المركز المغربي للمواطنة : مذكرة حول نتائج استطلاع الرأي – المغاربة وشبكات التواصل الاجتماعي
أبريل 2024
تقديم
يعتبر الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الرقمي. تكمن الصعوبة في السيطرة على تأثيراتها السلبية وتحقيق توازن بين فوائدها ومخاطرها بسبب سرعة تطور هذه الشبكات وقدرتها على الوصول إلى عدد هائل من الأفراد عبر مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية.
لم تعد شبكات التواصل الاجتماعي مجرد وسائل للتواصل الفردي فحسب، بل تحولت إلى منصات حيوية تعزز التفاعل الاجتماعي ولها دور بارز في تشكيل الرأي العام وتنمية العلاقات الشخصية والمهنية. هذه الشبكات تتيح للأفراد فرصة تبادل الأفكار والمعلومات بكل يسر وسرعة، وتمكنهم من التفاعل مع شرائح متعددة من المجتمع بسهولة. إضافة إلى ذلك، تسهم في تعزيز المهارات الاجتماعية وتوفر فرصًا لبناء شبكات مهنية قوية بين الأفراد.
مع ذلك، تحمل شبكات التواصل الاجتماعي عدة تحديات وسلبيات يجب الانتباه إليها، تتضمن خطر انتهاك خصوصية الأفراد وتعرضهم لمخاطر متعددة، بالإضافة إلى دورها في انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة التي قد تؤثر سلباً على الرأي العام. كما أنها قد تزيد من حالات التشهير والقدف، وتساهم في تعزيز الانعزال الاجتماعي وتقليل التواصل الواقعي بين الأفراد.
في الفترة الأخيرة، شهد المغرب نقاشًا واسعًا حول شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة بما يتعلق بتحديد الحدود بين حرية التعبير والتشهير، والآثار السلبية لهذه المنصات على القاصرين والأطفال، وكذلك انتشار محتوى يعتبره العديد من المواطنين تافه ويتعارض مع قيم المجتمع.
في هذا السياق، وفي إطار السعي لفهم آراء وانطباعات المغاربة حول استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، أجرى المركز المغربي للمواطنة استطلاع رأي لاستقصاء آراء المغاربة حول التواصل الاجتماعي. يندرج هذا الاستطلاع ضمن مبادرة «بارومتر المواطنة» الذي أطلقه المركز سنة 2024.
المنهجية:
أجرى المركز المغربي للمواطنة خلال الفترة ما بين 01 يناير و 14 فبراير 2024 استطلاعًا لرأي مغاربة حول انطباعاتهم وتصوراتهم بخصوص شبكات التواصل الاجتماعي.
تم استخدام في هذا الاستطلاع استمارة إلكترونية نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي خصوصا الفيسبوك والواتساب.
عرف الاستطلاع مشاركة 1201 شخصا من جميع الفئات العمرية يمثلون جميع جهات المملكة المغربية. كما عرف تفاعل كبير مع الاستمارة على الفيسبوك بمشاركة 1829 شخصًا.
المشاركة تمت على أساس اختياري. وبالتالي، ومن الناحية العلمية، فالنتائج لا تمثل سوى آراء الأشخاص الذين شاركوا في هذا الاستطلاع، إلا أنه يمكن اعتبارها تعبيرا عن توجه الرأي العام.
النتائج :
⦁ 94.6 % من المشاركين يرون أن هناك حاجة لتشديد القوانين لمكافحة التشهير والقذف على منصات التواصل الاجتماعي.
⦁ 81.3 % من المشاركون يوافقون من حيث المبدأ على فكرة منع الولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي تسبب ضرراً على المجتمع والاجيال الصاعدة.
⦁ 87.7 % من المشاركين يؤيدون فكرة حظر الولوج إلى المواقع الإلكترونية الإباحية.
⦁ 87.9 % من المشاركين يرون ضرورة تنظيم وتقنين المهن الجديدة المرتبطة بصناعة المحتوى والمؤثرين الذي ينشطون على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي.
⦁ 96.7 % من المشاركين يمتلكون حسابًا على فيسبوك، وبواتساب بنسبة 86.3 %، وإنستغرام ب65.0 %، وتيليغرام ب48.3 %، وتويتر ب34.5%، ولينكد إن ب33.0 %، وتيك توك ب30.2 %، وسناب شات ب14.5 %
⦁ يستخدم حوالي 86 % من المشاركين منصات التواصل الاجتماعي عدة مرات في اليوم، في حين 12 % يستخدمونها عدة مرات في الأسبوع، و2 % نادراً.
⦁ 58.5 % من المشاركين أكدوا أنهم يستطيعوا التحكم في الوقت المخصص لاستعمال شبكات التواصل الاجتماعي، في حين يجد 22.0 % صعوبة في ذلك. كما يعتبر 8.1 % نفسهم غير قادرين على التحكم في ذلك الوقت، و9.5 % يشعرون بأنهم في حالة إدمان على هذه المنصات.
⦁ 30.5 % من الآباء والأمهات يراقبون بانتظام وصول أبنائهم إلى شبكات التواصل الاجتماعي، و29.6 % بشكل محدود، و13.7 % بشكل نادر، و15.7 % لا يراقبونهم، في حين أن 13.2 % لا يسمحون لأبنائهم باستخدام هذه الشبكات.
⦁ 94.6 % يرون أن الأسر المغربية غير قادرة على حماية أطفالها من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي.
⦁ فيما يخص ثقة المشاركين في مصادر الأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن 51.4 % يثقون أكثر في الصحافيين المهنيين، و40.7 % يثقون في معارفهم وأصدقائهم الذين ينشرون على حساباتهم، في حين يثق فقط 5.9 % في صناع المحتوى و2.0 % في المؤثرين.
⦁ 45.2 % من المشاركين لم يتعرضوا لأي من المضايقات او الممارسات السلبية على منصات التواصل الاجتماعي، في حين تعرض 32.7 % للسب والقذف، و27.5 % لخطاب الكراهية بسبب التعبير عن آرائهم الشخصية، و19.7 % لاختراق حساباتهم الشخصية، و10.5 % للتنمر، و9.1 % للابتزاز، و8.0 % للتحرش الجنسي، و7.8 % للتشهير.
⦁ النساء أكثر تعرضا للتحرش الجنسي، بحيث امرأه واحدة من بين كل ثلاثة نساء تعرضت للتحرش الجنسي(31.2 % بالنسبة للنساء مقابل 4.3 %بالنسبة للرجال).
⦁ يرى 95.8 % من المشاركين أن منصة تيك توك في المرتبة الأولى من بين المنصات التي تسبب ضرراً على المجتمع والأجيال الصاعدة، يليها سناب شات بنسبة 52.3 %، وإنستغرام بنسبة 50.3 %، وفيسبوك بنسبة 39.7 %، ويوتيوب بنسبة 31.6 %، وتيليغرام بنسبة 9.8 %، وتويتر بنسبة 8.4 %، ولينكد إن بنسبة 5.0 %.
⦁ 38.0 % من المشاركين يرون أن منصات التواصل الاجتماعي لا تؤثر على مزاجهم وحالتهم النفسية، في حين يرى 39.9 % تأثيراً سلبياً عليهم، و22.2 % يعتقدون العكس، أي أنها تؤثر إيجابياً.
⦁ يرى حوالي 96.8 % من المشاركين أن المؤثرين لديهم تأثير قوي جدًا أو قوي أو متوسط على المراهقين.
⦁ يرى 87.6 % من المشاركين أن المحتوى التافه يحظى بأكبر قدر من الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي مقارنة بالمحتوى الهادف.
⦁ يعتقد68.7 % من المشاركين أن المغاربة لا يستفيدون بشكل إيجابي من المزايا والفوائد التي تقدمها منصات التواصل الاجتماعي.
⦁ في حين يرى 64.4 % من المشاركين أن منصات التواصل الاجتماعي ساهمت في تحسين الوعي السياسي والمشاركة المدنية للشباب.
⦁ حوالي 94.9% يرون أن السعي للربح المال يفقد المؤثرين وصناع المحتوى مصداقيتهم وموضوعيتهم.
⦁ 49.9% من المشاركين يرون أن شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر وسيلة فعالة لبناء العلاقات الاجتماعية بين الافراد.
الخلاصة
⦁ توفر شبكات التواصل الاجتماعي فرصاً كبيرة لتحسين التواصل وتبادل المعلومات وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد. الا أن استخدامها يأتي بتحديات جسيمة قد تؤثر سلبًا على الأفراد وقيم المجتمع خصوصا الأجيال الناشئة. فالنتائج التي توصل إليها هذا الاستطلاع تبرز هذه الثنائية بوضوح: من ناحية، هناك تفاعل قوي ومستمر للمواطنين مع هذه المنصات، ومن ناحية أخرى، هناك انتشار لبعض الظواهر السلبية من سلوكيات مسيئة مثل التحرش والتنمر الإلكتروني والتشهير وانتشار المحتوى التافه الذي يلقى اقبالا كبيرا.
⦁ من المهم الاعتراف بالفوائد العديدة لشبكات التواصل الاجتماعي ولكن يجب عدم إغفال العيوب الناجمة عن استخدامها. الابتكارات المستمرة في هذا المجال تضيف طبقة من التعقيد تتطلب تكيفًا مستمرًا للممارسات بهدف خلق بيئة رقمية آمنة وإيجابية.
⦁ كما تلقي النتائج ضوءًا على التحديات التي تواجه المجتمع في التعامل مع هذا التطور السريع. على الرغم من الوعي المتزايد بالمخاطر المرتبطة بشبكات التواصل الاجتماعي، لا يزال من الصعب على المجتمع اتخاذ تدابير فعّالة للتخفيف من هذه المخاطر.
⦁ باختصار، يكشف هذا الاستطلاع عن الانتشار الواسع لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب، مع التعبير عن القلق بشأن المخاطر المحتملة التي قد تواجه الأفراد والمجتمع بأسره. هذا يؤكد على الحاجة إلى نهج متوازن يستفيد من فوائد هذه الوسائل مع العمل على تخفيف آثارها الضارة، ويأخذ في الاعتبار التطورات السريعة في هذا المجال والتحديات المرتبطة بإدارته وتنظيمه.
الاقتراحات
.1 تعزيز دور المدرسة في التوعية حول شبكات التواصل الاجتماعي: دمج تعليم مبادئ وآليات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في المناهج التعليمية، بهدف تزويد التلاميذ بالمهارات الأساسية للتفاعل مع هذه الوسائط بمسؤولية وأمان.
.2 التحسيس والتوعية: العمل على تعزيز استخدام مسؤول لشبكات التواصل الاجتماعي من خلال تنفيذ برامج تعليمية وإطلاق مبادرات توعوية وتحسيسية.
.3 تعزيز حماية المستخدمين: تقوية الإطار التشريعي الوطني لضمان حماية أكثر شمولية للمواطنين من التعرض للتشهير والإساءة والكراهية والتمييز والتحرش.
.4 التنظيم: تطوير تشريعات جديدة لتنظيم أنشطة المؤثرين وصانعي المحتوى، مع التركيز بشكل خاص على الشفافية والالتزام المجتمعي.
.5 تأطير النقاش الوطني: تنظيم مناظرات وطنية للحوار حول النموذج المثالي للتواصل الاجتماعي الذي يخدم الفرد والمجتمع في المغرب.
.6 الفهم الأكاديمي والعلمي الجيد للموضوع: من خلال إجراء دراسات مفصلة لاستقصاء التأثيرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لشبكات التواصل الاجتماعي بشكل أعمق على مختلف شرائح المجتمع المغربي.
.7 الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني: تعزيز التعاون بين الدولة والجمعيات لتطوير مبادرات متكاملة تهدف إلى تحسين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل فعال وآمن.
للاطلاع على النتائج بالتفصيل، يرجى الرجوع إلى التقرير.