بعد حصولها على الغاز الجزائري بأسعار تفضيلية، إيطاليا توقع صفقات ضخمة واستثمارات عملاقة مع قطر وتدير الظهر للجزائر
عبدالقادر كترة
بعدما أخذت جورجينا مليوني رئيسة وزراء إيطاليا الغاز الجزائري بنصف سعره من الجزائر (خوفا من أن تعترف إيطاليا بمغربية الصحراء أو تتخذ موقفا أيجابيا من مقترح الحكم الذاتي) ، اختارت قطر لتوقيع أكبر صفقات لها بتوريد الغاز المسال مع استثمارات ضخمة ومربحة…
وتخلت إيطاليا عن مشروع إنشاء أنبوب الغاز “غالسي” لنقل الغاز الجزائري إلى أوروبا لتعويض التخلي عن أنبوب الغاز المغاربي الذي كان ينقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا ، والذي أغلقته الجزائر بعد قطع علاقاتها مع المغرب انتقام منه لنجاح دبلوماسيته في المحافل الدولية على حساب الدبلوماسية الجزائرية الفاشلة، لكن المغرب استغله لنقل الغاز في الاتجاه المعاكس من اسبانيا إلى المغرب، فربح المغرب وخسرت الجزائر ملايير الدولارات…
ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا رمت الطعم للنظام العسكري الجزائري الساذج باقتراح إنجاز مشروع أنبوب الغاز “غالسي” لنقل الغاز الجزائري إلى إيطاليا ومنها إلى أوروبا وتوقيع صفقة تزويد ايطاليا بالغاز الجزائري بأسعار تفضيلية، فتلقف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الطعم وبلعه بعد أن مارست عليه ميلوني تقنية التنويم المغناطيسي والذي لم يكن يرى إلا وجهها الوضاء والمبتسم ، ووقع ثم وقع ولكن وقع أي سقط في الفخ ، أخذت ميلوني الغاز وتركت لتبون فكرة مشروع أنبوب الغاز “غالسي” إلى أجل غير مسمى، وأدارت الدبلوماسية الإيطالية الظهر للنظام العسكري الجزائري وتوجهت لدولة قطر….
الجزائر تحولت إلى دجاجة بمرقها أو خروف مشوي بسمنه أو طورطة بزبدها أو كعكة بعسلها، اجتمعت عليها دول أوروبا لاقتسامها…. في حين يجتمع الجزائريون في طوابير لا متناهية بحثا عن كيلو عدس أو لوبيا أو حمص أو نصف لتر حليب أو زيت أو كيس دقيق أو قنينة ماء أو كيلو بطاطا…… أما الفواكه فلا يشاهدونها إلا في نشرة الثامنة بالقناة اليتيمة الجزاىرية….
الفرحة في الدوحة بقطر والعزاء في الشيراتون بالحزائر.
للتذكير فقط، سبق أن وقعت إيطاليا والجزائر، في يناير 2023، اتفاقية بشأن بناء خط أنابيب غاز جديد، يمكنه نقل الهيدروجين أيضا، وتم توقيع مذكرة نوايا بين رئيسي شركات النفط والغاز الكبرى في البلدين…
وبحسب وكالة “نوفا”، سيتم مد خط أنابيب غاز “غالسي” على طول قاع البحر الأبيض المتوسط إلى سردينيا، وسيبلغ طول قسمها البحري 284 كيلومترا، وبعمق أقصى يبلغ 2880 كيلومترا.
ووفقا للتقرير، سيتم بناء خط أنابيب غاز آخر من سردينيا، والذي سينقل الغاز إلى ساحل شبه جزيرة أبينين في توسكاني بيومبينو.