والسخرية كعادة خطاباته وحواراته وحكاياته وهرطقاته وتصريحاته العبثية بلغت حد السب والشتم والتهديد المجاني، اعتقدوا أنه سيهدأ ويلتزم الصمت ويلجم لسانه ويراجع مواقفه ويعيد حساباته ويدرس خطواته ويتحقق من معلوماته ويرتب أفكاره ويستشير مستشاريه ليسلك مسالك العقل والمنطق والدبلوماسية الحقيقية…، لكن يبدو أن “لا حياة لمن تنادي” و”عادت حليمة إلى عادتها القديمة” و”العريف ما ينسى هز الكتاف”(كما يقال في الجهة الشرقية) ليسجل هذه المرة سقطات ما بعدها سقطات قد تكون بعضها مميتة..
حسب مصادر المعارض الجزائري عبدو السمار، هاجم تبون مجموعة دول البريكس ووصفها بالقصور والعجز في الاختيار وفقدان مصداقيتها بعد قبول انضمام مصر والامارات العربية المتحدة، الأمر الذي يعتبر احتقارا وتنقيصا من هذه الدول العظمى مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل التي لن تسكت لو بلغت إليها هذه الهرطقات والتصريحات غير المسؤولة.
لم يفت الصحافي عبدو السمار أن يذكر الرئيس الجزائري أنه كان يستجدي ويتسول عضوية الجزائر في مجموعة البريكس بل غنى وهلل وطبل وأعلن لوحده عن قبول مجموعة البريكس انضمام الجزائر نهاية هذه السنة 2023، قبل أن يتلقى صدمة موجعة وخيبة أمل قاسية حولته إلى محطة سخرية وتنكيت.
وصرح بأنه غير مهتم الآن بالانضمام لمجموعة البريكس بعد دخول الإمارات العربية المتحدة، وهو ما اعتبره عبدو السمار هجوما عنيفا وغير مبرر على هذه الدولة العربية الشقيقة.
وأضاف بأن ملف الانضمام لمجموعة البريكس قد أغلقه نهائيا ولم يعد يهمه الأمر ولم تعد مهمة بعد قبول انضمام دول مثل مصر والامارات وأثيوبيا والسعودية والارجنتين.
ودون خجل ولا حياء، تساءل بكل استهزاء كيف يتم قبول مصر الفقيرة التي يموت شعبها جوعا، مع العلم أن مصر قوة اقتصادية عدد سكانها يفوق ال100 مليون نسمة ومن البلدان الصاعدة والنامية وناتجها يفوق 450 مليار دولار ويفوق 3 مرات ناتج الجزائر ووضعها الاقتصادي أفضل بكثير من حالة الجزائر التي ضربت الأرقام القياسية في الخصاص والحرمان والفقر والجوع ويقضي شعبها معظم أوقاته في الطوابير بحثا عن جميع المواد الغذائية دون الحديث عن الماء والدواء والغاز…
الصحافي المعارض ذكر الرئيس الجزائري بأن مصر ذهبت بعيدا في التطور والنمو نظرا للمشاريع الكبرى التي أطلقتها في بناء وتشييد عاصمة جديدة ومدن أخرى عصرية والقناطر الطرقات والعمارات بأيادي ومهندسين مصريين، وإقامة مشروع قطار فائق السرعة لمسافات طويلة يعد السادس من نوعه في العالم كما أنها بصدد تجديد وعصرنة قناة السويس، كما أن مصر تتوفر على مجموعات اقتصادية عالمة كبرى في الإنتاج والصناعة كما تتوفر على مؤسسة عسكرية محترفة وجيشها من أقوى الجيوش في العالم.
وصرح تبون رئيس القوة الضاربة بأن المقرر مبعوث الامم المتحدة الذي زار الجزائر من 16 إلى 28 شتنبر الماضي للتحقيق في وضعية حقوق الإنسان وحرية الصحافة وحرية التجمع والجمعيات والتظاهر بالجزائر ، أتى فقط لأجل الصحافي المسجون قاضي إحسان لطلب إطلاق سراحه بناء على ضغط من طرف لوبيات.
وأضاف بكل استهزاء واحتقار أنه لا يعترف به وأن مهمة هذا المبعوث الأممي لا تعنيه وما سيرفعه من تقارير للأمم المتحدة وما قاله لا يسمعه بل كلامه يدخل من “أذن ويخرج من الأخرى” على حد تعبيره مجسدا قوله بالإشارة، وهو ما اعتبره عبدو السمار الصحافي الاستقصائي سبا وشتما في حق المؤسسة الأممية ومسؤوليها ، الأمر الذي سيترتب عنه نتائج وخيمة في حق الجزائر.
وخلال حديثه المخجل، اتهم الإمارات العربية المتحدة بخلق البلبلة بين فرنسا والجزائر ودفع فرنسا إلى إفساد علاقاتها مع الجزائر ، والعمل على إشعال حرب بين المغرب والجزائر طبقا لأجندة ومخطط إسرائيلي.
وتساؤل الصحافي الجزائري المعارض عن العلاقة بين الإمارات العربية المتحدة بالجزائر وفرنسا. وذكر عبد المجيد تبون بأنه سبق له أن استدعى سفيره في باريس لثلاث مرات، سنوات 2020 و2021 و2023 بسبب إشكاليات التأشيرات والهجرة السرية وتواجد مجموعة من المعارضين الجزائريين فوق التراب الفرنسي ومجموعة من الصفقات الفرنسية المجمدة والمعلقة في الجزائر.
وانتقد المعارض الجزائري بشدة تصريحات الرئيس عبدالمجيد تبون معتبرا أياها حديث مقاهي ولا تليق برئيس دولة ولم يسبق أن سجل التاريخ سلوكا أو تصريحات مثل ما يقوم به رئيس الجزائر والذي يمثل مؤسسات ودولة وشعبا ، وليس من حقه أن يسب ويشتم الآخرين بدون حجج أو براهين وأدلة ويتحدث عن الحرب ويوزع الاتهامات يمينا و شمالا ، ويحتقر ويستهزئ من الدول العظمى والمؤسسات الدولية وممثليها، والخوض في مواضيع خطيرة بأسلوب مبتذل وتسفيه الأمور الخطيرة والكشف عنها .
وأكد عبدو السمار، استنادا لمصادر حضرت الندوة، أن جميع من حضر أصيب بالصدمة والدهشة والاستياء لهذا التصريحات العشوائية العبثية غير المتناسقة التي صدرت عن رئيس الدولة الذي لم يكن طبيعيا والتي تقحم وتلزم مسؤولية الدولة وترهن مصالحها العليا أمام دول العالم، واعتبر الندوة كارثية وصادمة وطالب بعدم نشرها وإذاعتها.