المساعدون الإداريون مستاؤون من إقبار ملفهم المطلبي
كتبه عبد الجبار بوعزيز
لازالت فئة المساعدين الإداريين العاملين بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة معلقة بحبل انتظار الإنصاف ورد الاعتبار ، بالرغم من كل المحاولات البئيسة والمقصودة التي تحاول شل هذه الفئة واستصغارها وإقبار ملفها المطلبي على مرأى ومسمع من دعاة النضال والحرية والمساواة والإصلاح.
تعيش هيئة المساعدين الإداريين أصعب الفترات بين أمس مفعم بالظلم والتهميش والإقصاء الممنهج واللامبالاة وحاضر قضى على كل ٱمالها وتطلعاتها في ظل التسويف والمماطلة ، وغض الطرف عن مطالب هي في الأصل حقوق تم انتزاعها واستنزافها وتغليفها بشعارات زائفة ظاهرها رحمة وباطنها عذاب أليم .
في الوقت الذي كان المساعدون الإداريون ينتظرون إدماجهم في نظام أساسي محفز وعادل ومنصف يجدون أنفسهم مبعدين كرها عن كل ما كانوا يودون تحقيقه ، إن من المفارقات العجيبة والتي تجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام حول هذه الوضعية المزرية ، هو أنه وبالرغم من المعاناة والأنين تحت وطأة الاحتقار لم ينتبه أحد من دعاة الإصلاح لهاته الفئة المغتربة داخل منظومة مهترئة ، وحتى أولئك المتبجحين بالدفاع عن حقوق الشغيلة تغافلوا وصموا ٱذانهم عن سماع صوت هاته الفئة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الشغبلة التعليمية وأنها هي الأخرى تؤدي أدوارا مهمة وتقوم بمجهودات جبارة داخل المنظومة ، فعوض إنصافها والتعامل مع ملفها المطلبي المشروع بما يقتضيه هذا الواقع المرير من حنكة وعدل وواقعية نجد الجهات المسؤولة تهرول لطي هذا الملف دون أن تلقي عليه ولو نظرة خافتة تسلط من خلالها الضوء على ما تتجرعه هذه الهيئة من مرارة الظلم والاحتقار وبمباركة من النقابات التي أصبحت تنظر إلى الفئات مجرد أرقام تخدم مصالحها الانتخابية وتعبر عن طريقها إلى بر التفرغات وقضاء أغراض بعض المحسوبين عليها ، فعوض الوقوف بجانب هاته الفئة المستضعفة وتمتيعها بحقوقها ورد الاعتبار لها وجبر الضرر الذي لحقها جراء تحريف مسارها المهني والعمل على تصحيح الإختلالات الإدارية والمالية التي صاحبت مسارها وتعويضها بأثر رجعي إداري ومالي عن سنوات ما قبل الترسيم ، وعن الضرر الذي لحقها إبان حذف السلاليم الدنيا وفتح المجال أمامها للترقية بالشهادة على غرار باقي الفئات هاهي اليوم ورغم رفضها لهذا الواقع المرير عبر الاحتجاجات المشروعة وانخراطها في المعركة النضالية التي يخوضها نساء ورجال التعليم من أجل إيصال صوتها لعله يجد ٱذانا صاغية تفاجأ من جديد بتعنت جميع الجهات المسؤولة وعدم التعاطي مع ملفها المطلبي بما تستحقه المرحلة من الجدية اللازمة في ظل هاته الظروف التي أبانت عن التقصير والانبطاح لاملاءات قد تأتي على الأخضر واليابس مما تبقى من المدرسة العمومية وتجعل مستقبل أبناء هذا الوطن الحبيب رهينة في أيدي المؤسسات المانحة