قصة تاوريرت مع كرة القدم وعدم تالقها وطنيا
محمد حطحوط
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،ايها الاخوة الرياضيون العاشقون لكرة القدم تغمرني سعادة كبيرة وانا التقي بكم اليوم في ورقة مهمة راقتني كثيرا ودائما ما كنت افكر في تخصيص استطلاع لهذا للموضوع المذكور اعلاه في العنوان والذي يستحق الالتفات والتكلم وتنوير الراي العام الرياضي المحلي وغير المحلي في اين يكمن المشكل في عدم ارتقاء الفرق المحلية إلى مصاف الفرق الوطنية المهمة رغم تعداد الفرق و نوعيتها عبر مر الزمان
تاريخ وقصة كرة القدم التاوريرتية عريق وقديم منذ فجر الاستقلال مع حسنية تاوريرت ثم جمعية أهل واد زا الاسوزت ASOZT .في ذلك الزمان كانت مدينة تاوريرت صغيرة جدا وعدد سكانها قليل مع عدم توفر الامكانيات اللازمة من بنيات تحتية ولوجيستيكية وكذلك المالية مما جعل الفرق تبقى حبيسة بطولات العصبة رغم انها لعبت الى جانب الاتحاد الاسلامي والوجدي ونهضة بركان وهلال الناضور وفتح الناضور وشباب الريف الحسيمي ووداد فاس وغيرها،هذه الفرق كلها ارتقت الى ما هو احسن وأصبحت لها كلمتها في مختلف البطولات الوطنية ومنها من اصبحت منافسا قاريا، الفرق التاوريرتية رغم بعض المجهودات وبامكانيات محدودة لم تقوى أبدا على تخطي بطولة الهواة بفضل مجهودات بعض الشباب المحلي لاعبين ومسيرين،منهم بعض الرؤساء الذين اعتمدوا على ذواتهم وامكانياتهم وتضحياتهم الخاصة لكنهم في الاخير كلهم سيستسلمون للخصاص المادي المهول،كما ان اللاعب المحلي في البداية كان يقوم بتضحيات مقابل منح زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع ومع مرور الوقت يصيبه الياس والملل مقارنة بلاعبين في مدن اخرى مما يجعله يبحث عن مكان أرحب وعن مستقبل في مكان أخر،اما بهجرة للملاعب كليا والقطيعة مع كرة القدم او تغيير الاجواء والتوقيع لفرق وطنية اخرى بالنسبة للمميزين منهم وهم قليلون جدا يمكن احصاؤهم على اصابع اليد،ومنهم وهم كثيرون من هاجر الى الضفة الأخرى خاصة اسبانيا إضافة إلى تفضيل متابعة الدراسة خاصة ان مدينة تاوريرت تفتقر للمعاهد والمدارس العليا مما يسهل مغادرة الشاب الى مدن اخرى بالمغرب، نعم لنقلها بكل صراحة وموضوعية بان البنيات التحتية تغيرت كثيرا وضروف الممارسة اصبحت احسن مع تعشيب الملعب الجماعي حي السلام وبناء مدرجات واصلاحات في جل المرافق وخلق ملعب ثاني بحي النسيم وهو جاهز للاستغلال في انتظار تدشينه وكذا ملعب مولاي علي الشريف الذي يوجد في إطار البناء بمواصفات عالية و بمدرجات مغطاة وارضية معشوشبة ومرافق مميزة،اضافة الى ملاعب القرب في احياء كثيرة وكلها توفر الممارسة للشباب الغير منضو للفرق الرسمية ،كل الفرق والجمعيات المختلفة تتوفر على مدارس كروية للاطفال الذين يتوافدون بكثرة ويلجون هذه المدارس وربما عددها يتعدى الستة او سبعة مدارس، كما ان هناك عدة شبان قاموا بتكوينات تؤهلهم لتدريب الاطفال او الاشراف على الفرق المحلية،لكن هذا لم يؤثر على تقدم الكرة محليا ولم يعط دفعة للشباب للتألق لان المشكل المادي بالخصوص هو من يستطيع النهوض بالكرة وهذا شأن الجهات المسؤولة محليا والتي يجب عليها دعم الفرق وتشجيعها وتحفيزها ماليا بالمنح وجلب المستشهرين من المستثمرين بالمدينة،وهذا ما لا تتوفر عليه مدينتنا ،في حين أن هناك مدن اخرى صغيرة جدا ولا يتعدى عدد سكانها العشرة آلاف نسمة وتنشط في بطولة انوي نظرا لثقافة ميسوريها ومسؤوليها واهلها الرياضيين في دعم كل ما هو ثقافي ورياضي وبالتالي توفير جميع المستلزمات للممارسة على اعلى مستوى.
هنا في تاوريرت لدينا شباب شغوف بكرة القدم ويريد تحقيق نتائچ مبهرة تساهم في رقي اللعبة لكن اين هي الامكانيات المادية واين هو المسؤول الذي سيمنح لذا الشباب الشحنة والتحفيز من اجل تحقيق الهدف.نعم الطاقات حاليا موجودة والاطر كذلك والبنيات التحتية متوفرة فقط يبقى ما هو مالي عائقا أمام الفرق ،هناك فرق قديمة كنهضة تاوريرت وانطلاقة تاوريرت حاولت بامكانيات بسيطة ومنح هزيلة وتوقفت مسيرتها في حدود بطولة الهواة
اتمنى ان ينتبه الجميع الى الرياضة بتاوريرت لانها كجميع القطاعات تعتبر عنصرا مهما في تنمية المدينة وفي تربية الأجيال على الأخلاق الحميدة والمنافسة الشريفة وتهذيب النفس والمساهمة في تكوين المواطن تكوينا ايجابيا و صالحا ومندمجا في مجتمعه بعيدا عن الانطواء على نفسه قياسا بما يتلقاه من مصاعب ومشاكل في حياته اليومية.ويبقى السؤال مطروحا الى حين بروز فريق محلي او اكثر ينافس على اعلى مستوى.ورقة بقلم
Mohamed Hathout