إصلاح مدونة الأسرة المغربية وبزوغ فكر علامة رزين
الكاتب: منير الحردول
لا احد ممن له غيرة وطنية صادقة وتفان في خدمة البلاد والعباد بقطر المغرب الأصيل، المملكة المغربية التي يشهد التاريخ قبل الجغرافيا على عراقة شعبها ثقافيا وروحيا وزد على ذلك الكثير، يمكن له أن ينكر ويتنكر للفكر التنويري الذي يحمله علامة له من الدراية والموهبتين العلمية الثقافية ما تشهد عليه جل الأقطار العربية والإسلامية وحتى العالمية، وهو ما يؤكد وبالملموس أن البلد المغرب، يتوفر على هرم رزين يحتاج له الكل في آرائه وأفكاره المتعايشة مع الفكر المتزن القادر على إحداث قطيعة مع رتابة الجدال العقيم الذي يجنح لمقاربة مقارعة الافكار بالافكار، بالصراع الهادف لاجتثات الفكر المغاير وكفى.
فالعلامة المغربي الصادق في أقواله دائما، وبالنظر للتتبعنا لخطبه وتحركاته في فترات قد تحتاج للحوار الهادئ الرزين الحكيم، الحوار البعيد كل البعد عن النهج التسييسي الإديولوجي الذي يحاول في بعض الأحيان زحزحة القيمة الذهبية لموروث التراث النبيل الصادق، في اتجاه لا يخدم وحدة الشعب أبدا ثم أبدا!
ففضيلة الشيخ مصطفى بنحمزة، وبروزه بشكل جلي في النقاش الدائر بخصوص تعديل مدونة الأسرة، علاوة على كتاباته الغزيرة ومحاضراته التي تتجه للمنطق الظاهري الواضح، تدخلات لا تحتاج للتفسير السردي أبدا.
فضيلة الشيخ بنحمزة، ومن خلال ما يستشف مما يحاضر ويكتب فيه، فالهم الأكبر لديه حسب اعتقادي، هم يندرج في زاوية منفرجة، زاوية تمعن في ضرورة الحفاظ على لحمة الشعب المغربي قبل كل شيء، مع ضمان ديمومة شرع الله الذي يؤكده كتاب الله عز وجل في الفرقان الكريم، شرع عليه أن يظل شامخا مقدسا بانيا لسيرورة المسار الصحيح والآمن لديمومة طمأنينة الأمة في كل شيء، ولعل تمسك السيد بنحمزة رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق بالمملكة المغربية، تمسكه بالمذهب المالكي والفكر الاشعري الوسطي منهاجا، بل والأكثر من ذلك، فمحاولات بعض التيارات خلط شيء بشيء آخر دون مقاربة تقوم على دراسة طبيعة المجتمع المغربي المتمسك بتراثه ومقدسات بلاده، قد يعصف ببناء استمر لقرون من الزمن، فالمجتمع المغربي رغم كل الإكراهات، فهو ميال ويميل لتراث اجداده، بل ومتمسك بعقيدته وسنة نبيه المصطفى عليه السلام. وما محاولات أقلية لها ما لها وعليها ما عليها، بالزج بموضوع حساس كالإرث وغيره مما يشكل البنيتين الأفقية والعمودية لديمومة وحصانة الأسر المغربية من كل الشوائب والتيارات الجارفة لمفهوم الاسرة القائمة على الود الاحترام والكفاح بهدف الفلاح والنجاح للاباء والحفدة وهكذا دواليك، إلا واقع يحتاج لفكر رصين ورصين..فنجاح مدونة الأسرة وبحكم تعايشنا مع الأفكار والثقافات العالمية، نجاح يحتاج بأخذ رأي هرم علمي وتراثي كبير، هرم الأمان لتراث الأمة المغربية، هرم متواضع بفكره ومنطقه الواضح الساطع، هرم اسمه فضيلية الشيخ العلامة مصطفى بنحمزة