هزيمة المولودية وطوفان الكراهية
ذة.سليمة فراجي
لم اكن اعتقد يوما ان هزيمة فريق ونزوله الى القسم الثاني سيخلق رجة وضجة ووابلا من السباب بل وصب الغضب على مدينة وجدة وتاريخها العتيد
قرأت تدوينات اقل ما يقال عنها انها ازدراء مدينة وتقزيمها ونعتها بمختلف الاوصاف القدحية من طرف مواطنينا من مدن اخرى بل و بعض ابناء المدينة نفسها !
صحيح اننا نصبو الى تفعيل العدالة المجالية وان المدينة حرمت من منافع اقتصاد الحدود كما هو متعارف عليه في دول العالم بسبب جار مشاكس ، لكن هل هي امور تشرعن الازدراء و التشفي ؟
نحن للمغرب في الشرق الجناح احب من احب وكره من كره ومن يختزل المدينة في وجبة “كران” كلفظ قدحي أحيله على فيديو الاستاذ الدخيسي والي الامن السابق والمدير المركزي للشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني حاليا ، والذي شرح اصل الوجبة التركية !
كل ذلك لا يهم لان تفاهة ورداءة تدوينات بعض متابعي كرة القدم جعلتني انتفض واستنكر حجم الكراهية والتبخيس والتقزيم
عجبا كيف يمكن ان يظن البعض ان مرارة الهزيمة او لذة الانتصار او تغيير المكاتب المسيرة امور تمكن من التأثير على مسارات الانسان وبالأحرى فريق رياضي
مرارة الهزيمة او لذة الانتصار او تعثر التسيير او تغيير المسؤولين وقائع لا تغير في شيء من المحطات التاريخية لأي كان !
واذا كان الفريق سجل انتصارات فيما مضى واقترن اسمه بمدينة وجدة منذ فجر الاستقلال بمحطات لامعة تقودنا الى استحضار تاريخ 23نوفمبر 1956الذي شهد مباراة كروية بملعب Marcel Cerdan الملعب الشرفي بالدارالبيضاء ، والذي احتضن اول نهائي لكأس العرش في المغرب فازت خلاله المولودية الوجدية و سلمها كأس العرش المغفور له محمد الخامس قدس الله ثراه ، الذي حضر المباراة ، كما فازت بالكأس سنة 1960 في مواجهة الفتح الرباطي وسنة 1962 في مواجهة الكوكب المراكشي وبذلك تكون قد فازت بأربع كؤوس للعرش خلال الست سنوات بعد الاستقلال
فان معاناة الفريق لاسباب تقنية او تنظيمية او مادية لا يمكن ان تجر الاستسلام او الغضب او اللامبالاة او سحب الثقة من الفريق والتنكر لتاريخه وامجاده ، بل ان اعادة هيكلته او حسن اختيار مدربه او رئيسه كلها امور تحتاج الى التروي والدراسة و رسم البوصلة وخارطة الطريق ، والاستفادة من الاخطاء السابقة بدل الاعتماد فقط على قوة المال
وحتى لو سلمنا جدلا بان خلافات قد وقعت او عاينا فشلا في التسيير وهي قد امور تحدث حتى في فرق تنتمي الى دول متقدمة ، او ان اخطاء تقنية اوتسييرية او تخص الانضباط قد حصلت ، فكل ذلك لا يسمح بان نتنكر للفريق ومجهوذات من يتحمل مسؤولية اعادة بريقه واشعاعه ، بل ان اللحظات الصعبة المريرة هي من تحفز على اتخاذ القرارات الصائبة للنهوض بقوة وعزيمة
واذا كانت الضربات ليست قاتلة في مدرسة الحياة فانها بمثابة تجديد للقوة !
واذا كان الرؤساء القدامى حرصوا على تسيير الفريق فانه بالامكان ضخ دماء جديدة من اجل الاستمرار
الايادي ممدودة ، وللمدينة رجالاتها الاوفياء وطاقاتها الحية ولو كانوا يقطنون خارجها
فلنبق على ثقتنا في فريقنا ولننخرط جميعا الى ان يصل الى بر الأمان !
ولعل اهم ملاحظة اود ان ابديها بكل تواضع : المال اصبح مفسدة في المولودية بدل ان يشكل منفعة
البعض يصبو الى الاغتناء وكسب الريع والاخر يرنو الى المناصب عبر التسييس
او بتسييس التدبير او تدبير التخطيط للتسييس
ان اعادة هيكلة الفريق وحسن اختيار مدربه او رئيسه ومكتبه المسير والتفكير في خلق شركة والحرص على بيع التذاكر والتسويق الاشهاري كلها امور تحتاج الى التروي والدراسة و رسم البوصلة وخارطة الطريق ، والاستفادة من الاخطاء السابقة بدل الاعتماد فقط على قوة المال والبحث عن ضحية يتم ابتزازه ماديا من طرف مرتزقة تفننوا في البحث عن ذي مال في مدينة تقل فيها فرص الشغل بسبب الجفاف و انعدام المعامل وقلة المشاريع الاستثمارية !
الرجاء لنقف جميعا لحظة تأمل واعتبار ان النزول الى القسم الوطني الثاني هو تقهقر من اجل التجويد وقوة القفز