المدينة الحمراء مراكش تستضيف أكبر حدث لعلم الفلك في أفريقيا المؤتمر السنوي لمنظمة الإفريقية للفلك
محمد الدريهم
سيُعقد المؤتمر السنوي للجمعية الفلكية الإفريقية والجمع العام السنوي للجمعية الفلكية الإفريقية 2024 الأسبوع المقبل بمدينة مراكش، وذلك في الفترة الممتدة من 15 إلى 20 أبريل 2024.
يهدف هذا المؤتمر الذي تشارك في تنظيمه جامعة القاضي عياض بمراكش ومرصد أوكايمدن الفلكي والجمعية الفلكية الإفريقية مع شركائها، إلى تعزيز أهداف الجمعية الفلكية الإفريقية للعلوم الفلكية واستراتيجيتها العلمية من خلال التركيز على البحوث الفلكية وأنشطة التوعية والتواصل والتعليم في إفريقيا من خلال تشجيع التعاون بين الدول.
وبالإضافة إلى 265 عضوًا في الجمعية الأفريقية للفلكيين الأفارقة (175 عضوًا كامل العضوية و50 عضوًا منتسبًا و40 عضوًا طالبًا)، سيحضر هذا المؤتمر الرابع شخصيات بارزة في العلوم الفلكية من الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وبنن وتشاد وتشيلي وكوت ديفوار واليونان وهونغ كونغ وإسرائيل واليابان وموريشيوس وهولندا والنيجر ودول أخرى، بالإضافة إلى المغرب البلد المضيف.
ويكتسي اختيار المغرب كبلد مضيف للمؤتمر السنوي والجمعية العامة للاتحاد الفلكي الإفريقي أهمية خاصة بسبب توقيته، حيث سينعقد هذا الحدث المرموق قبل أشهر قليلة فقط من انعقاد الجمعية العامة للاتحاد الفلكي الدولي في كيب تاون بجنوب إفريقيا، وهي لحظة غير مسبوقة حيث تستضيف إفريقيا لأول مرة الاتحاد الفلكي الدولي.
ومن خلال تنظيم هذا المؤتمر في مراكش، يعزز المغرب دوره المحوري في تعزيز التميز العلمي ويضع نفسه كقطب للتقدم الفلكي داخل القارة الإفريقية، وسيعزز هذا الاجتماع، الذي من المتوقع أن ينعقد في مراكش، الروابط بين الاتحاد الفلكي الإفريقي والمغرب، وبالتالي تشجيع التعاون وتبادل المعرفة داخل المجتمع الفلكي الإفريقي.
يهدف هذا المؤتمر أيضًا إلى تسهيل مشاركة البحوث في علم الفلك في جميع أنحاء أفريقيا، وتشجيع الحوار والتعاون والنقاش حول مواضيع البحث، وإنشاء شبكة تسهل تنقل الباحثين والطلاب في جميع أنحاء أفريقيا، وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة.
كما يلتزم المنظمون، تحت مظلة الشبكة الأفريقية للنساء في علم الفلك (AfNWA)، بتمكين المرأة في مجال العلوم، ولذا فإن في صميم مبادراتهم برامج التوجيه التي تربط العالمات الأفريقيات الشابات الناشئات بالخبراء المتمكنين في هذا المجال. وتوفر هذه العلاقات التوجيهية إرشادات وتحفيزات وفرصاً بالغة الأهمية، وتعزز تبادل الخبرات والرؤى بشكل ثري.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف المنظمون إلى تيسير فعاليات التواصل، وهي أدوات لا تقدر بثمن لتنمية الروابط الهادفة والجهود التعاونية في المجال العلمي. وتلعب هذه الفرص دورًا محوريًا في بناء مجتمع قوي وداعم من عالمات الفلك في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
وللتذكير؛ فالشبكة الأفريقية للنساء العاملات في علم الفلك (AfNWA) هي مبادرة لربط النساء العاملات في علم الفلك والمجالات ذات الصلة في أفريقيا. وقد أُنشئت في سبتمبر 2020 كإحدى لجان الجمعية الأفريقية لعلم الفلك.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن زيارة مرصد أوكايمدن المدرج في برنامج هذه الفعالية تكتسب أهمية كبرى لأنها تتيح فرصة غير مسبوقة لعرض بنيتنا التحتية ذات المستوى العالمي وأجهزتنا المتطورة والتلسكوبات. تقع هذه المنشأة الفلكية المرموقة في جبال الأطلس الخلابة، وتعد برحلة غامرة في علم الفلك المغربي.
يخلق الجمال الأخاذ لمرصد أوكايمدن، إلى جانب ظروف الرصد المثلى، بيئة مثالية لإقامة الروابط وتطوير المشاريع التعاونية بين الباحثين والطلاب الأفارقة والدوليين. تقدم هذه الرحلة فرصة فريدة للتعمق في مجالات علم البيئة وعلوم الكواكب والفيزياء الفلكية واستكشاف الفضاء.
يتضمن البرنامج جلسة مع تجربة مرصد مفتوح ودورة تدريبية غنية بالمعلومات، مصممة خصيصاً لإثراء معارف الطلاب ومهاراتهم.