“الحق في الذاكرة للمغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر سنة 1975”
عبدالقادر كترة
إحياء للذكرى 48 على ترحيل المغاربة من الجزائر سنة 1975، خاض السيد جمال العثماني وهو أحد ضحايا هذا الترحيل التعسفي، وقفة احتجاجية صامتة أمام قنصلية الجزائر بوجدة ،يوم الأربعاء 8 دجنبر الجاري، لتذكير النظام الجزائري بهذه الجريمة الشنعاء والوحشية، التي أقدم عليها المقبور هواري بومدين ووزير خارجيته أنذاك المقبور عبد العزيز بوتفليقة.
ومعلوم، أنه بتاريخ 8 دجنبر 1975، أقدمت الدولة الجزائرية مباشرة بعد المسيرة الخضراء السلمية المظفرة التي استرجع بفضلها المغرب صحراءه من يد المستعمر الإسباني، (أقدمت) على ترحيل قسري جماعي وبدون سابق إنذار ووجه حق ل45 ألف أسرة مغرية ( أي ما يناهز 350 ألف شخص)، في ظروف غير أخلاقية وغير انسانية، وفي أيام عيد الأضحى.. مسلوبة من كل ممتلكاتها، كانت تقيم بصفة شرعية وقانونية فوق التراب الجزائري، وساهمت بالغالي والنفيس أثناء ثورة التحرير بحيث شكلت إلى جانب الشعب الجزائري النواة الأساسية لمقاومة الاستعمار وقدمت شهداء في هذا الميدان، كما أنها لعبت دورا فعالا في تنمية اقتصاد البلاد بعد الاستقلال بحكم أن الكثيرون منها كانوا يمارسون التجارة والفلاحة ويمتهنون مآرب أخرى.
ورغم كل هذه التضحيات الجسام لم تشفع لهذه العائلات أمام هذا القرار الطائش والجائر والصادر بشكل فجائي ينم عن حقد دفين…انتقاما منهم على استكمال المغرب لوحدته الترابية.
تجدر الإشارة إلى أن السيد جمال العثماني له مؤلفان حول هذه التجربة المُرة…كتاب “قُرارة الخيط”،
و”تخاريف حنّة يامنة”، وإذ يطالب كافة المؤسسات والمنظمات والهيآت الحقوقية الرسمية والغير الرسمية، الوطنية والدولية، بالعمل على تحقيق مشروعية العدالة والإنصاف من خلال رد الإعتبار لكرامة هذه الفئة وإرجاع حقوقها وممتلكاتها المسلوبة وجبر ضررها مع دفع الدولة الجزائرية إلى تقديم إعتذار رسمي والإعتراف بهذا الترحيل التعسفي الغير المبرر.