جاءتكم الانتخابات يا بني كرغل
نور الدين زاوش
كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في حظيرة الجزائر؛ إلا وأصاب قيادييها أعراض المغص والوجع وداء المعدة وآلام ما قبل الولادة وما بعدها، فلا كوابيس تزورهم في المنام أفظع من إقامة انتخابات شفافة ونزيهة تجسد إرادة الشعب المغلوب على أمره؛ ورغم أن الجميع يعلم يقينا بأنها لن تكون سوى مجرد مسرحية مثل المسرحيات التي أدتها هذه الطغمة الحاكمة على مدى ستين عاما؛ إلا أنه عند كل انتخابات تسقط رؤوس جديدة من هذا النظام العجوز، وعادة ما تكون تلك التي أفلتت في آخر مسرحية.
قد يتساءل البعض، عن حسن نية، لماذا لا ترد الدبلوماسية المغربية عن بيانات وزارة الخارجية الجزائرية المقرفة، وعن بلاغاتها الكيدية، وعن استفزازاتها التي كانت تصل إلى حد التهديد بالحرب؛ وآخرها بيان الوعد والوعيد على إثر مصادرة المغرب لمبان كانت تابعة للسفارة الجزائرية في الرباط؛ رغم أن الأمر تم بالاتفاق، بكل بساطة؛ لأن الدبلوماسية الجزائرية تنشط في قسم الهواة، عكس نظيرتها المغربية التي تمارس السياسة في الدوري الاحترافي؛ وآخرها القرار المغربي- الأمريكي المشترك حول الذكاء الاصطناعي الذي قُدِّم للأمم المتحدة للمصادقة عليه؛ لهذا تجد حظيرة الجزائر لا تتصرف كدولة ولا حتى كدويلة؛ بل كمجموعة فايسبوكية تتصارع مع رواد التواصل المغربي والمؤثرين المغاربة حفظهم الله.
لقد أبدع “وزراءنا” الفايسبوكيون حينما أسقطوا الخطة الخبيثة التي كان قصر المرادية ينوي اتباعها من أجل تأجيل الانتخابات، والمتمثلة في خلق توتر حاد مع المملكة المغربية الشريفة؛ فيجد بذلك ذريعة لتوحيد الصفوف، وتجميع المتفرقين والمتصارعين على عدو مشترك، تماما مثلما فعل إثر انتفاضة شعب القبايل على الطغمة الحاكمة سنة 63، وحينها أشعل حرب الرمال مدعيا بأن “المراركة حكرونا”.
حينما تيقن الكبرانات، بما لا يدع مجالا للشك، من انكشاف خطة العداء المصطنعة اتجاه المغرب، خصوصا بعدما فضحت الصحافة المغربية بالوثائق الدامغة حيثتيات نزع الملكية للمباني الجزائرية، لم تجد هذه العصابة أمامها من بّدٍّ إلا أن تلجأ إلى تقديم موعد الانتخابات في إطار ما يسمى ب”كُّونطر خطة”، والتي أبدعها العقل الفريد للبروفسور “تبون” فصارت ملكية فكرية خالصة، بمعية عشرات من براءات الاختراعات المدونة باسمه الشريف.
نور الدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة