مسجد الأمة بوجدة بين الأمس واليوم : لماذا لم يستمر الأمر ؟ وما الذي وقع ؟
أبو نصر يعقوبي
قادني القدر الإلهي اليوم السبت 12 رمضان لصلاة العشاء بمسجد الأمة بوجدة، وجال في خاطري تلك الذكريات الجميلة بهذا المسجد كل يوم سبت خلال سنوات منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي.
لما دخلت المسجد اليوم شعرت بمزيج من الحزن والأسى لما رأيت قلة الرواد حيث لم يتجاوز العدد خمسة صفوف منهم من انسحب مباشرة بعد صلاة العشاء ولم يحضر صلاة القيام!!
حينها عادت بي الذاكرة لتلك السنوات الماضية حيث كان المسجد يمتلئ عن آخره كل يوم سبت -على مدار السنة- مباشرة بعد صلاة المغرب إلى ما بعد أذان العشاء بوقت متأخر يصل أحيانا إلى ساعة من الزمن، كان الناس يأتون من مدينة وجدة بجميع أحيائها وحاراتها، ويحج الكثير من مدن أخرى (بركان وأحفير وزايو والناضور ولعيون وجرادة وتاوريرت وكرسيف، وأحيانا حتى من مدينة تازة).
كان هؤلاء جميعا يحجون إلى هذا المسجد ويقصدونه لحضور درس “التفسير” الذي كان يلقيه العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة.
لما دخلت المسجد اليوم تسألت مع نفسي: ما الذي وقع؟ ماذا تغير بالضبط؟ أين ذهبت تلك الأمواج من رواد هذا المسجد؟ لماذا لم يستمر الأمر؟ أوليس واقع الأشياء ومنطقها يقتضي أن يتوسع ذلك ويكون الآن في وضع أفضل وأوسع؟؟
على فرض عودة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة أو شخصا آخر من العلماء إلى هذا الكرسي، أيعود الحال كما كان؟؟
ما طبيعة الخلل الذي منع من استمرار ذلك؟ هل الخلل فينا نحن رواد المسجد؟ هل سبب ذلك توقف الأستاذ مصطفى بنحمزة عن هذه الدروس؟ أم أن وراء ذلك أسباب أخرى مرتبطة بأزمات وهزات تعرضت لها “الصحوة الإسلامية” في العقد الأخير؟
أعتقد أنه لا بد من وقفة نقد ذاتي لهذه التجربة بكل موضوعية وجرأة وشجاعة على تشريح وتشخيص الوضع مع الاعتراف بالأخطاء ومواطن المرض والإصابة لعلنا نتمكن من إعادة بناء الذات وتحصينها خصوصا في وقت تلاطمت فيه الأمواج وأصبحت سفينة الوطن في وضع خطير جدا، فهناك أطراف على استعداد لخرق هذه السفينة خدمة لأجندات أجنبية واستجابة لضغوط خارجية….
( منقول )