ندوة علمية بجامعة وجدة عن العلاقات بين المغرب وفلسطين
محمد طاهيري
أجمع الباحثون المتدخلون في ندوة (العلاقات بين المغربي وفلسطين رؤى ومقاربات) – التي نظمها مختبر الحوار الحضاري والتكامل المعرفي التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة مساء يوم الأربعاء 29 نونبر 2023 بقاعة نداء السلام بالكلية المذكورة – على متانة الروابط بين المغاربة وفلسطين، واعتبروا أن الجامعة مطالبة بمساندة المقاومة الفلسطينية اليوم كما كان الحال عليه منذ القدم.
وقد ذكرت الدكتورة نزيهة امعاريج في كلمتها باسم المختبر المنظم في افتتاح الندوة أن جذور العلاقة بين المغرب وفلسطين ممتدة وحبال التواصل بينهما متينة تستعصي على القطع رغم التخاذل والتطبيع.
في حين اعتبر الدكتور إلياس الهاني في مداخلته المعنونة ب(مظاهر التواصل الحضاري بين المغاربة وفلسطين: صور ونماذج) أن نموذج المقاوم عبد الكريم الخطابي في المساندة التي قدمها للفلسطينيين يمثل صورة مشرفة للتواصل الحضاري بين المغاربة وفلسطين، وتدل على أن قضية المغاربة والفلسطينيين واحدة، لأنهم – حتى وإن ابتعدت الأماكن- مثل الجسد الواعد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أما الدكتور محمد الطاهري في مداخلته الموسومة ب(صورة بيت المقدس في المخيال المغربي: التجليات الروحية والجمالية) فقد بين أن تعلق المغاربة الروحي بفلسطين قديم، وتجلى على المستوى الرسمي والشعبي، فالمغاربة مثلوا ما يقارب ربع جيش صلاح الدين الأيوبي، وقد أوقف لهم ابنه حارة المغاربة التي كانت أول ما هدمه المحتل الإسرائيلي، كما أن السلطان المغربي علي أبو الحسن المريني في إهدائه لبيت المقدس ما يسمى ب”الربعة المغربية” وهي مصحف بأجزاء وضعت في صناديق مزخرفة على الطراز المغربي وكتبها أبو الحسن المريني بخط يده وبحبر من الزعفران والمسك، وكل جزء يحتويه جلد ناعم الملمس، مخيط بخيط دقيق من الذهب و الفضة، إنما بفعله هذا يجلي أشواق وحب المغاربة لفلسطين، وهو حب جسدها الحجاج المغاربة بزياراتهم لبيت المقدس في طريق ذهابهم إلى مكة والمدينة أو في طريق هودتهم منهما، وقد أعطى الدكتور الطاهري أمثلة على مستويات أخرى تظهر تعلق المغاربة بأرض الرباط فذكر أنهم في المسيرة الخضراء حملوا لافتة مكتوب عليها: ” مسيرة الصحراء بداية المسيرة لتحرير القدس” للتأكيد على عمق ومتانة الروابط بين الشعبين على مستوى فنهم تغنوا بفلسطين، وقدم كذلك نماذج لفرق غنائية غنت لفلسطين مثل جليل جيلالة و ناس الغيوان و المشاهب و غيرهم، وأكد أن تعبير المغاربة عن حبهم ومساندتهم لفلسطين لازال حاضرا وتشهد لذلك مثلا مدرجات كرة القدم التي ترفع راية فلسطين وتتغنى بها في شعاراتها وهتافاتها.
وأما الأستاذ حمزة شرعي فقد افتتح كلمته بقوله إذا كان أحمد الشرعي يقول ( كلنا إسرائيليون) فأنا أيضا اسمي الشرعي وأقول(كلنا فلسطينيون) مبينا معارضته لما ذهب إليه الرجل، وأن ما قاله لا يعبر عن صوت المغاربة الأحرار، وقد كانت مداخلته بعنوان (الحضور المغربي في فلسطين من خلال وقفيات المغاربة بمدينة القدس الشريفة) وبين فيها حجم الوقف المغربي القوي في فلسطين وطالب بضرورة استعادته ومحاسبة المحتل على تضييعه وهدمه.
وختمت الندوة التي سيرها الدكتور الحسان حالي ببيانه أهمية انخراط الجامعة في الدفاع عن مقدسات الأمة وعلى رأسها فلسطين، وأمَّن الحضور بعدها على دعاء خص به أحد المحاضرين الثلاثة رجال المقاومة وسأل الله لهم النصر والتمكين.