أينما ولى النظام الجزائري وجهه وجد المغرب بالمرصاد: أسمدة الصين إسرائيلية وأسمدة الهند مغربية، واستجداء مصنع من تركيا
عبدالقادر كترة
حلم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ووهمه تصبح الجزائر “أول منتج للفوسفاط أو ثاني أو ثالث المهم الأولى في أفريقيا وفي محيطها”، لم يأتي من فراغ بل من ضربة موجعة وصدمة قوية وأزمة نفسية من عقدة نجاحات وإنجازات المملكة المغربية الشريفة ومشاريعها المربحة في مختلف أنحاء العالم وفي أكبر دوله المتقدمة والمصنعة.
يحز في نفس النظام العسكري الجزائري أن يحضى المغرب بالاحترام والتقدير والثقة والمصداقية، التي يفتقدها الجار الغربي وبشهادة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف حين لخص فشل النظام الجزائري،بعد رفض دخول الجزائر المجموعة البريكس في قوله: ” من معايير قبول دولة في المجموعة، الوزن والهيبة والمواقف الدولية”.
تريد الجزائر أن تكون المغرب ويريد الجزائريون أن يكونوا مغاربة ويريد النظام العسكري الجزائري أن يتقمص نجاحات المغرب ومشاريعه إنجازاتها العملاقة، ويعتبر الجزائر الاولى والأفضل والأحسن والأقوى والأكثر تقدما وتطورا وتصنعا و….و…..، وآخر ما جادت به قريحة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في هرطقاته وشطحاته، ومباشرة بعد تحقيق المغرب لإنجاز مشروع الطريق السيار المائي، أعلن عن مشروع أطول طريق سيار مائي في الجزائري الثاني بعد مشروع الولايات المتحدة. ثم بعد إعلان المغرب لبرمجة تحقيق عدد آخر من مشاريع لمصانع تحلية ماء البحر تصل قدرتها إلى مليار و300 ألف متر مكعب سنويا في أفق 2030 ، سارع الرئيس الجزائري إلى إعلان، وفي المحافل الدولية وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة ، عن إنجاز مشروع تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط بطاقة مليار و400ألف متر مكعب يوميا، وهو ما عرضه السخرية والتهكم والتنكيت من دول العالم وحتى من الجزائريين، مشيرين إلى أن تبون سيجفف البحر الأبيض المتوسط ويمنح الجزائريين فرصة الهجرة برا من الجزائر إلى دول أوروبا.
وبما أن المغرب يعتبر أول دولة منتجة للفوسفاط في العالم ويتوفر على أكبر احتياطي من الفوسفاط في العالم(75٪ من احتياطي العالم) ويمتلك المغرب صناعة أسمدة كبيرة بقدرة إنتاجية ضخمة وانتشار دولي هائل، وهو واحد من أكبر أربع دول مصدرة للأسمدة في العالم بعد روسيا والصين وكندا، هرع الرئيس الجزائري وأخرج من جعلته المملوءة بالتخاريف والهرطقات والخزعبلات، وصرح في أحد آخر خطاباته أن الجزائر ستتربع على عرش المنتجين للفوسفاط في أفريقيا وستنتج الأسمدة لاكتفائها الذاتي تصدر للبلدان الأخرى.
ولمزيد من التوضيح نورد في هذا المقال فقرات مما كتبه أحد المواقع الإلكترونيةوالوليسارية الموالية للنظام العسكري الجزائري في الموضوع.
“حسب مراقبين دوليين، الرئيس الجزائري الذي يعيش أواخر عهدته الأولى لم يحقق سوى 03%من برنامجه الانتخابي الشهير باسم “الكونطرخطة”، و أن “غار اجبيلات” لم يشرع بعد في إنتاج الحديد، و مصانع السيارات و الطائرات لم يظهر لها أثر، و قطار تمنراست لم تُنجز سكته، و الأسواق تعيش النذرة في المواد الأولية و المواطن يمضي يومه يتنقل بين الطوابير…، و آخر وعوده كان مشروع التربع على عرش الفوسفات، و هذه رواية أخرى تبكي الجزائريين قبل أن تُضحِكهم، خصوصا و أن الجزائر الجديدة تقول بأنها قررت أن تطلق برنامجها الفلاحي لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، و أن سلطات البلاد، تحت توجيه “تبون” و “شنقريحة”، قررت التوجه إلى الصين للحصول على التكنولوجيا الفلاحية و على الأسمدة… لكن العملاق الصيني رد على الجزائر بأنه يشتغل بتكنولوجيا فلاحية إسرائيلية المنشأ، و أن حقوق تحويلها إلى الجزائر يجب شرائها من تل أبيب، و أن الصين لا تبيع الأسمدة بل هي مخصصة فقط للفلاحة الصينية و الفائض منها يتم تخزينه.
جواب بكين جعل النظام الجزائري يتوجه إلى الهند للاستفادة من تجربتها التي مكنتها من تحقيق النجاح و إطعام أزيد من مليار إنسان هندي دون الحاجة إلى الاستيراد، و بعد زيارة الهند طلب قصر المرادية رسميا من نيودلهي مدّه بالأسمدة و الخبرات و الحبوب المعدلة و بيعه نصف مليون طن من الأسمدة التي يمكنها أن تكفي الفلاحة الجزائرية لتحقيق الشطر الأول من البرنامج الغذائي، لكن المفاجئة أن الهند أخبرت قصر المرادية بأنها تشترى الأسمدة من الرباط التي تنتجها في منصة صناعية داخل الهند، و تحصل منها كذلك على البذور المناسبة في إطار شراكة إستراتيجية، و أن المغرب هو من يرعي الأمن الغذائي الهندي.
هنا قرر الرئيس الجزائري في اجتماع مع قيادة الجيش و كبار مستشاريه المرور إلى الحل الأسهل، و إنتاج الأسمدة الفوسفاتية عبر الاعتماد على الفوسفات الجزائري، و بالتالي تم توريط الرئيس الجزائري في وعد مستحيل بجعل البلاد المنتج الأول للأسمدة في العالم بعدما تأكد من أن المستقبل ليس للمحروقات، بل للاقتصاد الأخضر…، و أن الدول التي لا تحقق أمنها الغذائي لا يمكنها الحديث عن امتلاكها أسباب و أوجه القوة.
و خلال زيارة” أردوغان” التي تأثرت باتفاق الهدنة الذي وقعه الفلسطينيون مع إسرائيل، بوساطة قطرية – مصرية، و تغييب دور القوة الضاربة التي كانت تسعى إلى لعب دور في الوساطة عبر “أردوغان”، أقرب أصدقاء “نتنياهو”، تقرر الاكتفاء بالدعوة إلى متابعة النظام الإسرائيلي دوليا بجرائم الحرب، و توقيع اتفاقيات الدعم السينمائي…، أما الفكرة الفوسفاتية التي ابتكرها “تبون” فقد تم عرضها على الأتراك بتفويت مناجم الفوسفات الجزائرية للشركات التركية…، ليبقى السؤال الكبير: هل ينقد “أردوغان” صديقه “تبون” و يحقق له الوعد المستحيل؟ خصوصا إذا علمنا أن التفوق على الرباط و الشركات الأمريكية و الروسية في إنتاج الفوسفات يحتاج إلى استثمار بقيمة 20 مليار دولار !!؟ … فهل يمكن ذلك؟!!!”