كونفدرالية دول الساحل،حلف جديد يكاتف المبادرة الملكية الأطلسية ويعضد طموح المغرب في القارة الإفريقية.
عبد العزيز ملوك.
في بادرة تكاتف المبادرة الملكية من أجل الأطلسي التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده، أعلن القادة العسكريون المدنيون في بلدان كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو خلال قمة احتضنتها العاصمة النيجرية نيامي،عن تأسيس “كونفدرالية دول الساحل” كحلف عسكري ثلاثي جديد في منطقة الساحل.
توقيع الدول الثلاث التي يقودها الجيش معاهدة “اتحاد كونفدرالي”، يأت في وقت اكتمال مغادرة القوات الأميركية للقاعدة العسكرية 101 في النيجر، كما يؤكد عزم هته الدول على رسم مسار جديد ومشترك خارج المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الفرنسية التي تحثها على العودة إلى الحكم الديمقراطي.
“… إن شعوب الدول الثلاث قد قررت أن تدير ظهرها “لإيكواس” الفرنسية بشكل لا رجعة فيه، وإن اتحاد دول الساحل هو كيان بديل لأي مجموعة إقليمية مصطنعة تسيطر عليها قوة أجنبية…”.
هكذا صرح رئيس النيجر رئيس أركان الجيش النيجري الجنرال عبد الرحمن تياني أمام نظيريه البوركينابي النقيب إبراهيم تراوري، والمالي الكولونيل أسيمي غويتا معتبرا أن الدول الثلاث قد عبرت عن التزامها وانخراطها في المبادرة الأطلسية التي طرحها المغرب لفائدة دول منطقة الساحل، في تكريس لصحوة إفريقية طالما دعت إليها المملكة المغربية خدمة للمصالح الاستراتيجية لأفريقيا مقابل سقوط مشاريع بعض الدول المجاورة لهذه البلدان، خاصة الجزائر، التي ما فتأت تراهن على سياسة “فرق، تسد” وانعدام الأمن والأمان والاستقرار والتدخل في الشؤون الداخلية لدول افريقة مستقلة خدمة لأجندتها المعروفة والمعلومة ولأهدافها التوسعية في المنطقة.
تأسيس حلف “كونفدرالية الساحل” الجديد يحمل إشارات ورسائل قوية تؤكد إعلان “طلاق الثلاث” مع الأنظمة المهترئة التي ترعى الإرهاب والتطرف والميلشيات المسلحة التي تثقل كاهل اقتصاد الدول الإفريقية وتؤثر على علاقتها الدبلوماسية البينية على غرار الجارة الجزائر التي تعاني اليوم عزلة إقليمية نتيجة توتر علاقاتها مع دول الجوار والبلدان المعنية، مقابل توجه هذه الدول إلى تشبيك علاقاتها وتنويع شراكاتها مع مغرب جد متسامح يبنى علاقاته على أساس “رابح رابح”، ومنطق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، الشيء الذي ينسجم أفقيا وعموديا مع العقل الاستراتيجي المغربي، انطلاقا من فلسفة ورؤية ملكية متبصرة وبصيرة بطبيعة التفاعلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في القارة الإفريقية بشكل عام وفي منطقة الساحل والصحراء بشكل خاص.
مخرجات تأسيس الحلف الثلاثي الإفريقي الجديد تراهن من بين على ما تراهن على :
.1. الارتقاء بتحالف دول الساحل إلى صفة كيان كونفدرالي.
.2. تعيين رئيس أركان الجيش المالي الكولونيل غويتا رئيسا للحلف لمدة سنة واحدة.
.3. إعادة تأسيس الدول الثلاث على قيم تحترم الخصوصية التاريخية والثقافية والاجتماعية لشعوب المنطقة.
.4. التنسيق الدبلوماسي وتوحيد المواقف في الساحات الدولية. العمل على مكافحة الإرهاب الذي يضرب المنطقة بشدة.
.5. المساهمة في تحقيق السلام والأمن على المستوى الدولي. إنشاء برلمان مشترك لاقتراح القوانين والاتفاقيات التي تهم مصالح الدول الثلاث.
كما ينص ميثاق الحلف على أن التنظيم مفتوح أمام عضوية الدول التي تشترك مع بلدان المجموعة في أهداف التحرر الاقتصادي والاستقلال السياسي.